حسبي الله ونعم الوكيل
اللهم انصر الاسلام والمسلمين وثبتهم على دينك
اللهم من ارادنا بسوء فاشغلة بنفسة
أخطر المشاريع المعادية للإسلام
أبشع الأدوات المستخدمة
في تفكيك الوطن العربي والعالم الإسلامي
وكالة أنباء المستقبل للصحافة والنشر (ومع)
كاظم فنجان الحمامي
يتعرض العالم العربي والإسلامي هذه الأيام لحملة مسعورة تستهدف تفكيك حدوده الجغرافية, وتمزيق كياناته السياسية, وتقسيم ثرواته الطبيعية, وتقطيعه إلى دويلات صغيرة, وكيانات ضعيفة غارقة في المشاكل والأزمات, وتدين بالطاعة والولاء لإدارة النظام العالمي الجديد, الذي أبدى حرصا شديدا على العمل في الخفاء لتنفيذ المراحل التمهيدية لهذا المشروع الاستعماري الخطير, بيد ان ملامح المشروع صارت واضحة للعيان, من دون حاجة للشرح والتوضيح, خصوصا بعد أن انفصل جنوب السودان عن الحكومة المركزية في الخرطوم, واختفى العلم العراقي تماما من إقليم كردستان, تمهيدا للانفصال النهائي من جسد العراق, وسارعت أمريكا لتقديم مساعداتها السخية لإقليمين صوماليين منفصلين, هما: إقليم أرض الصومال, وإقليم (بونتلاند), وغرست بذور الانشقاق والانفصال بين عدن وصنعاء, وبين بنغازي وطرابلس, وبين البربر والعرب, والملفت للانتباه أن إسرائيل هي القاسم المشترك, الذي ترتبط به الكيانات الانفصالية الجديدة, وكانت إسرائيل سباقة للاعتراف رسميا بالإقليمين الصوماليين, وهي المقاول الرئيس لمشاريع التقسيم والتقطيع والتفكيك والتجزئة, إما المهندس الذي وضع مخططات هذه المشاريع الشيطانية, فهو العراب الأمريكي اليهودي الاشكيناز الصهيوني (برنارد لويس).
عمل (برنارد) أستاذا جامعيا ومؤرخا, ورئيسا لقسم التاريخ في جامعة لندن, ثم التحق للعمل بدرجة مستشار في وكالة المخابرات الامريكية, صار بعدها مُنظّراً لسياسات التدخل والهيمنة الامريكية في الشرق الأوسط, وكتب سلسلة طويلة من الدراسات التي تعمدت الإساءة للتاريخ الإسلامي, فكتب عن الإسماعيلية, والقرامطة, والناطقة, ومذهب الحشاشين, وكتب عن تاريخنا الحديث بمداد القير والقطران, وكان اخطر من شوه صورتنا أمام العالم, من دون أن ينتبه إليه عامة الناس, ومن أشهر كتبه الخبيثة: (العرب في التاريخ), و(الصدام بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط), و(أزمة الإسلام), و(حرب مندسة وإرهاب غير مقدس), و(صراع الحضارات), و(الإرهاب الإسلامي), وهو الذي صاغ للبنتاغون إستراتيجيتهم المعادية للإسلام والمسلمين, وشارك في وضع إستراتيجية الغزو الأمريكي للعراق, وكان من أكثر الحاقدين وقاحة وجرأة وصفاقة, عندما صرح لوكالات الأنباء قبل ستة أعوام بالآتي: (( إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون, لا يمكن تحضرهم, وإذا تُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات إرهابية بشرية تدِّمر الحضارات, وتقوِّض المجتمعات, وأن الحل الأسلم في التعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم, وتدمير ثقافاتهم الدينية وتمزيق نسيجهم الاجتماعي, وإعادة تقسيم البلدان العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية, ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود أفعالهم, ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك: إما أن نضعهم تحت سيادتنا, أو ندعهم يدمروا حضاراتنا, ويتعين على أمريكا ممارسة الضغط على القيادات الإسلامية واستغلالهم في تخليص شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة, ويتحتم على أمريكا استثمار التناقضات العرقية, والعصبيات الطائفية, والعمل على تأجيجها عن طريق رجال الدين أنفسهم, لأنهم أفضل من يقوم بهذا الدور)). انتهى كلام الشيطان (برنارد لويس).
وكان برنارد أول من أعترض على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان, واصفا هذا الانسحاب بأنه عمل متسرع لا مبرر له, فالكيان الصهيوني عنده يمثل الخطوط الأمامية للحضارة الغربية, وهو الذي يقف في وجه الحقد الإسلامي الزاحف نحو الغرب.
كان (برنارد) يمثل المحور الرئيس في المؤتمر العالمي الذي عقدته إسرائيل في (هرتزيليا) عام 2010 لمناقشة خطر المد الإسلامي على كيانها المسخ, أكد (برنارد) في المؤتمر على ضرورة إحياء الهوية الطائفية في بلاد الإسلام, وإذكاء النعرات المذهبية فيما بينهم, وتفريغ البلدان العربية من محتواها الوطني, وتأجيج الصراع الدامي بين التيار السني الوهابي والتيار الشيعي الأصولي, وحث الخطى باتجاه تفكيك منظومات الأمن القومي العربي, والعمل على تفتيت قوة الحركات القومية عن طريق تحويلها إلى حركات شعبية, فكلما هبطت الحركات القومية الى المستوى الشعبي, كلما غدت أقل قومية, وأكثر دينية, أي أقل عروبة وأكثر إسلامية.
اعتمد (برنارد) في نظريته على وجوب ترويض حكام المنطقة, ومن ثم توظيفهم في إذكاء لهيب العصبية الطائفية العنصرية بين السنة والشيعة, وإشعال فتيل النيران المذهبية والعرقية في مراجل (الفوضى الخلاقة), وبالاتجاه الذي يضمن تأزم العلاقات الاجتماعية, وإغراق الناس في بحار التنافرات المتأججة بالأحقاد, تمهيدا لتنفيذ المراحل النهائية لمشاريع التفكيك, والتي فصلها (برنارد لويس) على صفحات مجلة (البنتاغون), وتناولت التقسيمات الآتية:
· ضم إقليم بلوشستان الباكستاني إلى مناطق البلوسن المجاورة لإيران, وإقامة دولة (بلوشستان).
· ضم الإقليم الشمالي الغربي من الباكستان إلى منطقة البوشتونيين في أفغانستان, وإقامة دولة (بوشتونستان).
· ضم المنطقة الكردية في إيران والعراق وتركيا, وإقامة دولة (كردستان).
· تقسيم إيران إلى أربع دويلات: (ايرانستان), و(أذربيجان), و(عربستان), و(تركمانستان).
· تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات صغيرة, (كردية), و(سنية), و(شيعية).
· تقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات: (سنية) و(درزية), و( علوية).
· تقسيم الأردن إلى كيانين: (بدوي), و(فلسطيني).
· تقسيم السعودية إلى مجموعة متنافرة من الكيانات البدوية التقليدية.
· تقسيم مصر إلى دولتين: (إسلامية), و(قبطية).
· تقسيم لبنان إلى خمس دويلات: مسيحية, وسنية, وشيعية, ودرزية, وعلوية.
· تقسيم السودان إلى دولتين: زنجية في الجنوب, وعربية في الشمال.
· تقسيم المغرب بين العرب والبربر.
· تقسيم موريتانية إلى ثلاث دويلات: عربية, وبربرية, ودولة للمولدين.
مما يؤسف له إننا صرنا نستنشق اليوم دخان هذه المؤامرات والدسائس الخبيثة المنبعثة من أفران الخيانة والعمالة, نقف على مفترق شبكة من الطرق المعقدة, شديدة الوعورة, تطاردنا همرات القوى الاستعلائية من شرق الوطن العربي إلى غربه, تتعامل معنا وكأننا مجموعة من القبائل والطوائف والتكتلات البدائية المتصارعة المتحاربة, تتصرف معنا وكأنها القوى الخارجية الجبارة, المخولة رسميا في السيطرة على نزاعاتنا, أو كأنها هي التي تمتلك الشرعية الدولية والوصاية الكاملة في التحكم بمصائرنا, أو كما لو كان لها الحق في تقسيمنا إلى شيع وطوائف متنافرة, وغير قادرة على التعايش السلمي, واستطالت مخالب أمريكا تدريجيا في ظل المحاصصات الطائفية, وفي ظل الإذعان المخزي للرغبات الصهيونية, ولم يعد خيار التقسيم طرحا نظرياً, بل صار من أهم الأدوات المفضلة لدى تيار واسع من السياسيين الأمريكيين وزبانيتهم, ومن أهم السيناريوهات التي تعمل عليها فضائيات البث الطائفي المشفر, وتعمل عليها منابر الفتنة, وتغذيها بعض الدول العربية التي بلغت بها الخيانة أعلى المراتب, عندما وضعت قواعدها ومطاراتها ومنافذها البحرية في خدمة المخططات التي صاغها المعتوه (برنارد) بخط يده, ووصل بها الطيش السياسي إلى المرحلة التي صارت فيها هي المقاول والمتعهد الثانوي في تنفيذ مشاريع التفكيك والتجزئة في السر والعلن, وظهر علينا جيل جديد من وعاظ السلاطين, أكثر تأمركا من الأمريكان أنفسهم, وأكثر صهيونية من الصهاينة في حائط المبكى بتل أبيب. . ألا لعنة الله على القوم المتأمركين والمتصهينين والمتخاذلين, وسحقا للذين اختاروا الوقوف في صفوف أعداء الله . . .