Jul 29 2010
الكنيسة تحاول جعل ذكرى 11 سبتمبر يوماً عالمياً لحرق القرآن (صورة أرشيفية)
دعت كنيسة في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية أمس (الأربعاء) إلى حرق المصاحف في 11 سبتمبر القادم أثناء الاحتفال بالذكرى السنوية التاسعة لهجمات سبتمبر، وقالت الكنيسة الواقعة في منطقة "جاينيسفيل" إنها تحاول أن تجعل من تلك الذكرى "يوما عالميا لحرق القرآن".
وتم تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيس بوك؛ لجمع أكبر عدد ممكن من الناس للمشاركة في الاحتفال, والذي كتبت فيها عبارات مهينة للإسلام من أجل جمع أكبر عدد ممكن من الأعضاء.
وذكرت الصفحة أن هدفها "تقديم التوعية للناس عن مخاطر الإسلام, وأن القرآن الكريم يقود الناس إلى جهنم, ونريد أن نُرجع القرآن إلى مكانه الأصلي في النار", وفقاً لما ذكرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أمس، وتصف الكنيسة نفسها أنها "كنيسة العهد الجديد على أساس الكتاب المقدّس", ولها تاريخ من التصريحات الاستفزازية ضد الإسلام.
ونشر مؤخرا راعي ومالك الكنيسة "تيري جونز" مقالا بعنوان "الإسلام من الشيطان"، ووضع لوحة كبيرة خارج الكنيسة تحمل موضوع مقاله، ويقول الكاتب البريطاني "توم منديلسن" في تقريره معلقا على هذه الخطوة "إنه خبر غير سار، وسيساهم في علو ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة والغرب".
وقام أغلبية المشاركين في صفحة الدعوة للاحتفال بحرق القرآن على فيس بوك بمعارضة الفكرة بشدة, حيث وصف أحدهم الداعين لها "بالجهلة"، وأنهم "عنصريون وحاملو حقد وعنف". وقالت أخرى: "إن الفكرة أمر مأساوي ومحزن للغاية, ويجب إغلاق الصفحات المسيئة للأديان من قبل إدارة فيس بوك".
من جهته علق د. ضياء رشوان -الخبير في شئون الحركات الإسلامية ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- على ذلك بأنه "سابقة خطيرة جدا، وتجاوز لا حدود له ولا يقبله عقل"، مؤكدا أنه لو حدث ذلك فسوف يخلق أزمة كبيرة جدا في العالم الإسلامي، ضاربا المثل بالرسوم المسيئة التي أثارت أزمة لم تنتهِ حتى الآن، متسائلا: "ماذا يحدث إذن لو تم حرق كتاب الله؟".
وأضاف "رشوان": ليس هناك أي علاقة بين هجمات 11 سبتمبر والقرآن الكريم، وإذا كان يتحمل مسئولية ذلك، فإن قتل 70 مليون مواطن في الحرب العالمية الثانية يُعتبر المسئول الأول عنه هو الكنيسة البروتستانتية نيابة عن هتلر، أو أننا نحمّل الإنجيل والكتاب المقدس دماء عشرات الملايين التي قُتلت في الحروب".
جدير بالذكر أن هناك جدلا الآن في نيويورك حول نية منظمة إسلامية أمريكية بناء مسجد في موقع "جراوند زيرو"، الذي كان يقع فيه برجا مركز التجارة العالمي قبل أن ينهارا في هجمات 11 سبتمبر 2001.
عن موقع العربية