كتبت| فتحية الديب
شهدت قرية القطاوية، التابعة لمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، مساء يوم
أمس الخميس، أحداثا مؤسفة، أودت بحياة 3 أشخاص، أحدهم نجل قيادى إخوانى
بالقرية وبطل المشاجرة، وإصابة سائق “توك توك” فى مشاجرة بطلها نجل قيادى
إخوانى بالقرية.
قالت التحريات الأولية للشرطة، أن المجنى عليهم لم يكونوا فى المشاجرة،
أحدهم تدخل لفض المشاجرة بين نجل الإخوانى وأحد الشباب، وأحدهم تصادف
مروره أثناء المشاجرة، قام على إثر ذلك الآلاف من أهالى القرية بإشعال
النيران بمنزل أمين الوحدة الحزبية بالقرية والد الشاب، وتمزيق لافتات
الحزب ومقره المخصص بالمنزل، وسرقة جميع محتويات المنزل المكون من 5
طوابق، وحرق سيارة داخل حديقة ومخزن ملحقين للمنزل.
وأفادت التحريات أن الشرطة خشيت من التعامل مع المواطنين خشية وقوع عدد
كبير من القتلى من الأهالى أثناء تعامل الشرطة مع المتجمهرين أمام المنزل،
الذين فشلت جميع المحاولات فى إبعادهم عنه، وأضافت التحريات أنه حرصا على
حياة أكثر من 13 فردا وطفل بالمنزل كانوا قد اعتلوا سطح المنزل بعد إشعال
النيران بالطابق الأول والثانى ومحاصرة المنزل بالكامل.
فلجات الشرطة إلى حيلة لخروجهم من المنزل فى أمان وخروج “يوسف” معهم،
وتم إخفاؤه فى زى النقاب، وعند استقلال أفراد الأسرة ويوسف مدرعة الشرطة
أسفل المنزل، تعرف أحد الشباب على يوسف، وحرض الأهالى ضده مما دفعهم إلى
اختطافه من أيدى الشرطة والفتك بيه داخل الوحدة الصحية التى تبعد أمتارا
عن مسكنه، وتم تطبيق حد الحرابة عليه.
تفاصيل الواقعة بدأت بتلقى اللواء محمد كمال، مدير أمن الشرقية، إخطارا
من العميد عمر زيد، مأمور مركز أبوحماد، بنشوب مشاجرة بناحية موقف
السيارات بقرية القطاوية دائرة المركز، وتبين من التحريات الأولية حدوث
مشاجرة بين بعض الأشخاص بالموقف، قام على إثرها “يوسف ربيع عبدالسلام قطب”
20 سنة، طالب بمعهد التكنولوجيا بالعاشر من رمضان، بإطلاق أعيرة نارية من
سلاح كان بحوزته، مما أدى إلى وفاة “محمد حمدى عبدالقادر” 31 سنة، ترزى
ومقيم بذات الناحية، إثر إصابته بطلق نارى بالصدر، وإصابة “عاطف إسماعيل
شاهين” 40 سنة، ميكانيكى، ومقيم بذات الناحية، بطلق نارى بالفخذ الأيسر.
كما توفى “محمود.ع” 27 سنة، عامل، ومقيم بذات الناحية، إثر إصابته بكسر
بقاع الجمجمة وتوقف عضله القلب نتيجه إلقاء “حجر” على رأسه من أعلى مسكن
الشاب.
على إثر ذلك، تجمع بعض أهالى القرية أمام منزل المتهم المكون من خمس
طوابق، واحتجازه وأهليته داخل المنزل، وقاموا بإشعال النيران بالدور الأول
والثانى، محاولين إخراج المتهم “للفتك به”، وقاموا بمنع سيارات الإطفاء
التابعة للحماية المدنية من السيطرة على الحريق، إلا أنه تمت السيطرة على
الحريق.
انتقل “اليوم السابع” إلى قرية القطاوية، التى خيم الحزن على جميع أهلها رجالا ونساء وأطفالا واتشحت النسوة بالسواد.
واحتشد الآلاف من الأهالى بمداخل القرية، وجميع شوارعها الرئيسية،
استعدادا لتشييع جثمان شخصين لقيا مصرعهما فى المشاجرة دون سبب، فى حين
خلت القرية من أى تواجد أمنى.
تقابل “اليوم السابع” مع شهود العيان، حيث قال، إبراهيم حمدان 35 سنة
من الأهالى، إنه سمع صوت أعيرة نارية، مساء أمس الخميس، على خلفية مشادة
بين يوسف وسائق توك توك بسبب خلافات بينهما، قام على إثرها يوسف بإطلاق
أعيرة نارية أودت بحياة ترزى تصادف سيره أثناء المشاجرة.
كا يقول ثروت محمد موظف بالتربية والتعليم، إن القرية شهدت أمس أحداثا
مؤسفة لم يستطع أحدا السيطرة عليها؛ حيث خرج الآلاف من الأهالى من بيوتهم
على خلفية مقتل ترزى وإصابة سائق توك توك بطلق نارى على يد نجل أمين
الوحدة الحزبية لحزب الحرية والعدالة بالقرية، مما أثار حفيظة الأهالى
وقاموا بالفتك بالشاب.
انتقل “اليوم السابع” لمنزل يوسف المكون من 5 طوابق وخلفه حديقة ومخزن،
حيث أن والده مقاولا، وأثناء دخولنا المنزل كان يقوم المئات من أطفال
القرية بسرقة ما تبقى من محتوياته من أساس وأجهزة كهرباء وبلاط المسكن،
الذى دمر بالكامل وسرقت جميع محتوياته، وعلى بعد أمتار من منزل يوسف توجد
أسرة كانت تجلس أم محمود عيد انتظارا لوصول جثمانه لتشعييه لمثواه الأخير،
وبجوارها زوجة نجلها وأطفالها الثلاثة.
وتقول الأم، إن محمود أكبر أبنائها وأبوه مريض وهو الذى يصرف على
العائلة ويعمل باليومية، ولديه ثلاث بنات، الكبرى تدعى منة عمرها 4 سنوات،
وملك ومريم توأم عامان، وحملت الإخوان ذنب مقتل نجلها الذى سقط عليه حجر
طوب أثناء المشاجرة وتوفى فى الحال.
كما تجمع المئات من أهالى القرية بجوار والد محمد الترزى الذى عادم من
دولة الإمارات منذ شهرين، وخاصة أنه متزوج منذ 5 شهور وزوجته حامل وحضر
لمصر لزيارة أسرته.
وقال الدكتور أحمد الحاج، المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة، إن
الحزب يدين بشدة أعمال العنف التى تقوم بعض الجهات والحادث ليس له أبعادا
سياسية، والحزب ليس طرف فى هذه الأحداث والحادث بشع، ونحترم القانون
وضرورة تطبيقه، وأن تقوم الدولة بدورها، وناشد العقلاء بالقرية بضرورة
التدخل لنبذ العنف.