لصحه نعمه ونعمه غاليه قوى
قال صلى الله علية وسلم:
(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحه والفراغ )
وقال ايضا :
(من أصبح منكم آمنا في سربه،معافى في جسده،عنده قوت يومه,فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها)
لقد أسبغ الله سبحانه وتعالى على الإنسان نعماً كثيرة منها نعمة الصحة، التي يبين لنا النبي صلى الله علية وسلم أنها إحدى نعمتين مغبون فيهما كثير من الناس.
فإذا أحسن الإنسان الاستفادة من نعمة الصحة و المحافظة عليها , وعمل على تعزيزها وتقويتها وتنميتها، فقد استمسك بالعروة الوثقى،ونعم بالحياة من عامة الأمراض والأسقام.
قال الله تعالى في كتابه العزيز: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" التين 4, أي خلقه في أفضل صحة وأحسن تكوين حتى يمكنه من أن يكون خليفته في الأرض يعمل لإعمارها وإصلاحها، فإذا أحسن الإنسان المحافظة على صحته واتبع سلوك ونمط الحياة الصحي السليم ونهى النفس عن الهوى فسينعم بالصحة التي تجعله يؤدي عمله على أحسن وجه ويرضي ربه عنه
أعمل على اللجوء إلى الوقاية التي هي خير من العلاج
لقد ضمن أسلوب الرعاية الصحية الأولية ،وسيلة هامة لتوجيه الناس الوجهة المعززة للصحة في أنماط حياتهم،ألا وهي التثقيف الصحي،ونعني به إيصال الرسالات الصحية إلى جميع الناس.
والتي تبين أنماط الحياة الإيجابية التي يأمر بها الدين ،ويحقق اتباعها حفظ
صحة الإنسان وتعزيزها.كما تبين أنماط الحياة السيئة والتي ينهى عنها الدين ويحقق اجتنابها خلاص الإنسان من عادية الأسقام والأمراض.
إن التوجيهات الدينية التي تتصل بأنماط الحياة وسلوكيات الإنسان عديدة ومباشرة.....
فهنا دعوة إلى عدم الإسراف في الطعام والشراب،
وهناك تفضيل للمؤمن القوي على المؤمن الضعيف،
وهنالك نهي عن الضرر والإضرار وإلحاق الأذى بالنفس والغير.
وهناك قائمة طويلة من التوجيهات الربانية التي تصحح مسيرة الإنسان في كل خطوة من خطوات حياته.
الصحة نعمه من أعظم نعم الله عز وجل
بل هي أعظم نعمه بعد الإيمان:
فقد قال صلى الله عليه وسلم:"ما أُوتي أحدٌ بعد اليقين خيراً من معافاة"
وأيضا"نعمتَان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ".
ولقد أثبت العلم الحديث خطورة السمنة على كل جوانب الصحة وضررها الكبير على جسم الإنسان، لذلك أصبح العلم الحديث حجة على المسلم يوم القيامة إن لم يعمل به.
والتغذية الصحية هي التغذية المتوازنة تحقيقاً للميزان الذي وضعه الله في كل شيء
قال تعالى :
"... ووضع الميزان, ألا تطغوا في الميزان , وأقيموا الوزن بالقسط , ولا تخسروا الميزان".
] سورة الرحمن 7-9[
التغذية الصحية هي أولا التغذية المتوازنة من حيث الكمّ , لما يؤدي إليه من أمراض فرط التغذية ( السمنة) وهو مخالف لتعاليم الإسلام.
قال تعالى :
" كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه" .]سورة طه 81[
قال صلى الله علية وسلم :
"إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا, أطولهم جوعاً يوم القيامة" . ] رواه بن ماجة[
قال تعالى:
"وكلوا واشربوا ولا تسرفوا".[الاعراف31].
وقال صلى الله علية وسلم:
"طعام الواحد يكفي الاثنين,وطعام الاثنين يكفي الأربعة،وطعام الأربعة يكفي الثمانية".
التغذية الصحية هي ثانياً التغذية المتوازنة من حيث المحتوى , وهي تشتمل على مزيج من مختلف أنواع الأغذية التي أنعم الله بها على عبادة , لسد حاجة الجسم من البروتينات والدهنيات والسكريات والأملاح والفيتامينات وغيرها
قال تعالى:
" وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً". ] سورة الحج 36 [
قال تعالى :
" ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات".
] سورة النحل11[
قال تعالى :
" نسقيكم مما في بطونهم من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين" . ] سورة النحل66 [
قال تعالى:
" يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه في شفاء للناس ".
]النحل 69[
قال تعالى :
" كلوا من ثمرة إذا أثمر".] سورة الأنعام 141 [
والامتناع عن الغذاء الطيب بلا مبرر مشروع , أمر مناف للصحة , ولا يسمح به الإسلام .
قال تعالى :
" لا تُحرّموا طيبات ما أحل الله لكم". ]سورة المائدة :87[
ولا يجوز تناول ما نص أهل الذكر من الأطباء على أن من شانه أن يُحدث الضرر لأن في ذلك عدوان لا يجوز
قال تعالى " لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا" . سورة المائدة 87
وتقوية الجسم مأمور به أيضا:
قال صلى الله عليه وسلم:"إن لجسدك عليك حق"
"المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف".
كما حثّ الرسول على لعب أنواع الرياضة المختلفة
"علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"
نصيحة غالية للمحافظة على قوامك وصحتك:
يكفيك قول نبيك عليه السلام:
-( بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ،فإن كان لابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسِه)
-(نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لا نشبع)
أي : لا يجب أن تصل إلى مرحلة الشبع.
فالإنسان العاقل المتدبر لأمر الله لا يترك النفس على هواها فقد قال تعالى
"إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي". يوسف 53.
فمن يترك النفس على هواها ويدفعه الجوع إلى مليء بطنه فهو مخالف لهدي القرآن والسنة و سوف يعيش حياته مريضاً متعباً من أثر السمنة لا يقوى على العمل, و عندها لن يستطيع أن يَخْلف الله في الأرض.
و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:
" ما ملأ آدمي وعاء شر من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه، وثلث لنفسه"
ولما قرأها الطبيب ابن ماسويه قال لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام، لتعطلت الصيادلة والأطباء.
ويقول الإمام ابن حنبل هل يجد الرجل في قلبه رقة وهو شبع وممتلئ؟
ويقول أيضا من ضبط بطنه ضبط دينه ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة، فإن معصية الله بعيدة عن الجائع قريبة من الشبعان فكثرة الأكل والشبع الزائد يميت القلب
إذن أعلم أن
لنمط الحياة الذي يتبعه الإنسان أثر رئيسي على صحته وعافيته.
لكل إنسان رصيد صحي، ينبغي له أن ينميه.
ولذلك فالمحافظة على نعمة الصحة والاستزادة منها تكون بشكرها , وذلك بالعمل على حفظها وتعزيزها , وبعدم الإقدام على تصرف يؤدي إلى التفريط فيها وتغيرها,
فإن ذلك التفريط يؤدي إلى زوال نعمة الصحة والعقوبة بالمرض.
قال تعالى : " ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب ".
سورة البقرة 211