حديث القلوب

موضوع: حديث القلوب الخميس يوليو 22, 2010 8:43 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على نبيه المصطفى صلى اللهم عليه وعلى آله وأصحابه وعلى كل من اهتدى بهديه واقتفى أثره وسار على دربه ونهجه وتمثل شريعته ....آمين آمين آمين
وبعد:

فلقد قرأت فى كتاب الفوائد لإمام السنة وقامع البدعة شمس الدين محمد بن أبى بكروالمكنى بابن القيم الجوزية

قاعدة جليلة فى مغزاها ومعناها وقد فعلت فى قلبى وفى عقلى الأفاعيل وشعرت أنها تخاطب النفس خطابا

يحرك منها كل ساكن وصامت ويحدو بها إلى كل خير ونفع...

ورأيت أن أسوق ماقرأته إلى أحبابى وإخوانى فى هذا المنتدى علهم يشعروا بما شعرت به...

لكن رجائى أولا لكل من يقرأهذه القاعدة أن ينفض عن ذهنه كل هم وأن يقراها بقلبه لا بلسانه فإنه كلام من القلب

وماخرج من القلب لابد وان يقرأ بالقلب...

يقول ابن القيم عليه سحائب الرحمة والرضوان: ( نصيحة لطالب الآخرة)

إن الله تعالى ألقى العداوة بين الشيطان وبين الإنسان وألقى العداوة بين العقل وبين الهوى وكذالك بين النفس الأمارة بالسوء وبين القلب وابتلى العبد بذالك وجمع له بين هؤلاء وأمد كل حزب مما سبق بجنود وأعوان فلا تزال الحرب سجالا ودولا بين الفريقين إلى أن يستولى أحدهما على الآخرويكون الآخر مقهورا معه

فإذا كانت النوبة للقلب والعقل والمرء فهنا لك النعيم والسرور واللذة والبهجةوالفرح وقرة العين وطيب الحياة وانشراح الصدر وإذا كانت النوبة والغلبة للنفس الأمارة والهوى والشيطان فهنا لك الغموم والهموم والأحزان وأنواع المكاره وضيق الصدر فما ظنك بملك استولى عليه عدوه فأنزله عن سرير ملكه وأسره وحبسه وحال بينه وبين خزائنه وذخائره وخدمه وصيرها له ومع هذا فلا يتحرك الملك لطلب ثأره ولا يستغيث بمن يغيثه ولا يستنجد بمن ينجده!!!

وفوق هذا الملك ملك قاهر لايقهر وغالب لايغلب وعزيز لايذل فأرسل إليه:

إن استنصرتنى نصرتك وإن استغثت بى أغثتك وإن التجئت إلى أخذت بثأرك وإن هربت إلى وأويت إلى سلطتك على عدوك وجعلته تحت أسرك

فإن قال هذا الملك المأسور: قد شد عدوى وثاقى وأحكم رباطى واستوثق منى بالقيود ومنعنى من النهوض إليك والفرار إليك والمسير إلى بابك فإن أرسلت جندا من عندك يحلون وثاقى ويفكون قيودى ويخرجوننى من حبسه أمكننى أن أوافى بابك وإلا لم يمكننى مفارقة محبسى ولا كسر قيودى

فإن قال الملك ذالك احتجاجا على السلطان ودفعا لرسالته ورضى بماهو فيه عند عدوه خلاه السلطان الأعظم وحاله وولاه ماتولى وإن قال ذالك افتقارا إليه وإظهارا لعجزه وذله وأنه أضعف وأعجز أن يسير إليه بنفسه ويخرج من حبس عدوه ويتخلص منه بحوله وقوته وأن من تمام نعمته عليه أن يمده من جنده ومماليكه بمن يعينه على الخلاص ويكسر باب محبسه ويفك قيوده

فإن فعل به ذالك فقد أتم إنعامه عليه وإن تخلى عنه فلم يظلمه ولامنعه حقاهو له وأن رحمته وحكمته اقتضى منعه وتخليته فى محبسه ولا سيما إذا علم أن الحبس حبسه وأن العدو الذى حبسه مملوك من مماليكه وعبد من عبيده

ناصيته بيده لاينصرف إلا بإذنه ومشيئته فهو غير ملتفت إليه ولا خائف منه ولا معتقد أن له شيئا من الأمر ولا بيده نفع ولا ضر بل هو ناظر إلى مالكه ومتولى أمره ومن ناصيته بيده وقد أفرده بالخوف والرجاء والتضرع إليخ والالتجاء والرغبة والرهبة فهناك تأتيه جيوش النصر والظفر على عدوه)

والله الموفق وهو الهادى إلى سواء السبيل

موضوع: رد: حديث القلوب الخميس يوليو 22, 2010 9:23 pm

موضوع رائع جدا ويستحق القراءة من الجميع
شكرا جدا استاذنا الفاضل على مساهماتك القيمة

موضوع جميل يا استاذ محمود جزاك الله خيرا

» حديث اليوم
» حديث قدسي : يا ابن آدم
» حديث مع دمعتى
» خمس مهلكات حديث شريف
» # سجل حضورك بـ( آية ،، حديث ،، دعاء ) #