السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحكمة
هي الكلام الموافق للحق , او هي صواب الامر وسداده .
اما الموعظة :
فهي النصح والتذكير بما يحمل المرء على التوبة الى الله تعالى . والموعظة عادة ما تكون ثقيلة على السمع
ومضيقة على النفس , بعيدة القبول لاعتراضها الشهوة , ومضادتها الهوى الذي هو ربيع القلب ومراد الروح
ومربع اللهو ومسرح الاماني . الا من وعظه علمه وارشده قلبه .
وابلغ المواعظ كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , تنزيل من حكيم حميد .
ثم بعدها مواعظ الانبياء عليهم افضل الصلاة واتم التسليم , ومواعظ الحكماء والادباء , ثم مقامات العباد بين يدي الخلفاء .
ومن بعض المواعظ الحسنة قول الفاضل التقي غيران ابي الدرداء - في احدى خطبه -قال :
ايها الناس : لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا , ان تقبلوا احسن ما تسمعون منا
وفي هذا قال الشاعر :
اعمل بقولي وان قصرت في عملي *** ينفعك قولي ولا يضرك تقصيري
وقال الحكماء :
السعيد من وعظ بغيره , ومن رأى الصبر في غيره فاتعظ بها في نفسه
وفيما يلي طائفة من الحكم والمواعظ
- ينبغي للعاقل ان يجمع الى عقله , عقل العقلاء , والى رأيه , رأي الحكماء , فان الرأي الفذ ربما زل , وان العقل ربما ضل .
-الادب احد المنصبين . والفضل بالعقل والادب , لا بالاصل والنسب , لان من ساء ادبه ضاع نسبه , ومن قل عقله ضل اصله
فالادب يستر قبح النسب . وهو وسيلة الى كل فضيلة , وذريعة الى كل شريعة .
- انكاؤك لعدوك ان لا تريه انك تتخذه عدوا .
-
إن الصخور والعقبات تسُدُّ الطريق أمام الضعفاء، بينما يرتكز عليها الأقوياء
- لا خير في قول الا مع الفعل . ولا في المال الا مع الجود , ولا في الصدق الا مع الوفاء , ولا في الفقه الا مع الورع وفي الصدق الا مع النية ولا في الحجياة الا مع الصحة .
- العز في المجالسة بقلة الكلام , وسرعة القيام , وليس لماء الوجه ثمن .
سئل انو شروان : ما اعظم المصائب ؟
فقال : ان تقدر على المعروف فلا تصنعه حتى يفوت .
لما مات جالينوس ( الطبيب اليوناني ) وجد في جيبه رقعة مكتوب فيها :
ما اكلته مقتصدا فاجسمك
وما تصدقت به فلروحك
وما خلفته فلغيرك
والمحسن حي وان نقل الى دار البلا
والمسيء ميت وان بقي في دار الدنيا
والقناعة تستر الخلة
والتدبير يكثر القليل
وليس لابن آدم انفع من التوكل على الله سبحانه وتعالى .
الناس ثلاثة : عالم رباني , ومتعلم على سبيل النجاة , وهمج رعاع اتباع لكل ناعق , يميلون مع كل ريح , لم يستضيئوا بنور العلم , ولم يلجأوا الى ركن وثيق , والعلم خير من المال !! العلم يحرسك وانت تحرس المال .
********
قال يحي ابن خالد البرمكي
اذا اردت ان تنظر الى مروءة المرء فانظر الى مائدته , فان كانت حسنه فاحكم له بالشرف وان رأيت تقصيرا , فما وراءها خيرا
وقال : اذا فتحت بينك وبين احد بابا من المعروف , فاحذر ان تغلقه ولو بالكلمة الجميلة .
وقيل له :: ما الكرم : قال : ملك في زي مسكين
قيل فما اللؤم ؟؟ قال : مسكين في بطش عفريت
قيل :: فما الجود ؟؟ قال : عفو بعد قدرة .
قال محمود الوراق:
وإذا غلا شيءٌ علّي تركته ... فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
ما كدت أفحص عن أخي ثقةٍ ... إلا ذممت عواقب الفحص
ولم أر بعد الدين خيراً من الغنى ... ولم أر بعد الكفر شرّاً من الفقر
الدّهر لا يبق على حاله ... لكنّه يقبل أو يدبر
فإن تلقّاك بمكروهةٍ ... فاصبر فإنّ الدّهر لا يصبر
إذا كان وجه العذر ليس ببيّنٍ ... فإنّ اطّراح العذر خيرٌ من العذر
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:
فلا تصحب أخا الجهل ... و إياك وإياه
فكم من جاهل أردى ... حليما حين آخاه
يقاس المرء بالمرء إذا ... ما المرء ماشاه
و للشيء على الشيء ... مقاييس وأشباه
و للقلب على القلب ... دليل حين يلقاه
وقال
بقدر الكد تكتسب المعالي ... و من طلب العلا سهر الليالي
تروم العز ثم تنام ليلا ... يخوض البحر من طلب اللآلي
لنقل الصخر من قلل الجبال ... أحب إلى من منن الرجال
و قالوا للفتى في كسب عار ... فقلت العار في ذل السؤال
إذا عاش الفتى ستين عاماً ... فنصف العمر تمحقه الليالي
و ربع العمر يمضى ليس يدري ... أيقضى في يمين أو شمال
و ربع العمر أمراض وشيب ... و شغل بالتفكر والعيال
فحب المرء طول العمر قبح ... و قسمته على هذا المثال