منذ أن عرفت مصر كرة القدم في بدايات القرن الماضي، شهدت الملاعب المصرية والإفريقية وحتى العالمية مجموعة من الأهداف سجلتها أقدام مصرية جلبت الفرحة والسعادة لأنصار وعشاق المنتخب والأندية المصرية في كل بقاع الأرض من أقصاها إلي أقصاها.
البداية ستكون مع أول هدفين لأسياد القارة السمراء في العرس العالمي الأكبر علي الملاعب الإيطالية في نهائيات كأس العالم عام 1934 حيث نجح النجم عبد الرحمن فوزي في زيارة شباك الحارس المجري ستيفان بالوتس مرتين في اللقاء الذي خسره منتخب مصر بهدفين لأربعة أمام الدولة الشرق أوربية العريقة كروياً في السابع و العشرين من مايو عام 1934.
في المشاركة الثانية لمصر في كأس العالم علي الملاعب الإيطالية أيضاً وبالتحديد في افتتاح لقاءاتها في المجموعة السادسة تمكن مجدي عبد الغني نجم وسط منتخب مصر والأهلي المحترف وقتها في فريق بيرامار البرتغالي تمكن من إحراز هدف التعادل في مرمي الحارس فان بروكلين من ركلة جزاء صفرها الدولي الإسباني سوريانو وذلك قبل سبع دقائق من صافرة نهاية اللقاء الذي شهده ملعب ديلا فافوريتا بمدينة باليرمو في الثاني عشر من يونيه عام 1990.
الهدف الأغلى في حياة هداف مصر التاريخي حسام حسن سجله في شباك الحارس الجزائري العربي الهادي بعد مرور أربع دقائق من مواجهة الإياب بين المنتخب المصري ونظيره الجزائري علي ملعب القاهرة الدولي في السابع عشر من نوفمبر عام 1989 في إياب المرحلة النهائية والحاسمة من التصفيات وبه عادت مصر لنهائيات المونديال بعد 56 عاماً من مشاركتها الأولي.
"منتخب الخضر" العريق كان بوابة أيضاً لعبور منتخب مصر نحو نهائيات دورة الألعاب الأولمبية بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية بالهدف الرأسي الذي أحرزه علاء نبيل في لقاء الإياب في القاهرة في السابع عشر من فبراير عام 1984 واستفاد المنتخب الذي قاده الوحش وقتها من تعادله في لقاء الذهاب بهدف لمثله و كان هدف مصر من توقيع الغزال إبراهيم يوسف.
في الثاني و العشرين من أكتوبر عام 1948 انطلقت مسابقة الدوري الممتاز المصري لكرة القدم ونجح لاعب الزمالك محمد أمين في تسجيل أول أهداف المسابقة في مرمي المصري في اللقاء الذي أنهاه أصحاب الزى الأبيض بخماسية مقابل هدف، بعد هذا التاريخ بأكثر من ستون عاماً نجح لاعب حرس الحدود أحمد عبد الغني في تسجيل الهدف رقم 20000 في تاريخ المسابقة العريقة في شباك فريق المصري أيضاً في اللقاء الذي أنهاه كبير العائلة العسكرية بهذا الهدف في الجولة السابعة من الموسم الرابع و الخمسين لدوري هذا الموسم وهو اللقاء الذي شهده ملعب المكس في السابع و العشرين من سبتمبر عام 2010.
كأس الأمم الإفريقية التي انطلقت منافساتها في العاصمة السودانية الخرطوم في العاشر من فبراير عام 1957 قدم خلالها منتخب الفراعنة أوراق اعتماده ككبير للكرة في قارة المواهب فسجل لاعبه رأفت عطية أول أهداف البطولة في شباك الحارس السوداني فيصل من ركلة جزاء في النسخة التي أحرزها منتخب مصر ثم جاء البديل المذهل محمد ناجي "جدو" ليسجل هدف إسدال الستار علي النسخة الماضية في مرمي الحارس الغاني ريتشارد كينجستون في نهائي البطولة التي شهدتها الملاعب الانجولية وأحرز منتخب مصر لقبها للمرة السابعة في تاريخه في نهاية يناير من العام الماضي.
أهداف أبناء النيل في أمجد البطولات الإفريقية بين هذين الهدفين كانت عديدة و ذهبية وبرز منها هدف طاهر أبوزيد الرائع في شباك العملاق المغربي بادو الزاكي في نصف نهائي النسخة الخامسة عشرة في ملعب القاهرة قبل أحد عشر دقيقة من صافرة النهاية بتاريخ السابع عشر من مارس عام 1986 وكذلك هدف الصقر أحمد حسن الصاروخي الذي تقدم به بعد أربع دقائق في شباك الحارس الجنوب إفريقي برايان بالوي في نهائي نسخة بوركينا فاسو الذي أقيم في الثامن والعشرين من فبراير عام 1998، وكذلك هدف النجم الكبير محمد أبوتريكة الذي حسم به لقب مصر السادس أمام الكاميرون في الدقيقة 76 بمرمي عملاق إسبانيول الإسباني ومنتخب الأسود كارلوس كاميني في اللقاء الذي شهده ملعب أوهين دوجان في العاصمة الغانية أكرا في العاشر من فبراير عام 2008.
عصام الحضري حارس منتخب مصر المخضرم لم يسجل أحد الأهداف في لقاء نهائي نسخة 2006 في ملعب القاهرة كما فعل في نهائي كأس السوبر الإفريقي أمام كايزر تشيفز الجنوب إفريقي عام 2002 ولكنه تصدي لركلة جزاء من النجم الإيفواري الكبير ديديه دروجيا في المواجهة التي شهدها ملعب القاهرة الدولي في العاشر من فبراير عام 2006 وساهم هذا التصدي الرائع في قيادة "منتخب الساجدين" لإحراز لقبه الخامس علي حساب منتخب الأفيال البرتقالية بعد أن عاود الحارس العملاق تألقه وتصدي لركله أخري من بكاري كونيه قبل أن ينهي أبوتريكة الأمور ويحرز الركلة الخامسة ويرسم البسمة علي شفاه ألاف الجماهير في ملعب اللقاء وملايين الأنصار في مصر وكل أرجاء الوطن العربي.
أما علي صعيد مشاركة الأندية المصرية في المنافسات الإفريقية و أهم الأهداف التي هز بها نجوم هذه الأندية شباك الحراس الأفارقة فلا يمكن أن ينسي عشاق الدراويش هدف فاكهة الكرة المصرية علي أبوجريشة الذي سجله بعد 31 دقيقة من لقاء فريقه ضد الإنجلبير الزائيري في نهائي بطولة إفريقيا أبطال الدوري علي ملعب القاهرة في التاسع من يناير عام 1970 وهو الهدف الذي فتح الطريق أمام (برازيل العرب) لتحقيق فوز ثلاثي كبير بعد أن نجح زميله سيد عبدالرازق في إضافة الهدفين الثاني والثالث في الدقيقتين 70 و88 ليفوز الإسماعيلي بأول لقب لمصر علي صعيد هذا البطولة.
بعد هدف أبوجريشة بنحو اثني عشر عاماً كان الموعد مع الهداف التاريخي للبطولات الإفريقية علي مستوي الأندية والمعني بالطبع الأسطورة محمود الخطيب الذي سجل هدف في مرمي كوتوكو الغاني الرهيب في معقله بالأشانتي في الثاني عشر من ديسمبر عام 1982 مستغلاً تمريره مختار مختار ومحققاً هدف التعادل الذي قاد عملاق مصر وإفريقيا الأول لإحراز لقبه القاري الأول بعد أن استفاد من فوزه في لقاء الذهاب بثلاثية بيضاء سجل منها بيبو هدفين وعلاء ميهوب هدفاً.
أبناء مدرسة الفن والهندسة كان لهم دوراً أيضاً في الأهداف التاريخية والمؤثرة ولن ينسي عشاق الأبيض الهدف الصاروخي الذي سجله مهاجمهم أيمن منصور في شباك قائد الأهلي أحمد شوبير في لقاء السوبر الإفريقي علي ملعب البنك الوطني في جوهانسبرج في التاسع من يناير عام 1994 وهو اللقاء الذي أداره الدولي الجنوب إفريقي بتروس ماتابيلا وأشهر خلاله الورقة الحمراء لمدافع الأهلي محمد يوسف.
(أمير القلوب) محمد أبوتريكة نجح في تسجيل هدف هو الأشهر و الأهم والأغلى طوال تاريخ الأهلي الإفريقي فبعد انتهاء لقاء الذهاب في نهائي دوري أبطال إفريقيا 2006 بين الأهلي والصفاقسي التونسي علي ملعب القاهرة بالتعادل بهدف لمثله، ظن الجميع أن فريق عاصمة الجنوب التونسي في طريقه للقبه الأول في هذا البطولة خصوصاً بعد انتهاء الوقت الأصلي للقاء الإياب بالتعادل السلبي ولكن قدم أبوتريكة اليسري أطلقت قذيفة مدوية في شباك الحارس أحمد الجواشي في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع في اللقاء الذي شهده ملعب السابع من نوفمبر في ضاحية رادس بالعاصمة التونسية وتوج الأهلي بلقبه الخامس في البطولة الإفريقية الأهم والأقوى.
أما في المنافسات العالمية التي شاركت فيها المنتخبات والأندية المصرية، فلا يمكن تجاهل هدف محمد اليماني في شباك منتخب البارجواي في لقاء المركز الثالث في نهائيات كأس العالم للشباب في الأرجنتين عام 2001، هدف اليماني في شباك الحارس إدواردو كاسيرس جاء في الدقيقة الرابعة والستين من عمر اللقاء الذي شهدته العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس في الثامن من يوليو للعام 2001 وبه حقق منتخب الشباب بقيادة شوقي غريب أكبر إنجاز لمنتخب مصري في أحد البطولات العالمية.
مع البطولات العالمية نتواصل ولكن علي مستوي الأندية هذه المرة حيث عاود محمد أبوتريكة الإبداع والتألق في النسخة الثالثة لكأس العالم للأندية باليابان عام 2006 وتمكن من زيارة شباك حارس كلوب أمريكا المكسيكي جوليرمو أشوا في مناسبتين، أحداهما من مخالفة مباشرة شديدة الإتقان والإبداع في الشوط الأول والثانية بعد تبادل مذهل للكرة مع المهاجم الأنجولي أمادو فلافيو في الشوط الثاني في اللقاء الذي شهده ملعب يوكوهاما في السابع عشر من ديسمبر عام 2006 وفاز به الأهلي بهدفين لهدف وحقق المركز الثالث في هذه البطولة وفاز نجمه الكبير بلقب هداف تلك النسخة.
بعد الثلاثية التاريخية التي زار بها نجما منتخب مصر محمد زيدان ومحمد شوقي شباك الحارس البرازيلي خوليو سيزار في أول مواجهات مصر في كأس العالم للقارات في جنوب إفريقيا صيف العام قبل الماضي في اللقاء الذي أنهاه سحرة الأمازون بفوز صعب بأربعة أهداف لثلاثة، جاء الدور علي محمد حمص نجم وسط منتخب مصر والإسماعيلي في لقاء مصر الثاني في المجموعة الثانية علي ملعب أليس بارك في مدينة جوهانسبرج في الثامن عشر من يونيه 2009 حيث أرتقي النجم الأسمر لركنية نفذها المبدع دائماً محمد أبوتريكة في الدقيقة الأربعين من عمر اللقاء وأودع الكرة في شباك العملاق الإيطالي جان لوكا بوفون ثم حافظ أبطال إفريقيا علي الفوز الثمين حتى انطلقت صافرة الدولي السويدي مارتن هانسون معلنة تحقيق المصريين لفوز تاريخي علي أبطال العالم لتعم الفرحة بعدها كل ربوع مصر والوطن العربي.