تحديات تواجه الأمة

تحديات تواجه الأمة

-د . نادر بن حمد المزيني
تواجه أمة الإسلام في العصر الحاضر تحديات كبيرة، ومكائد عظيمة تمثلت في هذا الهجوم الصليبي الصهيوني الهندوسي الإلحادي الحاقد عليها، وعلى أرثها المتمثل في دستورها الخالد، وما تركها عليه قائدها العظيم الذي أرسله الله سبحانه إلى الثقلين الجن والإنس. بمحجة بيضاء لايزيغ عنها إلا هالك، فتكالبت عليها أمة الكفر، وتداعت من كل فج؛ لطمس هويتها، وتغيير مناهجها، ومحو عقيدتها، ومايزعم من محاربة الإرهاب إنما هو موجه في الأصل إلى إيمانها الذي هو منبع عزها وقوتها، كما قال الله سبحانه: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين( {المنافقون: 8} .
فهم يريدون أن يكون المسلمون أذلاء تابعين لغيرهم ليس لهم دين صحيح، وإنما دين مزيف محرف، كما حرفت دياناتهم الفاسدة الملفقة.
لقد بين لنا الله سبحانه في كتابه العظيم الخالد المحفوظ إلى قيام الساعة الأهداف الخفية من هذه الحرب المعلنة على الإرهاب "الإسلام"، فقال سبحانه وتعالى: ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء 89 {النساء: 89}، وقال سبحانه: ولن ترضى" عنك اليهود ولا النصارى" حتى" تتبع ملتهم120 {البقرة: 120}، ويقول سبحانه: ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم 105 {البقرة: 105}، ويقول سبحانه: ولا يزالون يقاتلونكم حتى" يردوكم عن دينكم إن \ستطاعوا217 {البقرة: 217}.
وإن من التحديات التي تواجه الأمة المسلمة: حالة التفرق، والتمزق، والتشرذم، والخلافات الجانبية، واشتعال العداوات، وحصول البغضاء بين دولها وأفرادها، في وقت كان الأولى فيه توحيد الجهود، ورص الصفوف، وجمع الكلمة، والعودة الصحيحة إلى المنابع الأصيلة، لمواجهة الخطر المحدق بها والذي يستهدف وجودها.
إن مثل الأمة المسلمة في هذا العصر كمثل عائلة كبيرة غنية، تملك خزانة فيها من الجواهر، والحلي، ونفائس المال، ثم سطت عصابة تريد الاستيلاء على هذه الخزانة، وبدلاً من أن يهب أفراد هذه العائلة إلى الدفاع عن أنفسهم وأموالهم انشغلوا في خلافات شخصية، ومعارك جانبية؛ فقهرهم اللصوص، واستولوا على ماعندهم، ولما ذهب اللصوص بما غنموا بدأ أفراد هذه العائلة يتلاومون، ويتصايحون، وكل واحد يحمل الآخر ما أصابهم.
إن كثيراً من مصائبنا إنما هي من عند أنفسنا، قال الله تعالى: أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى" هذا قل هو من عند أنفسكم165 {آل عمران: 165}.
ولا ننسى دور المنافقين الذين يتربصون بالأمة، ويكيدون لها بدعوى الإصلاح وهم غاية الشر والفساد.
إن التحدي الأكبر الذي يواجه أمة الإسلام في هذا العصر هو: كيف نفهم الإسلام؟ هذا الدين العظيم الذي أساء كثير من المسلمين فهمه فتجد الواحد منهم يحمل أعلى الألقاب العلمية؛ ولكنه يجهل أموراً كثيرة من الدين، لايعذر المسلم بعدم معرفتها.
فينبغي للدعاة، وطلبة العلم والمربين أن يهبوا لمواجهة هذا الخطر المحدق، ويبينوا الحق للأمة بيان الأخ المشفق، والحبيب الناصح، والطبيب الحاذق الرحيم.
ومن أهم ما ينبغي الاهتمام به، ومعالجته وفق خطط منهجية مدروسة ما يلي:
1 جهل المسلمين بدينهم وعقيدتهم، وانتشار البدع، والخرافات، والشركيات.
2 جهل كثير من المسلمين بأمور العبادة، وتحويلها إلى عادات؛ حتى صار بعضهم لايعرف كيف يصلي، أو يزكي، أو يحج.
3 انبهار الشباب والفتيات بالغرب، وانسياقهم وراء المنتج الغربي فكراً، وأنماطاً، وسلوكاً، وضعف الاعتزاز بالقيم الإسلامية، والتراث الإسلامي تأريخاً وحضارة.
إن كثرة الفساد، وانتشار المنكرات، وقوة المفسدين لا تعني بحال من الأحوال التقاعس عن إنكار المنكر، أو ترك الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف، ولسان حال بعضهم يقول:
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
وناراً لو نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد
بل إن فساد الأزمنة، وانتشار الأمراض والأوبئة القلبية يستدعي مضاعفة الجهود، وحشد الطاقات في الدعوة، والبيان، والتربية، والتعليم.
أسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يفرج كربات المسلمين، ويأخذ بنواصيهم إلى الصراط المستقيم، ويجمع كلمتهم على الحق، ويعز الإسلام، وينصر المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

» قمة الأهلي تواجه الإسماعيلي
» الأقصى مسئولية الأمة
» الهجرة.. ومقومات نهضة الأمة
» الأمة بين مجاهد وبكَّاء ومنافق
» حلقات برنامج أمراض الأمة