ارتفعت إلى 102 شخص حصيلة القتلى في عدة مناطق بمصر خلال اليوم الخامس من الاحتجاجات، في وقت أعلنت فيه القوات المسلحة أنها ستدفع بقوات كبيرة في كافة المدن لحفظ الأمن وحماية الأحياء السكانية.
وفي خضم ذلك تم الإعلان عن تشكيل لجان شعبية لحماية الممتلكات والأحياء في القاهرة والإسكندرية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية وطبية قولها إن 102 شخص قتلوا منذ بداية الاحتجاجات الثلاثاء الماضي، من بينهم 33 أمس السبت.
وأشارت إلى أن 1500 مدني و1000 من عناصر الشرطة أصيبوا في تلك الاحتجاجات، في حين كانت حصيلة سابقة تتحدث عن 92 قتيلا.
وذكر مصدر أمني للوكالة أن 22 شخصا قتلوا في اشتباكات بين الأمن ومتظاهرين حاولوا اقتحام مركز للشرطة في بني سويف بصعيد مصر.
ومن جهته أكد مصدر طبي للجزيرة وصول أعداد من القتلى والجرحى تباعا إلى مستشفى ميداني قريب من وزارة الداخلية بالقاهرة.
وحدد شاهد عيان للجزيرة وجود 12 قتيلا، قال إنهم قتلوا بواسطة قناصة يطلقون الرصاص الحي من مبنى بداخل الوزارة على المتظاهرين.
وكان مراسل الجزيرة قال في وقت سابق إن ثلاثة أشخاص قتلوا أثناء محاولة اقتحام متظاهرين مقر الوزارة.
وبدورها قالت مصادر أمنية إن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 123 آخرون عندما وقعت اشتباكات، بعد أن حاول سجناء الهروب من سجن أبو زعبل.
وأضافت أن نحو ألف شخص هربوا من أماكن الحجز في أقسام شرطة في القاهرة بعد حرقها ونهبها منذ بداية الاحتجاجات.
مقتل لواء
وأعلن مصدر أمني مقتل رئيس مباحث سجن الفيوم المركزي اللواء محمد البطران وعدد من مساعديه وفرار مئات السجناء.
وقالت وكالة الشرق الأوسط الرسمية إن مقتل اللواء البطران جاء بعد قيام مجموعة من السجناء بإطلاق النار على الحراس.
الجيش المصري تعهد بتعزيز وجوده بالمدن (الأوروبية)
وذكرت تقارير إعلامية أن ثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا في هجوم على مركز أمني برفح.
ومن جهتها كشفت مراسلة الجزيرة أنه تم إحصاء أكثر من ثلاثين جثة موجودة في مشرحة الإسكندرية دون التأكد من الحصيلة النهائية.
وفي سياق متصل أفاد المراسل بأن النيران انتقلت من مبنى مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بالقاهرة إلى مبانٍ مجاورة ومنها المجلس الأعلى للصحافة، دون أي تدخل أمني لإطفاء الحرائق.
وأضاف أن النيران اندلعت أيضا في مصنع للأسمدة بمدينة الإسكندرية، وصدور تحذيرات من الدخان المتصاعد منها.
وذكرت تقارير إعلامية أنه تم إحراق مقر الحزب الحاكم في صعيد مصر، وإضرام النار في مركز أمن الدولة بمدينة دمنهور.
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان القوات المسلحة أنها ستدفع بقوات كبيرة إلى جميع المدن لحفظ الأمن وحماية الأحياء السكانية.
وقال التلفزيون المصري إن تلك القوات تنشر حافلات تقل مجموعات من أفرادها لفرض الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة. وأكدت وزارة الدفاع أنها ستتعامل بقسوة مع من وصفتهم بالخارجين عن القانون.
وعزز الجيش المصري وجوده حول وداخل المتحف المصري بالقاهرة، ونشر قوات إضافية لحمايته من عمليات النهب. وقد تطوع بعض المتظاهرين لاحقا لحمايته قبل أن يصل أفراد الجيش المصري.
نهب
وفي خضم ذلك تواصلت أعمال السلب والنهب في القاهرة والإسكندرية والسويس ودمنهور.
وذكرت رويترز أن الجيش استخدم الدبابات وأطلق الأعيرة النارية في الهواء تصديا لمئات الأشخاص الذين حاولوا مهاجمة مدخل مبنى ذي صلة بالبنك المركزي في إحدى ضواحي القاهرة.
الحرائق حولت مقر الحزب الحاكم بالقاهرة إلى أطلال (رويترز)
وفي نفس الإطار، نقلت الجزيرة عن مصدر صحفي بدمنهور قوله إن من وصفهم بـ"البلطجية" يقومون بتهديد المواطنين بالأسلحة قرب أقسام السلطة، ويقومون بأعمال نهب وسلب.
ومن جهته قال شاهد عيان للجزيرة نت إن مستشفى ومدارس ببولاق الدكرور في القاهرة تعرضت لهجوم مسلح من قبل مجهولين، مضيفا أن ذلك يخلق رعبا كبيرا لدى المواطنين.
وفي سياق متصل أفاد مراسل الجزيرة نت بأن متظاهرين اقتحموا منزل مصطفى ثابث أحد أقرباء سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري في محافظة المنيا.
وقال شهود عيان لرويترز إن محتجين أحرقوا السبت مقر الحزب الحاكم في مدينة مطاي بالمحافظة.
وفي خضم هذه التطورات الأمنية ذكر مراسل الجزيرة أنه تم تشكيل لجان شعبية لحماية الأشخاص والممتلكات بالإسكندرية والقاهرة.
وبدوره كشف مراسل الجزيرة نت أن جماعة الإخوان المسلمين شكلت لجانا شعبية لحماية الكنائس بصعيد مصر.
وذكرت رويترز أن قوات الأمن اعتقلت 470 شخصا في أنحاء القاهرة بتهمة النهب وإشعال الحرائق وإتلاف الممتلكات العامة، واعتقل الجيش أيضا مشتبها فيهم قام التلفزيون الرسمي بعرضهم مساء السبت.
وتأتي هذه الأحداث في ظل تحدي ألوف المتظاهرين حظر التجول الساري بدءا من الساعة الرابعة عصرا (1400 بتوقيت غرينتش)، وظلوا في الشوارع، رغم تحذير الجيش من أن أي شخص يخالف حظر التجول يعرض نفسه للخطر.
وينتهي حظر التجول في الثامنة صباحا (0600 بتوقيت غرينتش) في القاهرة والإسكندرية والسويس.
وارتباطا بهذه الأحداث، أعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن السلطات المصرية ألغت الامتحانات في الجامعات والمعاهد العليا التي كان مقررا أن تبدأ اليوم