لدى حلم " هذا ما قاله مارتن لوثر كنج فى خطبة فى مظاهرة عارمة للسود الأمريكان بعد أن عانوا العديد من مظاهر الاضطهاد والاحتقار والتمييز العنصرى والذى كان سائدا فى تلك الآونة على يد البيض الأمريكان الذين يدعون الديمقراطية. ترى بماذا كان يحلم زعيم الزنوج بأمريكا ؟
" إننى أحلم" , I have a dream إنني أحلم اليوم بأن أطفالي الأربعة يعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".
وفي 14 فبراير عام 1968 اغتيلت أحلام مارتن لوثر كينج ببندقية أحد المتعصبين البيض،
ومات كينج ضحية لأفكاره والتى طالما أحرجت البيض الأمريكان أمام العالم دون أن يكمل حلمه ، تاركا ورائه حلم ورسالة , يعتقد البعض أنها تحققت بتولى أول رئيس أسود للبلاد سدة الحكم.
والأهداف لها قوة , فعلى قدر الهدف تأتى العزيمة , والعزيمة تولد الطاقة , والطاقة تتحول إلى أفعال وأعمال محققة الهدف, فالنفس تعطيك من الهمة بقدر ما تحدد من الغرض . حدد هدفك وليكن ساميا صعب المنال ، ولا عليك من صعوبته ما دمت تتحرك إليه كل يوم خطوة جديدة.
ويقول الله عز وجل فى كتابه الكريم:
" وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "
أمرنا الله عز وجل بالمسارعة لفعل الخيرات , والعمل الصالح , والسعى الحثيث للهدف الأعظم وهو جنة عرضها السموات والأرض, وعظم الهدف الذى يسعى له المؤمن ضمان لاستمرار القوة الدافعة التى تحث المؤمن على تحقيقه, فكلما خبت همته , تذكر هدفه الأسمى, فاشتعلت عزيمته واندفع بقوة تجاهه.
ولقد علمنا صلى الله عليه وسلم كيف تكون هممنا عالية , لا ترضى بالدون , وحثنا على طلب معالى الأمور فيقول: صلى الله عليه وسلم " إذا سألتم الله , فاسألوه الفردوس الأعلى من الجنة "
فارفع من سقف توقعاتك من نفسك, ولتكن لك هدفا ساميا مثل هدف سيدنا ربعى بن عامر حيث يقول ربعى للرسول صلى الله عليه وسلم حين سأله عن أمنيته فقال : " أتمنى مرافقتك فى الجنة"
ليكن لك حلم طموح مثل سيدنا عمر بن عبد العزيز الذى قدم نموذجاً رائعاً عبر العصور في كيفية سمو الروح وارتقائها الدائم وتعلقها بالنجوم والذى يقول عن نفسه لرجاء بن حيوة: "إن لي نفساً تواقة ، وما حققت شيئاً إلا تاقت لما هو أعلى منه ، تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها ، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها ، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها ، والآن يا رجاء تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها."
وسأل نبى الله سليمان ربه فقال: " قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ " ] ص : 35[ماذا تمنى الصحابة:
اجتمع عبد الله بن عمر ومصعب بن الزبير وعروة بن ال الحمد للهير وعبد الملك بن مروان بفناء الكعبة فقال لهم مصعب : تمنوا, فقالوا إبدأ أنت , فقال ولاية العراق وتزوج عائشة بنت طلحة بن عبيد الله وسكينة بنت الحسين ، فنال ذلك.
وقال عروة بن ال الحمد للهير : أما أنا فأتمنى الفقه وأن يحمل عنه الحديث, فكان إماما في العلم فضُربت إليه أكباد الإبل وكان من أشهر الرواة عن عائشة رضي الله عنها.
وقال: أما أنا فأتمنى إمارة العراق والجمع بين. وقال عبد الله بن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة.
وتمنى عبد الملك الخلافة فنالها.
وأما عبد الله بن عمر رضي الله عنه فتمنى الجنة، فنرجو أن يكون قد نالها, وما ذلك على الله بعزيز.
هؤلاء هم الرجال الذين رسموا لأنفسهم أهدافا سامية وحولوها واقع فسعدوا وأسعدوا بها فى الدنيا ونالوا أجرها فى الآخرة بصدقهم واخلاصهم لله عز وجل.
لكن ألا ترى معى أن معظم الناس يتمنى ويحلم بالكثير والكثير ولكن القليل منهم من يحقق أهدافه , ولماذا ينجح البعض ويفشل البعض الآخر؟
إنها قوة الإعتقاد الاعتقاد بأنك تستطيع بل وتستحق تحقيق هذا الحلم الكبير, واليقين بأن الله أودعك الامكانيات والقدرات الكفيلة بتحقيقه, وهذا ما يشعل رغبتك ويملؤك بالحماس والقوة ويدفعك دفعا لتحقيق هذا الحلم.
تخيل معى أن طموحاتك تمر بأنبوب واسع مفتوح , ولكن لكى تحققها لابد لها وأن تمر من أنبوب آخر وهو أنبوب الإعتقاد واليقين فإن كان هذا الأخير ضعيفا ضيقا , ضاق بطموحاتك وعجز عن تحقيقها , ولكن عندما يقوى الاعتقاد ويزداد , تتدفق الطموحات والأهداف.
لقد قالها الإخشيدى الذى دخل مصر مقيدا بالحديد هو وصاحبه " أتمنى أن أحكم مصر بأكملها " وقد كان , أما صاحبه فتمنى أن يشتريه صاحب مطعم للشواء فيشبع لحما , وقد كان أيضا.
وأخيرا أطلب منك ان يكون لك أهدافا عظيمة وتذكر أن أصحاب الإنجازات الكبيرة لم تكن طموحاتهم واقعية من وجهة نظر الآخرين لأنهم يفكرون بطريقة مختلفة عنهم.
واسأل نفسك باستمرار ...
ما هو هدفى النهائى ؟
وما الذى أريده بالفعل؟
فإن لم تستطع الإجابة عن هذا السؤال , فليس هناك من سبيل لأن تبدأ رحلة نجاحك.
منقووول ...