أبورقيه إدارة المنتدى
عدد المساهمات : 1977 تاريخ التسجيل : 25/03/2010 العمر : 42 الموقع : abonada201020@yahoo.com
| موضوع: رسلة إلى الأعضاء الخميس أبريل 15, 2010 2:21 am | |
| بسم الله الرحمن الرحمن
رسلة إلى الأعضاء منهج الإسلام في تحسين الأسماء وتغيير بعضها طبائع النفوس تُقبل دائماً على كل ما هو حسن وجميل , وتنفر من كل ما هو سيء وقبيح , ومن أوجه الإقبال على الحسن : الاستبشار والتفاؤل بالاسم الحسن الجميل , والذي يقع من قلب السامع موقعاً جميلاً ويُحبب إليه الخير ,وإن مما ابتلي به بعض المسلمين اليوم سوء اختيار أسماء أبنائهم , تلك الأسماء التي أصابها العطب نتيجة للغزو الفكري والثقافي , وروح التغريب التي أصابت بعض ضعاف الإيمان , فصارت أسماؤهم وأسماء أولادهم أسماء أجنبية خالصة , بل تعدت هذه اللوثة التغريبية إلى أسماء الشوارع والمحلات والشركات والمصانع , وإن مما يؤذيك أن تسير في شارع من شوارع عواصم الدول العربية والإسلامية فتقرأ أسماء اللافتات على الشوارع والمحلات فتجدها بعيدة كل البعد عن لغتنا العربية الجميلة , وتلك تبعية وإمعية نهانا الإسلام الحنيف عنها , فقد أمر الإسلام المسلم بأن يكون شامة وعلامة , وأن يكون متميزاً في سمته وخلقه وكذا في اسمه . من هنا هدف الإسلام الحكيم في دعوته إلى التسمي بالأسماء الحسنة إلى ما يجب أن يسود في المجتمع من حب وتآلف وتفاؤل ؛ لأن العرب في الجاهلية كانوا يسمون أبناءهم بأسماء تنذر بالشر , وتدعو إلى الرهبة والخوف , لذا فقد وجدنا في أسمائهم : \" حرباً \" و\" صخراً \" و\" مرة \" و\" علقمة\" و\" وثاباً\".
ولقد تأثر بعض المسلمين في صدر الإسلام بما كان عليه آباؤهم فدرجوا على تسمية أولادهم بتلك الأسماء العنيفة , حتى لقد هم علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسمي ولده \" حرباً \" لكن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن ذلك , عَنْ هَانِىءِ بْنِ هَانِىءٍ ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قُلْتُ : سَمَّيْتُهُ حَرْبًا ، قَالَ : بَلْ هُوَ حَسَنٌ ، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ ، قَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قُلْتُ : سَمَّيْتُهُ حَرْبًا ، قَالَ : بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ ، فَلَمَّا وَلَدْتُ الثَّالِثَ ، جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قُلْتُ : حَرْبًا ، قَالَ : بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ ، ثُمَّ قَالَ : سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ : شَبَّرُ ، وَشَبِيرُ ، وَمُشَبِّرُ. أخرجه أحمد 1/98 (769) و\"البُخَارِي\" ، في \"الأدب المفرد\"823 . ومنهج الإسلام في نهيه عن التسمي بالأسماء القبيحة لئلا يكون ذلك مدعاة للتنابز بالألقاب والسخرية , وهو ما حذرنا منه المولى سبحانه في كتابه الكريم فقال : \" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) سورة الحجرات. ومن هنا فقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أمته تحسين أسمائهم , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَحَسِّنُوا أَسْمَاءَكُمْ . أخرجه أحمد 5/194،تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف لانقطاعه, كما رواه الدرامي 2/292، وأبو داود \"4948\" ،والبيهقي 9/306. ولقد حبب إلينا صلى الله عليه وسلم بعض الأسماء الحسنة , فعَنْ عُقِيلَ بْنُ شَبِيبٍ عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِىِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ .أخرجه أحمد 4/345 و\"البُخاري\" في الأدب المفرد (814) و\"أبو داود\" 2543. وكان صلى الله عليه وسلم يتفاءل بالاسم الحسن , ويُعرف ذلك في وجهه عليه الصلاة والسلام , وفي لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق المدينة ولقائه ببُرَيدة الأسلمي، وتفاؤله باسمه وخدمة بريدة إياه , عن عبدالله بن بُرَيدة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطيَّر، وكان يتفاءل، وكانت قريش جعلت مائة من الإِبل فيمن يأخذ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم فيرده عليهم حين توجه إلى المدينة.فركب بُرَيدة في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سَهْم، فتلقى نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أنْتَ؟» ,فقال: أنا بُرَيدة ,فالتفت إلى أبي بكر الصِّديق فقال: «يَا أبَا بَكْرٍ، بَرُدَ أمْرُنَا وَصَلُحَ» ، ثم قال: «مِمَّنْ أنْتَ؟» قال: مِنْ أَسلم.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: «سَلِمْنَا» قال: «ممَنْ؟» قال: من بني سهم.قال: «خَرَجَ سَهْمُكَ (يَا أبَا بَكْرٍ)» فقال بريدة للنبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ أنت؟قال: «أَنا مُحَمَّدُ بنِ عبْدِالله رَسُولُ الله» فقال بريدة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. فأسلم بُريدة وأسلم مَنْ كان معه جميعاً. أسد الغابة , لابن الأثير 1/209, ابن الجوزي : الوفا بتعريف فضائل المصطفى 182. وتَأوَّلَ صلى الله عليه سلم سُهولة أمرِهم يومَ الحديبية مِن مجيئ سُهيل بن عمرو إليه. فاحرصوا على الأسماء الحسنة الطيبة تحسن حياتكم وتطيب . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|