<LI dir=rtl>إن هذه الوصايا والتوجيهات من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتخرج بالإسلام من المسجد إلى دنيا الناس تنظم المجتمع الإسلامى تنظيماً يتحقق به رضا الله عن عباده فى الدنيا والآخرة فما كان الإسلام أبداً دين ركوع وسجود داخل المسجد ثم بخل وكبر وكسل خارجه بل إن معاملات الناس وأعرافهم وعاداتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم لابد أن تخضع لمنهج الله تعالى ، بهذا جاء الإسلام فنعم بالاحترام سيد القوم وشريفهم ولكن لا لإهانة العبيد والفقراء وسوقة القوم فالأبيض والأسود فى الإسلام سواسية كأسنان المشط ولا فضل لعربى على أعجمى فى المجتمع الإسلامى إلا بالتقوى والعمل الصالح فأول مؤذن فى الإسلام كان عبداً حبشياً قبل الإسلام يقال له يا ابن السوداء ألا هو سيدنا بلال بن رباح رضى الله عنه ونقول (سيدنا) ولا نقول بلال فقط فهو بالفعل سيداً عظيماً ما جاءت الدنيا بمثله هكذا تعلمنا فى إسلامنا الاجتماعى.
<LI dir=rtl>وليس سيدنا بلال هو النموذج الوحيد فى المجتمع الإسلامى فقريباً منه كان سيدنا العظيم عبد الله بن مسعود رضى الله عنه والذى كان قصيراً نحيفاً يشبه الأقزام فى أيامنا هذه حتى ضحك على دقة ساقيه بعض المسلمين يوماً فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :"أتعجبون من دقة ساق ابن أم عبد إنها لتزن عند الله أثقل من جبل أحد" وهكذا توضع الأمور فى نصابها فى المجتمع المسلم ولم يكن هذا غريباً لرجل طلب من خاتم المرسلين أن يسمعه القرآن الكريم .
<LI dir=rtl>إن بالإسلام الاجتماعى مظاهر كثيرة تؤكد ما قلناه ونؤكده من أن الإسلام ليس دين شعائر معينة تؤدى فى أماكن محددة بل المجتمع الإسلامى أشد اتساعاً من هذا فوجدنا تحقيق التوازن فى المجتمع المسلم بفرض الزكاة تؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء فلا يبخل الغنى ولا يحقد الفقير ووجدنا التكافل الاجتماعى يحث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عليه المسلمون عندما يأتيه قوم فقراء فيقوم فى الناس خطيباً ويقول :"من كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ......."
<LI dir=rtl>فيأتى كل مسلم بما استطاع ليسد حاجة الفقير ، ولم تكن هذه نافلة بل أمر بها المسلمون كالصلاة والصيام ليعلم القاصى والدانى أن الإسلام دين الحب والخير والرحمة والمساواة تماماً مثلما هو دين الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد فى سبيل الله ولعل هذا يظهر جلياً من حديث النبى - صلى الله عليه وسلم - :"أتدرون من المفلس ؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع .فيصحح النبى الموازين مبيناً إحدى سمات المجتمع المسلم فيقول : المفلس من يأتى يوم القيامة بصلاة وزكاة ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فوضع عليه حتى يطرح فى النار " فالويل كل الويل للمسلم الذى يعيش مع الناس ويؤذيهم ويسرقهم ويظلمهم وإن صلى وهام وزعم أنه مسلم .
<LI dir=rtl>ففى المجتمع المسلم يعمل الرجل ولا يسرق فإن سرق قطعت يده وفى المجتمع يتزوج المسلم ولا يزنى فإن زنى وكان غير محصن يجلد ثمانين جلدة ويرجم إن كان محصناً فالمجتمع الإسلامى يختلف عن أى مجتمع حيث إن كل مسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
<LI dir=rtl>إن المعوق وذو العاهة غير منبوذ فى المجتمع المسلم بل هو مرفوع القدر مثله كالأسوياء تماماً وربما يزيد فعبد الله بن أم مكتوم يلام الرسول بسببه فى قرآن يتلى إلى يوم القيامة وقد كان رجلاً أعمى ربما نسى فى أى مجتمع آخر وديس بالأقدام لكنه فى الإسلام له مكانته .
<LI dir=rtl>وعمرو بن الجموح الأعرج يريد أن يطأ بعرجته الجنة فيسمح له الرسول بدخول المعركة فيدخلها ويستشهد فيها وينال الشهادة فى سبيل الله ويرفع ذكره بين المسلمين .
<LI dir=rtl>والمطلقة والأرمل فى المجتمع الإسلامى غير منبوذة فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتزوج أم حبيبة وهى مطلقة ويتزوج أم سلمة وهى أرمل وكذا فعل الصحابة.
<LI dir=rtl>هكذا كان المجتمع المسلم أخوة متحابون سواسية كأسنان المشط يقاتلون فى سبيل الله صفاً كأنهم بنيان مرصوص تتكافأ دماءهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح .
<LI dir=rtl>أما عن الطفل فى المجتمع المسلم فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريصاً على الصغار يوصى بهم ويصاحبهم ويعلمهم ويثبتهم ويحسن إليهم ليؤكد لنا بأسوة عملية أن الإسلام يراعى الطفل ويحرص عليه وعلى تربيته ونفعه فها هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصى أولياء الأمور بقوله :"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"ويوصى بتعويد الأبناء على الصلاة منذ الصغر لينشأوا موصولين بالله تعالى محبين للقائه فيقول : "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر " ويعلمنا الرحمة بالطفل فيقول :"اعدلوا بين أبنائكم " .
<LI dir=rtl>ويعلم أحد الأطفال العقيدة السليمة فيقول:"احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ،إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ،وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك بشئ إلا قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك" .
<LI dir=rtl>ويعاقب المخطئ الذى أخذ ما ليس من حقه فيأخذ بأذنيه ويقول له :"ياغدر" ، ويثبت المحسن الذى كان أميناً ويقول له:"وفّت أذنك" .
<LI dir=rtl>ويعقد - صلى الله عليه وسلم - سباقاً بين الأطفال ويقول :"من يسبق إلىَّ فله كذا وكذا" .
<LI dir=rtl>ويعلم الطفل آداب الطعام فيقول له :"سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" .
<LI dir=rtl>ويحرص - صلى الله عليه وسلم - على الطفل اليتيم ويحث المسلمين على كفالته فيقول :"أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة" ويشير بأصبعيه السبابة والوسطى .
<LI dir=rtl>هكذا كان حرص النبى - صلى الله عليه وسلم - على الطفل فى الإسلام .
<LI dir=rtl>أما عن المرأة فى المجتمع المسلم فقد أوصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها كثيرًا فقال :"استوصوا بالنساء خيراً "و"إنما النساء شقائق الرجال"و" لا تمنعوا إماء الله مساجد الله "و "الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم"هكذا فى الوقت الذى كان العرب يدفنونها حية خشية الفقر ولأن البنين هم جند القبيلة وحماتها فلم يكن أبغض إلى الأب من خبر يأتيه بمولد أنثى ولو كان ذا وفر ووفرة من المال .
<LI dir=rtl>وفى الوقت الذى كانت المرأة الهندية تحرق عندما يموت زوجها وتدفن معه حتى لا تحل بها اللعنة الأبدية بعد موته .
<LI dir=rtl>وفى الوقت الذى كانت فيه المرأة المصرية خليفة الشيطان وشرك الغواية والرذيلة ولا نجاة للروح إلا بالنجاة من حبائلها .
<LI dir=rtl>وفى الوقت الذى كانت المرأة الرومانية تعد كالقاصر ليست له حقوق مستقلة على الإطلاق .
<LI dir=rtl>وفى الوقت الذى كانت المرأة اليهودية يعتزل لها الناس وهى حائض لا يؤاكلونها ولا تعيش إلا منعزلة عن القوم فى مكان بعيد .ولعل هذا يذكرنا بموقف النبى - صلى الله عليه وسلم - عندما شربت زوجه السيدة عائشة رضى الله عنها وهى حائض فوضع فيه على موضع فيها الذى شربت منه فشرب ليبين لنا الفارق بين المرأة فى الإسلام والمرأة فى غيره .
<LI dir=rtl>فهى كأم يوصى بها أحد المسلمين عندما قال له :"الزمها فإن الجنة تحت رجلها" وهى كابنة رأينا فى الإسلام كيف أبطل النبى - صلى الله عليه وسلم - زواجاً أكرهت فيه ابنة على الزواج بأمر أبيها لمصلحة له فى زواجها بابن أخيه، وهى كمسنة يتسابق فى خدمتها أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب عاملين بتوجيهات النبى - صلى الله عليه وسلم - "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا"
<LI dir=rtl>وهى كزوجة يوصى بها النبى - صلى الله عليه وسلم - فيقول : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى "
<LI dir=rtl>وهى كحامل أو مرضع يرخص الإسلام لها ترك الصلاة والصيام رحمة بها وتيسيراً لها وتقديراً لظروفها.
والمرأة كعالمة يمكن أن تتفوق على الرجال كالسيدة عائشة رضى الله عنها والتى كان يأتيها الرجال يسألونها عن أمور دينهم فتجيبهم .
<LI dir=rtl>المرأة المسلمة كانت تشهد الصلاة فى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
<LI dir=rtl>المرأة المسلمة كانت تعتكف العشر الأواخر من رمضان فى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
<LI dir=rtl>المرأة المسلمة كانت تتلقى الدعوة لاجتماع عام بالمسجد يدعو إليه مؤذن الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
<LI dir=rtl>المرأة المسلمة كانت تذهب تستفتى بنفسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى قضاياها الخاصة والعامة.
<LI dir=rtl>المرأة المسلمة كانت تأمر الرجال بالمعروف وتنهاهم عن المنكر .
<LI dir=rtl>المرأة المسلمة كانت تستقبل الضيوف وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقدم لهم الطعام .
<LI dir=rtl>المرأة المسلمة كانت تفتح بيتها للضيفان من المهاجرين الأولين.
<LI dir=rtl>المرأة المسلمة كانت تجلس مع زوجها ويشاركان الضيف طعام العشاء.
<LI dir=rtl>المرأة المسلمة كانت تخدم الضيوف الرجال فى وليمة عرسها وتتحف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشراب طيب .
المرأة المسلمة كانت تشارك فى غزوات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتسقى العطشى وتداوى الجرحى وتنقل القتلى والجرحى إلى المدينة