وليد الحسينيوضعت منظومة كرة القدم ممثلة في إتحاد كرة القدم على المحك وعليها إثبات قوتها أمام قوة محمد روراوة رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم التي أظهرها في مواجهة مسؤولي إتحاد كرة القدم وتمسكه الشديد بإعتذار سمير زاهر رئيس إتحاد كرة القدم المصري بسبب أحداث مباراة مصر والجزائر يوم 14 نوفمبر الماضي .
روراوة تشدد وتمسك بتشدده وطالب بضرورة إعتذار إتحاد الكرة المصري قبل الموافقة على تسوية الخلافات بينهما ، في الوقت الذي نشعر فيه بمهادنة المسؤولين المصريين ولا يتخذون نفس الموقف المتشدد الذي يتخذه روراوة ، وأصبح إتحاد الكرة المصري في موقف المدافع أو بمعنى أدق إتخذ الإتحاد الجزائري موقف الفعل ويقف الإتحاد المصري كرد فعل ، وهو أمر غير مقبول لحجم الكرة المصرية وتاريخها الطويل ، وعلى المسؤولين في الإتحاد المصري تغيير موقفهم ويتخذوا موقفا أكثر حزما .
منح محمد روراوة جميع المراقبين شعورا بأنه الأقوى والأشد وكأنه يمسك على إتحاد الكرة المصري ذلة ، بدليل التشدد الذي يتخذه في مواجهة جميع المسؤولين في إتحاد الكرة المصري ، وعلى إتحاد الكرة أن يثبت عكس ذلك لأن إستمرار الوضع على ما هو عليه أمر غير مقبول .
فقد خرج أحمد شاكر عضو المكتب التنفيذي لإتحاد شمال أفريقيا الذي يرأسه محمد روراوة ليؤكد أن إيقاف إبراهيم حسن لمدة خمسة سنوات بسبب روراوة سيرفع ، وهو ما أكده محمود الشامي عضو مجلس إدارة إتحاد الكرة ، ولكن روراوة خرج لينفي هذه المزاعم – على حد قوله – ولم نجد في مصر من ينفي ما قاله روراوة ليشعر الجميع ان رئيس الإتحاد الجزائري يتحكم في مصير الكرة المصرية في ظل خنوع مسؤولينا .
الغريب أن إتحاد الكرة المصري مازال متمسكا بعضويته في إتحاد شمال أفريقيا وهو إتحاد غير معترف به بعد كل مل قام ويقوم به محمد روراوة ، بل أن القرار السابق الذي إتخذه إتحاد الكرة المصري بتجميد عضويته في إتحاد شمال أفريقيا عقب أحداث مباراة مصر والجزائر بالسودان لم يفعل ولو ليوم واحد وكأن هناك مصالح ومكاسب شخصية وراء هذا ذلك .
الإعلام الرياضي التليفزويوني أصبح هو الأخر على المحك بعد حالة الإنفلات الشديدة التي إنتابت مقدمي البرامج الرياضية ، وأصبح السباب هو سمة هذا الإعلام وهو ما يأخذ من رصيد الإعلام الرياضي المصري الذي بنى سمعته وتاريخه بجهود كبيرة من رواده الذي أسسوا للإعلام الرياضي في المنطقة العربية على مدار سنوات طويلة .
تحول الإعلام الرياضي التليفزيوني عن رسالة الإعلام وترك أصحاب المحطات التليفزيونية الحبل على الغارب لمقدمي برامجهم ولم يعد هناك إحترام للمشاهد ، وأصبحت أغلب البرامج التليفزيونية وسيلة لتصفية الحسابات الشخصية بين مقدمي البرامج الرياضية من أجل ما يسموه بـ " التسخين " بحثا عن إثارة رخيصة ، وسيذكر التاريخ أن المحطات التليفزيونية حطت من شأن الإعلام الرياضي .
لاشك أن لاعبي كرة القدم السابقين لعبوا الدور الأكبر في الإساءة للإعلام الرياضي بعدم معرفتهم بقواعد الإعلام ، خاصة وأنهم إمتهنوا مهنة لا يعرفون قواعدها ولم يبذل أصحاب القنوات التليفزيونية أي مجهود لتعليمهم أصول المهنة ، فنجد منهم الأن من يجهل بأبسط قواعد اللغة العربية والمتصابي والشتام .
على البرامج الرياضية التليفزيونية أن تعيد حساباتها وترتيب أوراقها من جديد قبل فوات الأوان لأن إستمرار الوضع على ما هو عليه ينبأ بكارثة ، وعلى مسؤولي القنوات التليفزيونية أن يضعوا أساسا للعمل الإعلامي بعيدا عن الإثارة وتصفية الحسابات