أحمد سعيديعلم الجميع داخل الزمالك من هو النجم الأول للفريق. ليس شيكابالا أو هاني سعيد، ولكنه عبد الواحد السيد، ومع ذلك يصر بعضهم داخل النادي الأبيض على المغامرة بدفعه إلى النادي الأهلي من خلال مفاوضات غير ذات جدوى مع عصام الحضري.
عبد الواحد السيد هو نجم الفريق الأول ليس لأنه حارس ممتاز صاحب إنقاذات رائعة وكأنه أخطبوط بثمانية أذرع فحسب، ولكن لأنه زمالكاوي حتى النخاع.
لم يسبق له محاولة لي ذراع النادي للحصول على ميزة إضافية أو طمعا في مزيد من الأموال، قائد للفريق يستطيع السيطرة على شطحات اللاعبين الكبار ويساند الصغار منهم، لم يتقاعس اطلاقا عن التواجد في أوقات الأزمات قبل اللقاءات السهلة، ما جعله الأقرب إلى قلوبهم فيما كانو يهتفون ضد شيكابالا وجمال حمزة وطارق السيد وباقي النجوم.
عبد الواحد السيد لم يدخل يوما في شجار مع المشجعين الغاضبين، كان دائما يلتمس إليهم العذر ويؤكد أن الخطأ من اللاعبين الذين لا يقدرون اسم الزمالك أو يستطيعون وضعه بين الكبار حيث ينتمي. في أوقات الإصابة، يشجع الفريق أمام التليفزيون كجماهير الدرجة الثالثة وينفعل مع كل كرة ويغضب عن الخسارة ويقفز فرحا للمكسب والأهداف.
عبد الواحد السيد يساعد الحارس الصاعد عماد السيد ويؤكد في كل مكان أنه مستقبل الزمالك، ويتبرع بأموال يحتاجها اللاعبون الناشئون في نادي الزمالك حتى يتعمق انتمائهم إلى ناديهم ويجدون نموذج إيجابي يحتذون به مستقبلا.
وكما قلت في البداية، هو أيضا حارس ممتاز، والعرض الذي قدمه أمام الجونة، مواصلا إنقاذ مرمى فريقه من أهداف محققة مثلما يفعل منذ بداية الموسم، والمواسم الماضية، التي كان يخسر الفريق الأبيض فيها بهدف أو هدفين من أصل عشر فرص خير دليل على ذلك.
ولكن يبدو أن كل ما سبق ليس كافيا لمسؤولي الزمالك كي يوفروا له الدعم المطلوب، ويعاملونه كقيمة كبيرة ورمز للكرة في النادي خلفا للنجم المعتزل حازم إمام، بل يسيرون على طريق "تطفيشه" حتى ولو بصورة غير مباشرة بالتفاوض مع عصام الحضري.
وأمر هذه المفاوضات لم يعد سرا، فالحضري أفصح عنه، وإبراهيم حسن اعترف به، والجميع الآن يترقب إذا ما كان الطرفان سيتوصلان لاتفاق رسمي بدءا من الموسم المقبل.
ولكن يبدو أن كل ما سبق ليس كافيا لمسؤولي الزمالك كي يوفروا له الدعم المطلوب، ويعاملونه كقيمة كبيرة ورمز للكرة في النادي خلفا للنجم المعتزل حازم إمام، بل يسيرون على طريق "تطفيشه" حتى ولو بصورة غير مباشرة بالتفاوض مع عصام الحضري
وبالطبع لا خلاف على الحضري كأفضل حارس مرمى في تاريخ منتخب مصر، بل ربما في إفريقيا باعتراف الجميع داخل القارة نفسها، ولكن السؤال: هل يحتاج الزمالك إليه في ظل وجود السيد وبجانبه محمد عبد المنصف، وخلفهما الصاعد عماد السيد؟
الجميع يعلم أن المنافسة الشديدة بين عبد الواحد وعبد المنصف كانت سببا في تأمين مرمى الزمالك من جهة، وخوض الحارسين أوقاتا صعبة من جهة أخرى بسبب عدم استمرارهما في اللعب بصورة أساسية مع ما يمتلكانه من مهارات عالية، فهل يريدون إضافة ثالث إليهما والتضحية بالحارس الشاب أم إبعاد أحد الحارسين الكبار – وهو غالبا عبد الواحد السيد - من أجل الحضري؟؟
في كلا السيناريوهين، الزمالك خاسر لا محالة. فالتفريط في حارس شاب من أجل ثلاثة حراس فوق الـ32 عاما ليس قرارا حكيما والجميع يعلم أيضا أن عبد الواحد السيد قد يرضى بالجلوس بديلا للحضري مع منتخب مصر، ولكنه لن يرضى بأن يضحي بمكانه الأساسي في بيته الذي أعطى له كل عمره من أجل الحضري، لاسيما وأنه لم يقصر إطلاقا مع الزمالك طوال مشواره.
وفي هذه الحالة يمهد الزمالك الطريق لحصول الأهلي على خدمات عبد الواحد السيد على طبق من ذهب، خاصة وأن الأهلي لايزال يعاني من أزمة في هذا المركز منذ رحيل الحضري، رغم التعاقد مع رمزي صالح وشريف إكرامي ومنح الفرص تلو الأخرى لأمير عبد الحميد ثم أحمد عادل عبد المنعم.
ومع كامل الاحترام للحضري، فإن انتقاله للزمالك لا يضمن له أو للفريق النجاح، خاصة مع رغبات الحضري المتجددة في الاحتراف خارجيا، وووضع مستحقاته المالية على رأس أولوياته، وهو أمر لم ولن يحدث أبدا مع عبد الواحد السيد.
كما أن صفقة الحضري ليس لها جدوى فنية أيضا، لأنه لاعب يتقاضى مبلغا ضخما في مركز لا يحتاج الزمالك فيه إلى تدعيم، وسيكون عبارة عن صفقة استعراضية لمجلس الزمالك، ولا يعبر عن احتياجات الفريق في الملعب والتي يراها الجميع وأولهم بالطبع حسام حسن.
فهل يساند الزمالك حارسه الأساسي ويتعامل معه بما يستحقه قائد الفريق من ثقة وتدعيم بسبب ما قدمه طوال السنوات الماضية للفريق، والمستوى الذي لايزال يقدمه إلى الآن ... أم يقدم هدية العمر للأهلي ويضرب بحب جماهير الزمالك لعبد الواحد السيد عرض الحائط؟ الإجابة فقط عند ممدوح عباس ورفاقه.
