رحم الله امرأً عرف قدر نفسه
الإمام ابن عثيمين
يستفسر عن صحة هذا الحديث ( رحم الله امرأً عرف قدر نفسه ) هل له أصل وهل هو وراد في الأحاديث؟ .
فأجاب رحمه الله تعالى: لا أعلم له أصلا , لكن معناه صحيح , لأن الإنسان إذا عرف قدر نفسه خضع لربه , وقام بعبادته وعرف أنه لا غنى له عن ربه طرفة عين , وإذا عرف نفسه عرف قدره بين الناس , فتحمله هذه المعرفة على أن لا يتكبر عليهم ولا يحتقرهم , لأن الكبرياء من كبائر الذنوب , وغمط الناس من الأمور المحرمة .
ولهذا لما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر ؛ قالوا يا رسول الله : كلنا يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً , فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس) , فبطر الحق : يعني رده , وغمط الناس يعني احتقارهم وازدراءهم فإذا عرف الإنسان قدر نفسه عرف منزلته بين الناس ونَزَّلَ نفسه منزلتها فتواضع لخلق الله , لله عز وجل ومن تواضع لله رفعه الله .منــقــــول