اهمية ظهور المشير *فراج إسماعيل | 13-09-2011 23:06

فراج إسماعيل | 13-09-2011 23:06

لا يوجد مصري واحد يقبل أن تكون مصر مسرحا للمال السياسي ولملوك الطوائف كما كان حال بيروت في السبعينيات. حينها قال السادات: ارفعوا أيديكم عن لبنان. وها نحن مقبلون على يوم نسمع فيه من ينادي: ارفعوا أيديكم عن مصر.

وحتى لا يأتي هذا اليوم ولننقذ بلدنا من الانهيار، لابد من المصارحة والشفافية والسرعة في رد الفعل. ولابد من بيان صريح من أعلى مستويات صناعة القرار عن تفاصيل التقرير الذي تحدث عنه وزير العدل حول تورط دول محيطة بنا لامداد جماعات وجمعيات معينة بالمال السياسي.

بيان يحدد هذه الدول لأنه لا يجوز "التورية" هنا. ولا يجوز التحجج بما قاله الوزير نفسه في إتصال هاتفي مع معتز الدمرداش في قناة الحياة، بالخشية على العلاقات الدبلوماسية مع تلك الدول، فإذا كنت تمتلك أدلة على تورطها بالمال السياسي لتخريب مصر.. فأي علاقات دبلوماسية يمكن الخوف عليها؟!

استمرار الصمت والاكتفاء بالقاء الاتهامات دون أدلة يعني أن حبيب العادلي وصفوت الشريف وأنس الفقي ما زالوا يحكمون ويكررون أخطاءهم.

مصر في ظروفها العصيبة الحالية تحتاج إلى الرجل القوي الذي يتحدث ويصارح ويهدد من يتعرض لأمن مصر وحياتها، وليس إلى الذين يشتكون من دخول المال السياسي بملايين الدولارات ثم يبكون على الأطلال!

وهنا أوجه كلامي مباشرة إلى المشير. صمته المستمر وتواريه عن الأضواء يجعل البلد في حالة فراغ سياسي إداري، فقد اعتاد المصريون على أن يستمعوا في الأزمات لكبير العائلة، وشيخ الكفر، وعمدة البلد، ورئيس الدولة.

وبصراحة شديدة لا يصلح عصام شرف بصوته الخفيض المرتعش لهذا الدور. إن ظهور المشير في خطاب علني من الإذاعة والتلفزيون متحدثا عن الحاضر وخطوات المستقبل بوضوح تام ومحذرا من يتآمرون على الثورة، سيعيد تلقائيا هيبة الدولة ويبعث الاطمئنان في النفوس.

كانت كلمة واحدة من عبدالناصر في عز الكوارث كافية لاشعار كل مصري بعدم الخطر فيسير في حياته اليومية كما اعتاد، وكافيا لاخافة المتربصين والمجرمين والمتآمرين وحشد الشعب كله للدفاع عن بلده والاحساس بكبريائه.

وهكذا كان السادات أيضا. وحتى حسني مبارك فعل ذلك في بدايات حكمه قبل أن يلف نجله وزوجته حبل التوريث حول "عقله" وتفكيره.

تصدير أسامة هيكل لهذه المهمة لا يقيل عثرة نملة، بل أوحى إلى الكثيرين بعودة أنس الفقي، خصوصا أن موظفيه بدأوا يغلسون على القنوات الفضائية العربية ويحذرونها من تجاوز الخطوط الحمراء.

ومن هذه الخطوط مثلا ما بثه "اليوتيوب" عن مكالمة جرت بين ناشطة سياسية تدعى رانيا شوقي مع قناة الجزيرة مصر مباشر من أمام السفارة الإسرائيلية أثناء اقتحامها وهي تقول إنها جاءت مع زوجها وأولادها من مليونية ميدان التحرير، مناشدة المشير التحرك قائلة إنه "إما نائما الآن أو يتفرج على الكرتون"!

طبعا هي لغة سخيفة للغاية تتجاوز حدود الأدب واللياقة المهنية، لكنه بث مباشر لا حيلة للقناة فيه، وقد سمعت المذيع يراجع المتحدثة ولا يتقبل منها ما تقول.

هناك من يرجع إغلاق القناة لتلك المكالمة. وهذا غير صحيح لأن المشير يتلقى انتقادات كثيرة خلال الفترة الماضية، بل إن شعارات ضده خارجة عن اللياقة موجودة تعتلي مباني بعض الشوارع والكباري خصوصا في ميدان التحرير ولم تمحها السلطات أو تلاحق كاتبيها، باعتبارها تمس الشخصية السياسية للمشير كرئيس فعلي للنظام الانتقالي.

لكن عدم ظهور المشير رغم ما يتمتع من لغة خطابية جيدة وحماسية وهي مهمة جدا في جبر خاطر الشعوب ولملمة الكوارث والأزمات، يطلق العنان للاشاعات والأقاويل التي لا أساس لها.

من الضروري أن يدرك المطبخ السياسي في مصر أهمية القائد في الذاكرة الجمعية للشعب المصري منذ عهوده الفرعونية. وهذه الأهمية تؤثر على المصريين بعوامل تسمى في علم الاجتماع السياسي بالكاريزما، كقوة الشخصية ونبرات الصوت القوية والحسم والحزم والصراحة والعصا والجزرة.

فهل يظهر المشير ليهدئ الخواطر بعد تفعيل قانون الطوارئ الذي يعني خذلان الثورة. وليهدد ويتوعد من لا يريد بمصر خيرا، وليحدد تاريخ الانتخابات البرلمانية والرئاسية وعودة الجيش إلى ثكناته.

لقد اختار المجلس العسكري صفحة على الفيسبوك ليخاطب منها الشعب ويعلن من خلالها قراراته، فكم ألفا من الشعب المصري يدخلون على الفيسبوك. وما قيمة هؤلاء بين 85 مليونا. هل يقرأ بلطجي أو لص أو مجرم صفحة المجلس على الفيسبوك ليرتعد وتتزلزل الأرض تحت قدميه بسبب تلك القرارات.

لقد كتبت مرة أن مصر تحولت بسبب صفحات المجلس العسكري ومجلس الوزراء وعصام شرف إلى "جمهورية فيسبوكية".. أي دولة في العالم الافتراضي.

http://www.almesryoon.com/backup/news.aspx?id=77507

» حمل لعبة PES 2011 تحميل pes 2011 pro evolution soccer 2011 كاملة رابط واحد مباشر الي اعضاء ابونجم
» صور مضحكة 2011 , صور غريبه 2011 , صور جديده 2011 صور على كيف كيفكم
» المشير طنطاوى يصدق على قبول دفعة جديدة من المتطوعين للقوات المسلحة
» الدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل فى سطور مرشح للرئاسة
» اهمية التخطيط لحياتنا