أزمة الأخلاق

أزمة الأخلاق .... أزمة الثقافة
إن الالتزام الأخلاقي فى شتى نواحي الحياة يساعد دائما على الانتقال الآمن من الفكر إلى الفعل ويساعد على الاستفادة من الراهن والماضي واستخلاص الدروس والعبر من اجل تصحيح المفاهيم القديمة وقبول الحديثة والدفاع عنها بإيمان وقوة لذلك يجب أولا الاتفاق على مفهوم ( الأخلاق ) ودراسة المؤثرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى تحدد ذلك المفهوم ومدى علاقات تلك المؤثرات بالموروث الشعبي العربي أن يختصر مفهوم الأخلاق فى اللفظ الخادش والعلاقة الذكرية الأنثوية غير الشرعية والجهر ببعض السلوكيات الفردية واختصر الأخلاق فى لفظ ( العيب- الحرام ) وقد اعتمد فى ذلك على الشكل دون الجوهر والأمثلة عديدة ومتكررة فى السلوك العام للمواطن المصري العربي الذي يتميز عن غيره فى سرعة توجيه التهم للغير فمن يركب سيارة فارهة فهو (حرامى) ومن يرتدى بدلة كاملة وكرافتة يعظم له عسكر المرور وان تجاوز القانون فهو (باشا ) لا يجوز التعرض له والتى لا ترتدى الحجاب فهي (سافرة ) ومن يسرق وظيفة لا يستحقها عن طريق الوساطة فهو( شاطر) وما بين تحديد مفهوم الباشا والسافرة والشاطر تكمن أزمة الأخلاق أزمة ثقافية فى المقام الأول فمن يدخن سيجارة فى حجرة مغلقة أو فى المواصلات العامة لا يقال عنه ( حرامى) رغم انه سرق صحة المحيطين به ومن يفرد عضلات منصبه الوظيفي على المواطنين البسطاء لا يقال عنه ظالم ومن ترتدى النقاب أو الحجاب وتقيم علاقات غير سوية لا يقال عنها (سافرة) فهي محتشمة مؤدبة محترمة ومن يسرق أموال الدولة ويهرب بها للخارج فهو قادر والقادر هو من يمتلك سلطة ما ولا يجوز الاقتراب منه ... والسؤال الذي أود أن اطرحه ... من الذي رسخ تلك المفاهيم فى عقولنا؟
أليست هي ثقافة مجتمعية مكتسبة ؟ وإذا كان الأمر كذلك .. ماذا نفعل؟ هل نعيد قراءة تاريخنا ونحلل حاضرنا ...كما يقول بعض المفكرين أم نتجرد من الذات المريضة ونقدم نقد للعقل المصري والعربي بهدف تخليصه من السلبيات ودفعه إلى إنجاز ما يستحقه من تقدم ورقى ... إن تحليل وعلاج التوجهات السلبية التى تمت وتحولت إلي ظاهرة مجتمعية ملموسة اصبح ضرورة ملحة فى ظل دعاوى العودة إلى الخلف وعلى المفكرين دراسة حركات استنهاض العقل القومي فى دول مثل ( اليابان – ألمانيا – فرنسا ــ أمريكا ) كى يدركوا أهمية نقد العقل واعادة صياغة مفهوم الأخلاق وإذا كان الشاعر العربي يقول ( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ) نقول له نعم الأخلاق هي المرادف السليم للحضارة والثقافة... ولكن ما هي الأخلاق؟
إبرهيم دسوقى

موضع جميل جدا

مفهوم الأخلاق فى اللفظ الخادش والعلاقة الذكرية الأنثوية غير الشرعية والجهر ببعض السلوكيات الفردية واختصر الأخلاق فى لفظ ( العيب- الحرام ) وقد اعتمد فى ذلك على الشكل دون الجوهر والأمثلة عديدة ومتكررة فى السلوك العام للمواطن المصري العربي الذي يتميز عن غيره فى سرعة توجيه التهم للغير

شكرا علي الموضوع الحميل منك يا استاذ ابراهيم وتقبل مروري لك

أبـــو دنيـــــــــا