عندما نقرأ سورة العنكبوت سوف نلاحظ أن هذه السورة لم تتحدث عن العنكبوت الا في اية واحدة من هذه السورة وهي قول الله تعالى
(مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)) (العنكبوت-41)
ترى ما الحكمة من تسمية هذه السورة الطويلة بهذا الاسم؟ش
بعد التفكر في موضوع هذه السورة ... وجدت انه يدور حول فكرة هامة جدا تتعلق بعقيدة المؤمن
وهي أن...الذين يتخذون من دون الله أولياء يبتغون عندهم العزة والمنفعة ويلجأون اليهم على حساب دينهم تنتظرهم عواقب وخيمة وينقلب أولياؤهم أعداء لهم ويكونون قد سعوا الى حتفهم بأنفسهم وعن ذلك يقول الله تعالى في السورة نفسها
(وقال انما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين)) (العنكبوت-25)
ويقول تعالى في سورة البقرة
(اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب) (البقرة-166)
واذا بالقرأن الكريم يتخذ من حياة هذا الكائن مثلا لهذه الفكرة لما في هاتين السورتين من تشابه.
فماذا عن تشابه مثل(( بيت العنكبوت)) مع مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء؟!
يقول الدكتور علي المراسي أستاذ علم الحشرات بكلية العلوم في جامعة القاهرة تعليقا على معنى الأية:
لقد أثبت العلم البعد -ذلك أن أوهن البيوت هو بيت العنكبوت- ذلك أن الانثى هي التي تغزل البيت (وترغب الذكر بالدخول اليه) ثم بعد التلقيح تفترس الذكر, بل وتأكل أولادها ,وأيضا الأولاد يأكلون بعضهم, فهو بيت متداع.
فهناك تطابق في الصورة بين ما يحصل في بيت العنكبوت وبين ما يحصل مع الذين يتخذون من دون الله أولياء (تطابق عجيب)
بقي هناك شيء عجيب اخر يجب التنويه عنه ..هو أن الله تعالى قال بعد ذكر هذا المثل
(مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون*ان الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم*وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون)) (العنكبوت-41-42-43)
فبين الله عز وجل أن ادراك معنى هذا المثل يحتاج الى علم وأن مثل هذه الأمثال لا يعقلها الا العالمون وانه تعالى يعلم ما يدعون من دونه من شيء ...فيضرب لذلك الأمثال تعليما وتحذيرا للناس.