كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية في الثامن والعشرين من نوفمبر الجاري عن قصة شاب كويتي يدعى معتز حلاوة، يبلغ من العمر 33 عاما، ارتدّ عن الإسلام واعتنق اليهودية، وتحوّل إلى يهودي حريدي، وغيّر اسمه إلى مردخاي حلاوة، ويدرس الآن التوراة واللغة العبرية في إسرائيل.
والتقى مراسل الصحيفة يوسي إيلي هذا الشاب في القدس بمدرسة "نار التوراة" الدينية اليهودية القريبة من حائط البراق، ويشير المراسل إلى أن من يشاهد هذا الشاب وهو يرتدي القبّعة اليهودية لن يصدّق أنه وُلد في الكويت لأبوين مسلمين.
ويقول مردخاي إنه كان دائما يشعر بأنه قريب من اليهود، رغم أنهم في بلاده دائما ما يتحدّثون عن اليهود بشكل سيئ، ثم يقوم بسرد قصته أمام مراسل صحيفة معاريف، ويبدأ القصة منذ حقبة الأربعينيات؛ حيث إن جدّه لأمه يُدعى محمد المصري، وهو فلسطيني مسلم من الضفة الغربية، تعرّف في القدس بفتاة يهودية تُدعى رويدا –وهي جدّة معتز- وتزوّجها، وانتقلا معا للعيش في الكويت، وأنجبا والدة معتز هناك التي كبرت وتزوّجت من رجل أعمال كويتي، وأنجباه في عام 1977.
ويصف معتزّ عائلته بأنها عائلة مسلمة، ولكنها علمانية، ويضيف أن جدته اليهودية كانت تُخفي ديانتها الأصلية، إلا أنه كان يشاهدها تختلي بنفسها في إحدى الغرف، وتقرأ في كتاب صغير وتبكي، ويضيف أن المحيط الذي كان يعيش فيه بالكويت كان بأكمله معاديا لإسرائيل، ويحضّ على كراهيتها؛ ابتداء من المناهج الدراسية بالمدارس، وحتى الأحاديث الجانبية في النوادي الرياضية.
ويتابع معتز قصته قائلا إنه في ذات يوم وهو صغير أخذ يقلّب في صور جدته، ووجد مكتوبا على إحداها مزراحي، وكان هذا الاسم غريبا عليه، وظل محفورا في مخيلته.
بينما التحوّل الكبير الذي طرأ عليه فكان في عام 1990، مع الغزو العراقي للكويت، حيث كان برفقة أسرته في إجازة بالأردن، حيث عاد والده إلى الكويت وتركهم هناك، فأخذ معتز يتابع القناة الثانية الإسرائيلية، وصار عنده فضول لمتابعة ما يحدث في إسرائيل، وتابع ردود أفعال الإسرائيليين إزاء الصواريخ التي كان يطلقها صدام حسين على تل أبيب، ويشير إلى أنه شعر بارتباط روحاني مع اليهود، وأحسّ بأنه يحبهم.
بعد ذلك يضيف هذا الشاب الكويتي أنه بعد أن أنهى دراسته الثانوية قرّر استكمال تعليمه في كندا، وحينها بدأ ارتباطه الفعلي باليهودية، حيث شاهد أثناء وجوده في مكتبة الجامعة رجلا يرتدي الزي اليهودي، مما أثار الفضول لدى الشاب، وتوجّه إليه وتعرّف به، وعندما سأله هذا اليهودي عن هويته أجابه بأنه عربي من الكويت، وذكر له أن جدته يهودية، وحينها فوجئ اليهودي وفكّر قليلا، ثم سأله: هل هي جدّتك من جهة الأم أم الأب؟ فردّ عليه بأنها من جهة الأم. وحينها قال له الرجل اليهودي إذن وفقا للشريعة اليهودية فأنت يهودي.
ويقول معتز إنه شعر حينها بتخبّط وقام فور عودته إلى المنزل بالاتصال بوالدته، وقصّ عليها ما حدث، فلم يعجبها هذا الأمر، وقالت له: "لا تستمع إليهم، نحن مسلمون، وأنسَ هذا الأمر تماما"، إلا أن معتز لم ينسَ هذا الأمر، واتّصل بجدّته التي أخبرته أن شقيقها قُتل على أيدي العرب في القدس قبل قيام دولة إسرائيل.
وذات يوم دعا الرجل اليهودي معتز لمرافقته إلى المعبد اليهودي، وحينها بدأ ارتباطه الفعلي باليهودية، وبدأ يفعل كل ما في وسعه من أجل التقرّب من هذه الديانة، وبعدها قرّر بعد التشاور مع الرجل اليهودي تغيير اسمه، ولأن أسمه الأصلي يبدأ بحرف ميم اقترح عليه اسم مردخاي أو موشي، فاختار الشاب الكويتي مردخاي، إلا أن أسرته لم تتقبل هذا الأمر، وقرّر والده نقله إلى مدينة تورينتو؛ ليبعده عن اليهود، إلا أن هذه الخطوة لم تنجح في إبعاده عن اليهود؛ حيث تعرّف هناك بحركة "نار التوراة" اليهودية الصهيونية، أثناء تنظيمها مظاهرة لدعم إسرائيل، فقام بالمشاركة فيها تحت شعار "حماس تضرّ بالفلسطينيين"، وحينها سألوه عن أصوله، وعندما أخبرهم بأنه كويتي، اشتاقوا إلى معرفة المزيد من التفاصيل عنه، وتمكّن من إقامة علاقات مع أفراد هذه الحركة، وفي عام 2008 رتّبت "نار التوراة" أول زيارة لمعتز إلى إسرائيل، حيث عاد بعدها إلى كندا، وتحوّل إلى ناشط اجتماعي من أجل إسرائيل.
ومنذ ما يقرب من شهر عاد مردخاي الكويتي إلى إسرائيل مرة أخرى؛ لكي يدرس التوراة واللغة العبرية في مدرسة "نار التوراة" الدينية بالقدس المحتلة، ويؤكد لصحيفة معاريف أنه يتمنى أن يتعلّم العبرية سريعا؛ ليتمكن من الهجرة إلى إسرائيل والإقامة بها بشكل نهائي، وتكوين أسرة هناك.
أما عن علاقته بأسرته في الكويت فيشير حلاوة إلى أن هناك بالطبع اتصالات تتمّ بينه وبين عائلته، رغم عدم رضاهم عما قام به، خاصة والده الذي يعارض هذه الخطوة؛ لأنها تتعارض مع توجّهاته العلمانية.