اليوم نلبي النداء وعلى جبل عرفات يكون الوفاء

في كل "ذي الحجة" من كل عام، يجتمع ملايين من المسلمين، من شتى بقاع البسيطة، شعارهم "لبيك اللهم لبيك"، وأصواتهم اختُزلت في دموعهم، وقلوبهم باتت مثل ثياب إحرامهم؛ بيضاء، وبجوارهم يتدفق من بئر زمزم أطهر ماء، ففي مثل هذه الأيام ارتضى إبراهيم لابنه الذبح، ولكن أنعم الله عليه بالفداء..

"لبيك" لك يا ألله.. ولمن غيرك نلبي النداء؟

المسلمون يطوفون حول الكعبة كما تطوف الأرض حول السماء
الطوافُ في الحجِّ يحكي حركاتِ كلِّ ما في الكونِ، من أصغرِ شيءٍ إلى أكبرِ شيءٍ. فطوافُ الحجاجِ حولَ الكعبةِ 7 مراتٍ يحكِي دورانَ الكواكبِ السيارةِ الأخرى حولَ الشمسِ، وكذلك دوران القمر حول الأرض، ومثل المجموعة الشمسية التي ينتمي إليها كوكب الأرض، والتي تدور حول مركز مجرة "درب اللبانة".

وكما أن كل شئ يدور حول مركزه؛ فالمسلمون أيضاً يقومون بالدوران حول مركز التعبد الروحي بينهم وبين الله عز وجل، تلك الكعبة التي إليها يتوجهون بالخشوع والصلاة في اليوم خمس مرات.

وفي الطواف حول الكعبة تلك الدورات المتتالية تدريب للنفس البشرية على طاعة الله عزّ وجل

"الصفا" مكانٌ عالٍ في "جبل أبي قُبيْس" بمكة المكرمة

من الصفا إلى المروة.. قصة لها تاريخ
كانَ السعيُ بين الصفا والمروةِ منْ شعائرِ الحجِّ منذُ زمنِ إبراهيم عليهِ السلامُ؛ تذكيرًا بنعمةِ اللهِ على السيدةِ هاجَرَ وابنِها إسماعيل، إذ أنقذَهُ اللهُ منَ العطشِ.

و"الصفا" مكانٌ عالٍ في "جبل أبي قُبيْس" بمكة المكرمة، أما "المروة" فهي مكان مرتفع أيضاً في جبل "قعيقعان".

وتعود قصة السعي بين الصفا والمروة إلى يوم خروج سيدنا إبراهيم عليه السلام من بين أهله وعشيرته وذهابه إلى مكة، وترك زوجته هاجر عليها السلام مع رضيعها إسماعيل، وحيدة في الصحراء الجرداء، فسألته إذا كانت مغادرته بأمر من الله؛ فأجابها بنعم فقالت: فإنه لن يضيعنا.

وأخذت هاجر تسعى بين الصفا والمروة سبع مرات بحثاً عن الماء أو أي شخص يغيثها ويغيث طفلها الرضيع، وفي المرة السابعة وجدت جبريل عليه السلام لدى رضيعها، وقد أمر بالماء أن يتفجر من تحت قدميْ إسماعيل الوليد؛ فأخذت تنهل منه وتشرب وترضع وليدها، ومنذ تلك اللحظة والماء لا يزال يفور ويمور من بئر زمزم التي خرج منها أول مرة يوم سعْي هاجر.

خيرُ ماءٍ على وجهِ الأرضِ زمزمُ.. فيه طعامٌ من الطعم وشفاءٌ من السَقَم

بئرِ زمزم
منذ آلاف السنين والماء يفيض من بئر زمزمَ، دونَ أنْ تجفَّ البئرُ أو ينقصَ حجمُ المياهِ فيها، وكانتْ مفاجأةً مدهشةُ للعلماءِ -في أثناء توسعَةِ الحرمِ المكيِّ وتشغيلِ مضخاتٍ ضحمةٍ لشفطِ المياهِ منْ بئرِ زمزمَ حتى يمكنَ وضعُ الأساساتِ- أنّ غزارةَ المياهِ المسحوبةِ قابَلَها فيضانٌ مستمرٌ في الماءِ، يفورُ ويمورُ وكأنّه أمواجُ البحرِ.

وتعود تسمية البئر بهذا الاسم إلى السيدة هاجر -عليها السلام- عندما رأت الماء يتفجر منها، فقالت له: "زُم.. زُم!" أي اجتمِع، وذلك لأنها خافت أن يذهب الماء بعيداً.. ولكنه لم ينضب حتى اليوم.

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ماء زمزم -برواية ابن عباس رضي الله عنهما- قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏"‏خيرُ ماءٍ على وجهِ الأرضِ زمزمُ، فيه طعامٌ من الطعم، وشفاءٌ من السَقَم‏".‏‏

وقفة عرفات
كمْ وقَفَتْ بساحةِ عرفاتَ جموعٌ، وسالتْ على صعيدِهِ دموعٌ، وتعارَفَ عليهِ الناسُ، وذابتْ على ثراهُ الأجناسُ، وفُرِجَتْ شدائدُ وكروبٌ، ومُحِيتْ أوزارٌ وذنوبٌ، كمِ امتزجتْ فيه دموعُ المذنبينَ، واختلطتْ رغباتُ الراغبينَ، وتداخلتْ أصواتُ المستغفرينَ.. وكمْ ذلّ أهلُ الأرضِ لخالقِ الأرضِ والسمواتِ العظيم.

الذهابِ إلى مُزْدَلِفَةَ يكونُ بعد إفاضةِ الحُجَاجِ منْ عرفاتَ

نفرة الحجيج
وهِيَ نفرَةُ الحجّاجِ بعدَ غيابِ الشمسِ، منْ عرفَةَ إلى مُزْدَلِفَةَ، والذهابِ إلى مُزْدَلِفَةَ يكونُ بعد إفاضةِ الحُجَاجِ منْ عرفاتَ بعدَ غروبِ الشمسِ، فيصلّونَ المغربَ والعشاءَ في مزدلفةَ جمعَ تأخيرٍ، ويذكرونَ اللهَ ويدعونَهُ.

رمي الجمرات
عندما كانَ إبراهيم عليهِ السلامُ معَ ابنِهِ إسماعيل ذاهبيْن لأداءِ ما أمرهما اللهُ بِهِ (ذبحُ إسماعيل) كانَ الشيطانُ يخرجُ لسيدنا إسماعيل، يوسوس له ويقول: "أبوك خَرِفَ وكبِرَ.. اهرُب يا إسماعيل!". فأخذ سيدُنا إسماعيل بسبع حصيات وألقى بها على هذا الشيطان، وكانت هذه هي الرجمة الصٌغرى، قبل أن يتجه الشيطان إلى السيدة هاجر محاولاً إقناعها بأن تقنع سيدنا إبراهيم بالعدول عن قراراه قائلاً: "يا هاجرُ، زوجك سيقتُل ابنَك الوحيد".

ففعلت السيدة هاجر كما فعل ابنُها، وكانت الجمرة الوسطى. وأخيراً توجه الشيطان ناحية سيدنا إبراهيم قائلاً: "لقد أصبحتَ عجوزاً، ولا يمكن أن تنجب مرة أخرى.."، فرجمه سيدُنا إبراهيم بسبع جمرات ثالثة، وكان هذا مكان الجمرة الكبرى.

وما زال المسلمون يلقون بالجمرات حتى يومنا هذا، تأكيداً على معصيتهم للشيطان مهما زادت الضغوط.

» ‏4‏ ملايين حاج يقفون على جبل عرفات اليوم لاداء الركن الاعظم
» فى مران الاسماعيلى اليوم: شادى محمد ارتدى القميص رقم 15 .. وعودة حمص وعبدربه والشحات وعلى وجريشة
» ملك الملوك يناديك كل ليلة ... هل ستلبى هذا النداء ؟؟؟!!!!
» أقدم لكم اليوم صور من سوق العباسة اليوم 21\4\2011
» الوفاء بالوعد..............