أبها: الوطن: خرجت الجامعات العربية من تصنيف أفضل مئة جامعة وأفضل 200 جامعة وأفضل 300 جامعة ولم يكن التصنيف الذي احتلت فيه جامعات الولايات المتحدة الأمريكية مكان الصدارة مفاجأة للأوساط العلمية العربية فضلا عن العالمية فقد وضعنا في المكان المناسب على حد تعبير البعض. ولم يكن هذا التصنيف هو الوحيد الذي أخرجنا من دنيا العلم ووضعنا أمام حقيقة دورنا كمستهلكين للعلوم والتكنولوجيا لكن كان لتصنيف" آيه آر دبليو يو" وجهة النظر نفسها فقد أخرجنا في العام الماضي صاحبه البروفيسور الصيني وهو يقيم جامعات بلاده ويضع لها الخطط المستقبلية للنهوض من قائمة الجامعات ذات الثقل العلمي ووضع لنا نقطة واحدة ضمن أعلى 300 جامعة على مستوى العالم ولم يذكر أنها لجامعة عربية لكنه وضعها لقارة إفريقيا بأكملها. الولايات المتحدة الأمريكية كعادتها حصلت على المراكز العظمى في كل التصنيفات بما يليق بالجهد المبذول في جامعاتها والكفاءات التي تملكها والأموال التي يتم تخصيصها للبحث العلمي هناك وقد أشار تصنيف أفضل مئة جامعة على مستوى العالم لعام 2006 إلى حصول الولايات المتحدة على المركز الأول برصيد 54 جامعة. وجاءت بعدها بريطانيا في المركز الثاني برصيد 11 جامعة بينما حلت اليابان في المركز الثالث, ويكفي أن نعرف أن اليابان لها ضمن تصنيف أفضل مئة جامعة عالمية 6 جامعات لندرك حجم الانتكاسة التي حلت بجامعاتنا العربية على مر السنين الماضية. تفاصيل ومعالم هذه الانتكاسة يمكن قراءتها من نظرة واحدة إلى تصنيف أفضل 500 جامعة على مستوى جامعات العالم لعام 2006. حيث جاءت فيه جامعة القاهرة المصرية في المركز 401, بينما حلت الجامعة العبرية الإسرائيلية في المركز الثاني عشر ضمن قائمة أحسن مئة جامعة على مستوى العالم, والذي لم يتضمن في تصنيفه جامعة عربية واحدة, المدهش أنه عندما جاء ذكر الجامعات العربية ضمن التصنيف العالمي لأفضل الجامعات لم يذكر إلا اسم جامعة عربية واحدة وحلت في المركز 401 وبعد طابور من الجامعات الأمريكية والأوروبية والآسيوية. تصنيف 2006 الذي أشرف عليه 3703 من الأكاديميين من مختلف أنحاء العالم وضع جامعة هارفارد الأمريكية في الصدارة, كما جاءت جامعة كالفورنيا بيركلي ومعهد مساتشوسيتس للتكنولوجيا ومعهد كالفورنيا التكنولوجي وجامعة كولومبيا وجامعة برينكتون وشيكاغو ويل ووكونل وكالفورنيا سان دايجو وكالفورنيا لوس أنجلوس ضمن المراكز الاثني عشر الأول ولم يكسر احتكار الجامعات الأمريكية لجميع المراكز الاثني عشر إلا جامعة كامبريدج البريطانية التي جاءت في المركز الأول مكرر بنسبة 96.3% من مجموع النقاط وجامعة أوكسفورد التي حصدت المركز الثاني برصيد 62 نقطة. وفي المركز التاسع جاءت الجامعات الألمانية برصيد 5 جامعات وقد تساوت كل من فرنسا والسويد وكندا وكان لكل منها لها أربع جامعات كما تساوت أيضا كل من هولندا وأستراليا برصيد جامعتين لكل منهما, والمدهش في الأمر أن إسرائيل التي لم يتجاوز عمرها 66 عاما في الوجود تقدمت على روسيا التي جاءت في المركز السادس عشر وقد أشار جدول توزيع الجامعات الكبرى حسب النسبة المئوية إلى أن التقدم الإسرائيلي جاء بنسبة 1 % وهذا الجدول يتحدد مكان الجامعة فيه حسب المنتسبين إليها من أنحاء العالم وقدرتها على جذب الكفاءات بالإضافة إلى رأي الأكاديميين والخريجين ونسبة الطلبة إلى الطاقم التعليمي. الغريب في التصنيف الجديد أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها كان لها من بين الجامعات المصنفة لأعلى 500 جامعة لعام 2006م 167 جامعة بينما القارة الإفريقية بكاملها لم تحظ سوى بجامعة واحدة جاءت في المركز 401 البرازيل التي كانت في المركز 22, وسنغافورة التي حلت بعدها والمكسيك 25 و"جنوب إفريقيا والهند واليونان وبولندا و"هنغاريا". وكان لسويسرا 16 جامعة وضعتها في تصنيف الـ500 في المركز الثامن بين الدول صاحبة الجامعات الكبرى. أما سنغافورة فقد حلت في المركز 23 برصيد جامعتين. أما عن الجانب الأكثر طرافة في تصنيف الجامعات العشرين الأول أن ثلاث دول هي أمريكا وبريطانيا واليابان سيطرت عليه وكان نصيب أمريكا 17 جامعة والمملكة المتحدة جامعتان و اليابان جامعة واحدة وهو ما يحدد مواقع هذه الدول أيضا في موازين القوى العلمية في عالم المستقبل. أما تصنيف " آيه آر دبليو يو" الصيني والذي أعطى للجامعات العربية صفرا كبيرا بين جامعات العالم. أعطى لأمريكا المركز الأول وأوروبا الثاني وكان ذلك في قائمة أحسن 20 جامعة وأحسن مئة جامعة وقد استمر التفوق الأمريكي الأوروبي حتى في قائمة أفضل 500 جامعة حاصدا بالنسبة لأمريكا 198 جامعة وبالنسبة لأوروبا بدولها جميعا 205 جامعات وذلك حسب تصنيف البروفيسور الصيني لو, وقد تحددت مراكز الجامعات فيه حسب ما قدمت من علماء وباحثين حاصلين علي جائزة نوبل أو أي ميداليات في تخصصاتها بالإضافة إلى ما قدمت من أبحاث في مجالات الطبيعة أو العلوم, كما راعى التصنيف الذي أعده البروفيسور الصيني لو الجامعات التي لديها عددا هاما من البحوث المدرجة في "scie", أو "ssie", أو" ahci" وذكر البروفيسور نيان ساي لو أنه استعرض 2000 جامعة من أنحاء العالم صنف منها 500 باعتبارها أعلى الجامعات على مستوى العالم ولم تكن معاييره في التصنيف على أساس جودة التعليم أو الإدارة أو طبيعة الحرم الجامعي أو الإسهام الوطني لكنه حدد موقع الجامعات العالمية حسب أدائها الأكاديمي والبحثي وهو يعد حسب رأي البحث معيارا جيدا لسمعة الجامعة العالمية. وفي الوقت الذي تحدد موقع الجامعات الأمريكية حسب تصنيف لو في المركز الأول ضمن جدول يضم أعلى 20 جامعة على مستوى العالم حيث حصدت 17 مركزا، بينما حصلت أوروبا على مركزين وآسيا على واحد وخرجت إفريقيا بجامعاتها من السباق كما خرجت من سباق المئة وسباق المائتين ولم تحصل إلا على نقطة واحدة ضمن سباق الـ300 بينما حصلت جامعاتها على أربعة مراكز في جدول أعلى 500 جامعة على مستوى العالم.
منقول