تعد المجاورة أو المحلة السكنية العنصر الأساسي في التخطيط السليم للمدينة,والذي من أهدافه تحقيق عنصري الصحة والأمان,فالإنسان منذ بداية حياته استخدم كل الإمكانات الطبيعية المتاحة من كهوف وأشجار وصخور لتحقيق هذين الهدفين,حيث يسعى الإنسان إلى الحفاظ على صحته من المناخ,ويؤمن على حياته من المخاطر البشرية والطبيعية وخاصة الحيوانات المفترسة,وفي ظل التطور الذي شهدته حياة الإنسان والتنقل المتدرج في أساليب حياته والتي بدأت بالكهوف ثم الأكواخ وبيوت الشعر والخيم وبيوت الطين ثم البيت العربي القديم وصولا إلى البيوت الحديثة والفلل,وقد شهدت مخططات المدن هي الأخرى تطورا كبيرا استجابة لمتطلبات حياة سكانها,فقد كانت الشوارع الضيقة جدا وتسع للعربة التي كان يجرها الحمار, وبعد ظهور السيارة اتسعت تلك الشوارع ثم ازداد اتساعها مع تزايد عدد تلك السيارات ومع زيادة الحاجة إلى أرصفة لمد خدمات البنية التحتية ,وقد كان لتطور قدرات الإنسان ومهاراته الدور الفاعل في ظهور مخططات وتصاميم حديثة,أكثر فاعلية من السابق,ومما تجدر الإشارة إليه إن المدينة تمثل نتاج التفاعل بين النظم الأرضية والبشرية,حيث تضم النظم الأرضية ما يأتي:
1- النظام المناخي
2- النظام الطوبوغرافي
3- النظام الهيدرولوجي
4- النظام البايلوجي
5- نظام القشرة الأرضية(الصخور, التربة ,الموارد الطبيعية)
إما النظم البشرية فتشمل:
1-النظام السياسي
2- النظام الإداري
3-النظام الاجتماعي
4- النظام الاقتصادي
5-النظام التكنولوجي
6-النظام التعليمي
6- النظام التخطيطي
فكل نظام من تلك الأنظمة سواء كان طبيعي أو بشري له اثأر معينة مباشرة أو غير مباشرة على تركيبة المدينة,وان كانت تلك التأثيرات متباينة من نظام لأخر,ولكن في النتيجة يتمخض عنها نوع المدينة من حيث الشكل والحجم والوظيفة والتطور,إن تنظيم توزيع استعمالات الأرض الحضرية يعتمد على المخططات التي يتم وضعها للمدينة,والتي تكون مخططات شاملة وتفصيلية,والذي يهمنا في هذا المجال هو التخطيط التفصيلي لمجاورة سكنية,والمعايير التي يجب اعتمادها في تخطيطها والأنشطة التي تتضمنها بما يحقق الراحة للإنسان,بحيث يؤخذ بنظر الاعتبار الجوانب المناخية العامة والبيئة السائدة,وتكون المحلة السكنية النواة الأساسية للتخطيط السليم الذي يحقق الحياة المناسبة للإنسان بعيدا عن المخاطر الطبيعية والبشرية,والمحلة السكنية تضم عدد من البلوكات السكنية سواء كان سكن أفقي أو عمودي,وتضم عدد من الخدمات المجتمعية من مدارس ومراكز صحية وترفيهية ودينية وتجارية وطاقة,فضلا عن خدمات البنية التحتية, وبما ينسجم وعدد سكان تلك المجاورة أو المحلة,حيث يزداد عدد سكانها في المدن الكبيرة وقد يتجاوز 10 ألاف نسمة,ويقل عدد سكانها في المدن الصغيرة وربما لايزيد عن 5 ألاف نسمة,ويكون توفير تلك الخدمات وفق المعايير المساحية والمسافية والاستيعابية والمعايير الحجمية أو الوزنية,فلكل فرد حصة محددة من تلك الخدمات يجب على المخطط مراعاتها,ومن الجوانب الأخرى المهمة الموقع والموضع, فقد توجد بعض العناصر الموضعية من تربة ومناخ ومياه جوفية ومخاطر فيضان وانحدارات تؤثر على المخططات والتصاميم و توزيع استعمالات الأرض,كما توجد عوامل موقعية مثل الموقع على بحر أو تحت تأثير الصحراء,حيث يكون التصميم منفتح باتجاه البحر ومغلق من جهة الصحراء التي تعد مصدر التلوث الطبيعي,وقد يتطلب ذلك تخطيط حزام اخضر يحد من تاثير الصحراء,كما يجب مراعاة الأمان في التنقل بين إنحاء المحلة دون مخاطر مرورية
وهذا يعني يجب إن تتضمن المحلة السكنية ما يأتي:
1- خدمات تعليمية كافية حسب عدد السكان(مدرسة ابتدائية,روضة أو دار حضانة على الأقل)
2- خدمات صحية حسب الكثافة السكانية(مركز صحي على الأقل)
3- خدمات ترفيهية متنوعة تناسب كل الأعمار والجنس(العاب أطفال,ملعب شباب,حديقة عامة,مركز ترفيهي نسائي,مقهى عام ,مقهى انترنت,مكتبة عامة)
4- سوق تجاري يكفي لتوفير الحاجات الأساسية للسكان.
5- مسجد يسد حاجة سكان المحلة
6- محطة وقود لسد حاجة السكان من الغاز والبنزين والنفط وغيرها.
7- خدمات بلدية لجمع النفايات,بعد إن تحدد مراكز جمع مؤقت للنفايات تخدم كل بلوك سكني أو أكثر.
8- خدمات اتصال كافية
9- خدمات أمنية ودفاع مدني
10-توزيع مناطق خضراء وساحات ضمن الوحدات السكنية والتي تعد متنفس للأطفال العوائل.
11-توفير مواقف سيارات كافية ضمن الوحدات السكنية وعند مراكز الخدمات
12-منع المرور النافذ يمر وسط المحلة,ويفضل العمل باسلوب الطرق المغلقة.
13-توفير ممرات للمشاة تربط بين كل أجزاء المحلة لغرض التنقل من خلالها نحو الخدمات دون الحاجة إلى استغلال السيارة,وفي تلك العملية فوائد عدة منها تحقيق الأمان للسكان, كما تحقق منفعة صحية,حيث تعد رياضة المشي شيء مهم لكل إنسان.
14-توفير خدمات البنية التحتية من ماء وكهرباء وصرف صحي ضمن المرات الرئيسية.
ومن خلال ملاحظة النظام التخطيطي في مدننا العربية فانه من المؤسف يفتقر في اغلب الدول العربية إلى المبادئ الأساسية في التخطيط,حيث لم يطبق نظام المجاورة أوالمحلة السكنية,ويتم تخطيط مجمعات من الأبنية اليتيمة التي لاتتوفر فيها الخدمات المطلوبة ولا تحقق الأمان الكافي لسكانها,ويعود ذلك إلى الجهل في تخطيط المدن,والذي يتم إسناده إلى كوادر قد تكون هندسية وليست تخطيطية,علما إن التخطيط شيء والهندسة شيء أخر ولكن يكمل بعضهما الأخر,فمهمة تخطيط المدينة وتوزيع استعمالات الأرض هذا تخطيط,وبعد الانتهاء من مهمة التخطيط يبدأ عمل المهندس في تصميم تلك الاستعمالات حسب ما يحدده المخطط,ونظرا لوجود هذا التداخل في المهام لذا كثرت مشاكل مدننا وتحولت إلى بيئة غير أمنة وغير صحية,وعليه نحتاج إلى وقفة جادة في بناء أجيال قادمة تمتلك القدرة على توفير البيئة الحضرية المناسبة من خلال التخطيط السليم وفق الأسس والمعايير التخطيطية الصحيحة.
وأخيرا وليست أخرا نسأل الله تعلى إن يوفقنا وإياكم لمافيه الخير للناس اجمع, وادعولنا بالخير إن أصبنا وانصحونا إن أخطئنا والكمال لله وحده مولى الصالحين المتقين.
المجاروة السكنية
Neighborhood Unit
في عام 1923م اقترح رائد من رواد التخطيط إسمه بيري وهو أمريكي فكرة المجاورة السكنية أساساً في كل من الميدانين الاجتماعي والإسكاني كوحدة أساسية في اعادة تخطيط المدن, وقال أن شعور الانتماء الولاء إلى الحي السكني أو المجاورة السكنية يمكن أن يحل كثير من المشاكل الاجتماعية. والمجاورة السكنية التي يقترحها بيري يحدها من الخارج شوارع رئيسية, وبالداخل شبكة شوارع فرعية توفر الهدوء والأمان, وبها مدرسة تسع مابين 300-400 تلميذ, يعتمد عليها سكان المجاورة الذين يبلغ عددهم حوالي 5000 نسمة, وموقع المدرسة في المركز الجغرافي للمجاورة, ويوجد بالقرب منها حديقة عامة وبعض المباني العامة ومجموعة من المحلات التجارية ودور العبادة والمركز الاجتماعي, وتبلغ مساحة المجاورة حوالي 808 دونم وتصميم المجاورة لا يسمح بأن يسير الطفل أكثر من نصف ميل حوالي 800متر.
هلبرزيمر وفكرة التوسع الأفقي Hilbersiemer
اقترح رائد من رواد التخطيط المهندس المعماري هلبرزيمر وحدة تخطيط ذات شكل طبيعي خاص يمكن على أساسه إعادة تخطيط المدن القديمة وبناء المدن الجديدة, والوحدة التي يقترحها هلبرزيمر يمكن ربطها ببعض بواسطة طريق مرور رئيسي لتكوين المجتمع الأكبر (المدينة) ويمكن أن تشمل المدينة أي عدد من هذه الوحدات, ويسمح موقع الوحدات على الطريق بزيادة عددها كلما دعت الحاجة إلى التوسع في المدينة.
الوحدة مخططة على أساس أن تكون محدودة الحجم تحتوي على ضروريات المجتمع المحلي الصغير, فكل وحدة يتوفر فيها مكان للتجارة والتعليم والادارة والثقافة والترفيه ومكان للصناعات,فتقع المناطق الصناعية على جانب الطريق الرئيسي, وعلى الجانب الآخر توجد المحلات التجارية والادارية والسكنية والحدائق العامة والمساحات الخضراء التي تتوسطها الملاعب والمدارس والمباني العامة للمجتمع المحلي, والشوارع التي تخدم المناطق الصناعية مقفولة النهايات ولهذا لا يوجد مرور طولي داخل الوحدة التخطيطية, كما أن أقصى مسافة من أبعد مكان إلى مكان العمل لا يزيد عن 20 دقيقية سيراً على الاقدام, لهذا لا توجد حاجة إلى وسائل مواصلات دراخلية.
الفكر الاجتماعي:
طالب رواد التخطيط العمراني بضرورة عمل دراسات مكثفة عن الوحدة الاجتماعية الأساسية (المجاورة) السكنية التي يتكون منها المجتمع الكبير, حيث أن هذا المجتمع (من القرية إلى المديتة حتى الأقليم) ماهو الا تجميع لهذه الوحدات الاجتماعية.
لذلك اقترح رواد التخطيط أن يكون حجم هذه الوحدة ليس بالكبير للدرجة التي تتحطم عندها الاتصالات والعلاقات الشخصية, ولا بالصغير للدرجة التي تفشل معها الوحدة في تحقيق التنوع والاختلاف, وأن تضم هذه الوحدة كل طبقات المجتمع ولا تجمل بين طياتها أي تمييز أو تفاوت.
واعتبر رجال الاجتماع أن مابين 5.000 إلى 10.000 آلاف نسمة حجم مناسب لوحدة اجتماعية, على أساس أن مثل هذا الحجم يبرر إنشاء مدرسة ابتدائية, وأن له مميزات مالية وإدارية ولا سيما أن كثير من التخطيطات سواء كانت بهدف توسيع أو إمتداد الحضر أو إعادة بناء المدن اتخاذ هذا الحجم كوحدة أساسية في عمليات التخطيط. كما أكدوا أنه يجب أن يؤخذ في الإعتبار أن هذه الوحدة الاجتماعية (المجاورة السكنية) هي نظرية لابأس بها وممتازة تحت ظروف وأحوال معينة, ولكن في نفس الوقت لا يمكن تطبيقها والأخذ بها بدون حدود وبدون قيد ولا شرط.
في روسيا اقترحت أحد المدارس الروسية هياكل هرمية للسكان تتخذ أساساً إعادة تخطيط مدنهم وهي:
• وحدة تخطيط سكنية 100 شخص
• وحدة مجاورة سكنية 5000 شخص
• قسم اداري Borough أصغر من مدينة 40.000 شخص
• حي أو منطقة District 240.000 شخص
وانشئت في الولايات المتحدة عدد من الضواحي كما خططت أربعة مدن صغيرة (ضواحي) ذات أحزمة خضراء هي: جرين ديل وجرين هيل وجرين بلت وجرين فالي
(Green Del-Green Hill- Green Built- Green Valley) يتراوح حجم الضاحية من 3.000 إلى 7.000 آلاف نسمة على أساس فكرة المدينة الحدائقية, وقد نفذت الثلاث ضواحي الأولى ولم تنفذ الضاحية الرابعة.
رؤية معاصرة للمجاورة:
في عام 1977 وضع المؤتمر العالمي لخبراء التخطيط والعمارة والأسكان في فانكوفر تعبير مرادف للمجاورة السكنية (Pedestrian Precinct) قصد به الحيز الخاص بالمشاه نصف قطرة (400-500متر) وفي نطاقه يمكن الحصول على الخدمات اليومية, ووضعت معايير للهذا المستوى وفقاً لتوصيات المؤتمر كالآتي:
• حجم الأسر يتراوح بين 600-2000 أسرة (3000-8000 نسمة) وذلك وفقاً لحجم الأسرة.
• توفير الخدمات اللازمة في هذا الحيز للأفراد من مختلف الأعمار والدخول والنوعيات الاجتماعية.
• مشاركة السكان في عملية وضع القرار بالنسبة للادارة والتنظيم والصيانة وأنشطة الحياة المختلفة.
• يجب أن يشمل الاستعمالات المختلفة الملائمة للأعمال والعمال خاصة في مناطق إسكان محدودي الدخل ويجب أن تخطط مناطق الأعمال التجارية والأسواق والصناعات الخفيفة والفراغات للأعمال المختلفة.
• يجب أن ينمو التكوين العمراني وفقاً لأساليب الحياة والقيم الحضارية والمتعلقة بهؤلاء الناس.
• يجب الحفاظ على القيم التاريخية وأن تؤخذ في الاعتبار عند تنمية الموقع.
• يجب أن يحتوي الحيز على المرافق العامة التي تتناسب مع الحجم والموقع.
• يجب أن يخدم الحيز شبكة من المسارات المناسبة.
• يجب أن يخطط الحيز لحركة المشاة.
• الخصائص المحلية من الناحية الاقتصادية والطاقة أو المواد الخام يجب أن تسيطر على عملية تخطيط هذا الحيز.
• يجب أن يكون لهذا النطاق شخصيته في اطار الحي السكني الأكبر.
• يجب أن يحدث ترابط بين المنطقة والنسيج العمراني للحي السكني.
• يجب أن يصمم الموقع بحيث يتلاءم مع النواحي الطوبوغرافية والبيئية للموقع وكل ذلك في اطار التنمية العمرانية والاجتماعية والاقتصادية.
ويرى البعض أن المجاورة السكنية تشكل وحدة تخطيطية ملائمة في المدن الصغرى والمتوسطة.
المتطلبات الأساسية لإختيار موقع المجاورة السكنية
The Basic Requirements for Site Selection
أولاً : المجاورة كأساس للمعدلات البيئية
The Neighborhood as a Basis for Environmental Standards
تعرف كل أسرة إلى حد ما أهمية الوضع الطبيعي للمسكن, والسؤال الذي يطرح نفسه هو إلى أي مدى تمتد البيئة العامة المحيطة بالمسكن؟ ويوجد شبه اتفاق أن هذه البيئة, هي المساحة التي تتوفر فيها كل الخدمات العامة التي تحتاجها الأسرة العادية وتحصل عليها بدون مشقة.
ويجب أن تتعامل مقاييس البيئة السكنيةمع أصغر وحدة جغرافية تشمل مثل هذه الخدمات, وحدة تسمح بتنظيم ما يحيط بالمسكن للحد من الاخطار وتوفر الراحة والتي يمكن أن توفر شكل طبيعي مناسب وملائم لتنمية حياة المجتمع المحلي, ومن خلال النبذة التاريخية أن هناك اتفاق تام على أن أصغر وحدة تخطيطية هي المجاورة السكنية.
ولقد افترض انه من أجل الأغراض التخطيطية فسيتحدد امتداد المجاورة السكنية على أساس خدمتها بمدرسة إبتدائية (6-12) سنة. لهذا ستعتبر المدرسة أنسب إطار للمعدلات البيئية وللاحتياجات التخطيطية, غير أنه من المعلوم أن حجم المجاورة يتوقف عملياً على الحدود الطبيعية مثل الطرق الرئيسية والفواصل الطبوغرافية والتي لا تتطابق أحياناً مع حدود دائرة تأثير المدرسة الإبتدائية.
ويساعد وجود مجاورة سكنية متكاملة على استقرار وتنمية الحياة الأسرية وحياة الفرد, وحتى تحافظ المجاورة على وحدتها يجب أن تعتمد على نفسها بالنسبة للاحتياجات اليومية, أي عندها اكتفاء ذاتياً, الا انه من ناحية أخرى يجب أن تعتمد المجاورة على المجتمع الكبير المدينة مثلاً التي هي جزء منه وذلك لتوفير فرص عمالة لسكان المجاورة وتوفير وسائل النقل العام والخدمات الثقافية والاجتماعية الكبرى التي على مستوى المدينة أو الحي (مجموعة مجاورات).
وتعتمد النظرية التي تقوم عليها المجاورة السكنية على تنظيم وترتيب الأوجه المادية أو العمرانية, إلا أن المجاورات لها تأثيرات أخرى اجتماعية, حيث أنها تهدف إلى تنمية وإثارة الهمم لكي يساهم سكان المجاورة في الأنشطة الاجتماعية, ويدور جدل حول المجاورة المثالية وهي التي تشجع على الحد من التمييز بين الطبقات من ناحية الجنس واللون والوظيفة والناحية الاقتصادية, وعلى سبيل المثال يجب توفير مساكن ذات أسعار متفاوته لكل الطبقات داخل المجاورة.
ويفرض قبول نظرية المجاورة ضرورة توفير إسكان كافي لمختلف الطبقات وكذا توفير المرافق والخدمات الضرورية من أجل صحة وامن وراحة هؤلاء السكان, ولهذا يجب أن تشمل المجاورة كل هذه المتطلبات وأن يكون الحصول عليها
سهلاً. ولهذا يجب أن تشمل المجاورة السكنية العناصر التالية:
1. خدمات إسكان: وهي عبارة عن الأراضي والمباني المخصصة للمسكن وللاستعمالات المساعدة المباشرة, وتشمل المسكن والمساحة المحيطة به المستعملة للحدائق وتجفيف الملابس ومدخل السيارة والكراج.
2. خدمات عامة خاصة بالمجاورة: وتشمل الخدمات التعليمية والثقافية والترفيهية والاجتماعية والتجارية وتستعمل هذه الخدمات مشاركة بين سكان المجاورة, ومن خواص هذه الخدمات أنها تستعمل يومياً بمعرفة فرد أو أكثر من الأسرة العادية في هذا المجتمع (Daily Needs).
3. المرافق العامة: وتشمل شبكات المياة والانارة والوقود والصرف الصحي وصرق مياة الامطار والقمامة وخدمات الحريق والبوليس والتليفون.
4. الشوارع: وتشمل كل الانشاءات المطلوبة للشوارع السطحية اللازمة لنقل الاشخاص والسلع من وإلى المسكن, وبين المساكن ومباني الخدمات العامة, وتتكون هذه العناصر أساساً من طرق للمشاه وشوارع لوسائل النقل العام والخاص, كما تشمل على المساحات المخصصة لمواقف السيارات والاشراف على حركة المرور ودوائر الاشارات الضوئية.
تحديد حجم المجاورة : مساحة وسكاناً
Limits of Neighborhood size: Area &Population
يتحكم في حجم المجاورة السكنية عاملان أساسيان هما: المساحة اللازمة لاستعمالات جميع العناصر الموضحة سابقاً, والسكان المطلوبين لاستعمال هذه المساكن والخدمات, وتحتاج المجاورة إلى مدرسة إبتدائية ذات حجم مناسب يساعد على ادارتها وتشغيلها بكفاءة, ويستلزم هذا حجماً معيناً من السكان, واما بقية الخدمات الأخرى فيمكن توفيرها لعدد أقل من السكان المطلوب توفيره للمدرسة الابتدائية, لهذا شكلت المساحة والسكان الأساسين السليمين لتحديد حجم المجاورة السكنية.
ويمكن تحديد الحد الأدنى والأقصى لحجم المدرسة بدرجة كبيرة من الصحة بين 180-720 تلميذ, ولما كان عدد التلاميذ يقع في شريحة السكان بين 6-12 سنة والتي تمثل 9% من إجمالي السكان في الدول الصناعية, لهذا يقع حجم المجاورة بين 2000-8000 نسمة بحجم متوسط 5000 نسمة.
وقد يصل حجم المجاورة السكنية في داخل المدن الصناعية الكبرى عالية الكثافة السكانية مثل لندن London ونيويورك وشيكاغو مابين 10.000-15.000 ألف نسمة.
وبالنسبة إلى المساحة فيحدد الأمتداد الجغرافي للمجاورة السكنية سهولة الوصول إلى المدرسة الإبتدائية سيراً على الأقدام, ولا ينطبق هذا المعدل بالطبع عند تحديد حجم مجاورة سكنية منخفضة الكثافة السكانية. وتقدر المسافة التي يسيرها التلميذ من أبعد مسكن إلى المدرسة بحوالي 400 متر أي مايعادل ¼ ميل إلى ½ ميل. بهذا تصبح المساحة الكلية للمجاورة في حالة وجود المدرسة في مركزها حوالي 2.250 دونم (500 فدان ) إذا كانت المسافة التي يسيرها ½ ميل 800 متر اما إذا كانت المسافة التي يسيرها التلميذ من أبعد مسكن حوالي ¼ ميل أي 400 متر, وهي المسافة المرغوبة في المجاورات عالية الكثافة السكانية فتكون مساحة المجاورة في هذه الحالة حوالي 563 دونم (125 فدان), وتخصص المساحات داخل هذه الحدود لكل عناصر من إسكان وخدمات وطرق.
شكل المجاورة: Neighborhood Shape
لا تخضع المجاورة السكنية لشكل ثابت متفق عليه وانما تأخذ أشكالاً متعددة نتيجة لشكل الموقع ومساحته, وبالطبع يؤثر شكل الموقع تأثيراً مباشراً على تخطيط المجاورة السكنية سواءاً في تصميمها أو في توزيع الخدمات بها تخطيط شبكة الشوارع.
وقد يكون الشكل المناسب للمجاورة هو الدائري أو المربع أو القريب منهما حيث يلعب مركز الدائرة دوراً رئيسياً في تمركز معظم الخدمات المطلوبة كالمدرسة والحديقة العامة والملاعب وبانصاف أقطار متساوية البعد بالنسبة للسكان, وعموماً لا تخضع المجاورة لشكل ثابت وانما تأخذ أشكالاً متعددة لكل منها حل تخطيطي مثالي يمليه موقعها وشكلها.
حدود المجاورة السكنية: Neighborhood Boundaries
أهم شيء ظاهر يحدد المساحة الحقيقية للمجاورة هو وجود حدود مناسبة للمجاورة, وغالباً ما يحد المجاورة حدوداً طبيعية كمجاري الأنهار ومظاهر التضاريس كالجبال والتلال, كما تمثل طرق المواصلات الموجودة أو المقترحة كالطرق الرئيسية السريعة والسكك الحديدية حدوداً للمجاورة, ومن العناصر الأخرى التي تشكل حدوداً للمجاورة المناطق الصناعية والتجارية والمساحات الخضراء المخصصة للترفيه.
ويجب أن تغطي حدود المجاورة كل عمليات التنمية, كما يجب أن تختار هذه الحدود بدقة حتى لا تفصل الحدود الطبيعية أجزاء من المجاورة وتمنعها من القيام بوظيفتها.
وإذا خططت مجاورة سكنية ملاصقة لأرض زراعية او أي أرض لم تجر عليها عمليات التنمية الحضارية, وبدون حدود تفصل بينهما في الوقت الحاضر, فيجب تحديد الاستعمال المحتمل لمثل هذه الأرض في المستقبل قبل وضع أي حدود.
التشريعات المنظمة للعمران: Legislations
الربط بين المساحة المراد تنميتها كمجاورة سكنية وبين المدينة التي هي جزء منها, ليس ربطاً طبيعياً فقط بل يجب أن يتعداه ليشمل العلاقة الادارية, بمعنى هل يضمن الجهاز الحكومي المحلي توفير وصيانة وتشغيل المرافق العامة والخدمات الضرورية التي ستنشأ بالمجاورة السكنية المقترحة وهل يوجد تخطيط عام يوجه عمليات التنمية العامة للحي الذي تقع فيه المجاورة؟ لهذا يجب أن يعرف المخطط مسبقاً وقبل اتخاذ أي خطوات مدى الإشراف الاداري والقانوني الذي سيطبق على المجاورة السكنية, أي يجب التأكيد من مدى وجدو قوانين للاشراف على تخطيط المناطق أو تخطيط عام للمدينة أو للأقليم الذي تقع فيه المدينة.
ويمكن أن تحدث في المستقبل بعض التغييرات غير المرغوب فيها في المساحات القريبة من المجاورة, حيث يمكن أن تدمر هذه التغييرات مشروع المجاورة للأستعمال السكني, ومن امثلة ذلك إنشاء مطار جديد بالقرب من المجاورة, ولهذا كان من المهم معرفة عمليات التنمية التي ستحدث في المستقبل بالنسبة للأراضي القريبة منها.
وفي حالة وجود لجنة تخطيط سواء على مستوى المدينة أو المركز الاداري فيجب استشارتها بالنسبة لمشاكل التنمية التي تحدث في المستقبل, وفي حالة عدم وجود مثل هذه اللجان فيجب على المخطط الإتصال بالسلطات المحلية مثل مجلس المدينة أو مهندس تنظيم البلدية, وبالطبع سوف تساعد نصائح هؤلاء المسئولين المخطط عند تخطيط المجاورة وجعلها متمشية مع عمليات التنمية التي ستحدث في المستقبل بالنسبة للأرض القريبة من المجاروة المقترحة.
حجم الأسرة : Family Size and Composition
تعتمد كثير من القرارات التخطيطية على إجمالي تعداد السكان وعلى البيانات السكنية الأخرى مثل تكوين الأسرة, فتختار المساكن المختلفة لتناسب الأسرة المختلفة في أحجامها ونو عياتها ومستوياتهم, كما تضم المدارس والملاعب والخدمات العامة الأخرى حسب حجم السكان توزيعهم حسب أعمارهم, ويلاحظ أن تعداد السكان أرقام ليست مطلقة, بل تتغير هذه الأرقام جغرافياً وحسب حجم المدينة كما تتغير باستمرار حسب معدلات المواليد والوفيات وعملية تطور الأعمار.
ثانياً: إختيار الموقع وخواصه الطبيعية:
Site Selection and Physical Characteristics
إختيار الموقع
يتلخص الهدف من إختيار موقع مجاورة أن يكون الموقع مناسباً لعمليات التنمية العمرانية لتوفير المساكن وشبكة من الشوارع والخدمات الضرورية والمرافق العامة بطريقة مخططة ومنسقة لهذه الاستعمالات وفي حدود افتصاديات الأسر التي ستعيش في هذه المجاورة, وبعبارة أخرى موقع خالي من العوامل البيئية غير المرغوب فيها.
إختيار موقع المجاورة خطوة لا يمكن الرجوع فيها أو إصلاحها إذا تمت, وهي غالباً ما تفصل بين نجاح وفشل المشروع, لهذا السبب كان إختيار الموقع له اهمية خطيرة, ونادراً ما يوجد الموقع المناسب لمجاورة, وتعمل مقارنات بين المميزات الموجودة في الموقع والتي تشجع على إختياره وبين العيوب التي يمكن الحد منها في حالات معينة أو تقبل كعيوب بسيطة, ولكنها في نفس الوقت مساوئ ضرورية, وغالباً مايكون الخط الفاصل غير واضح ويعتمد على التكاليف,
والمشاكل التي تتعلق بموقع المجاورة أنواع, منها مشاكل واضحة يمكن الحكم عليها مباشرة من أول زيارة للموقع, ومنها مشاكل تكون تحت سطح الأرض, لا يعرفها إلا أخصائيون في مجال جيولوجية الأرض, ومنها مشاكل تتغير مع فصول السنة, مثل الأرض التي تكون جافة في فصول الربيع وتغمرها المياه الجوفية في فصل الخريف مثلاً.
لهذا يجب أن تؤخذ العوامل الواردة فيما بعد في الإعتبار عند إختيار الموقع.
التربة: Soil and Subsoilيجب أن تكون التربة وما تحتها مناسبة لعمليات الحفر والتسوية وتمهيد الموقع بالنسبة لعمليات إنشاء المباني وكذا بالنسبة لمد خطوط المرافق العامة وزراعة النباتات من أشجار وشجيرات وحشائش, كما يجب أن تكون طبقات الأرض التي تقع تحت طبقة التربة السطحية قادرة على تحمل الأحمال الخاصة بالمباني بطريقة اقتصادية, وبالطبع تتوقف قدرة هذه الطبقات على تحمل هذه الأحمال على نوعيتها, فالأرض المردومة أو المكونة من رمال زئبقية لا تتحمل أحمالاً ثقيلة, لهذا تعمل الجسات الخاصة بالتربة لمعرفة خواصها وقدرتها على تحمل الأحمال, من ناحية أخرى فإن الأرض الحجرية أو الجرانيتية تكلف كثيراً في عمليات الحفر اللازمة لمد خطوط المرافق العامة أو لإنشاء بدرومات.
منسوب المياه الجوفية: Ground Water Level
يشمل إختيار الموقع عوامل أساسية أخرى منها أن يكون مستوى منسوب المياه الجوفية منخفضاً لدرجة تسمح بحماية البدرومات من الفيضانات وحماية خطوط المجاري من تداخل المياه الجوفية معها, ويلاحظ أن مياه الرشح الناتجة من إرتفاع منسوب المياه الجوفية تؤثر تأثيراً بالغاً على الموقع ما لم يكن هناك إحتياطات لذلك.
وإذا كان هناك إتجاه لإنشاء بدرومات في مساكن المجاورة يجب أن يكون مستوى المياه الجوفية منخفض عن أرضية هذه البدرومات, وحتى إذا لم يكن هناك إتجاه لإنشاء بدرومات فإن منسوب المياه الجوفية القريب من سطح الأرض يسبب رطوبة في الفراغ الموجودة تحت المباني حيث تسبب هذه الرطوبة مشاكل وتكاليف باهظة.
ولا تحدث عملية غمر أرض موقع المجاورة بمياه الفيضان (الرشح) نتيجة إرتفاع منسوب المياه الجوفية الموجودة في نفس أرض الموقع فقط بل قد يحدث ذلك أيضاً نتيجة عمليات مماثلة على موقع قريب من موقع المجاورة المختار.
التضاريس: Freedom From Topographic Accident Hazards
يجب ألا تكون الأرض منحدرة إنحداراً شديداً حتى تسهل عمليات التسوية لإنشاء المساكن دون تكاليف باهظة, كما يجب أن تقام المساكن في مواقع تسمح مناسيبها بوصول المياه الموجودة في شبكات مواسير مياه الشرب والحريق إليها, وبمعنى آخر يجب أن يكون منسوب المياه الموجود في الشبكات أعلى من منسوب المساكن.
ويؤثر إتجاه ميل الأرض بالنسبة للرياح والشمس على تنمية سليمة, فعللى سبيل المثال ميل الأرض في إتجاه الجنوب محبوب ومرغوب فيه بالنسبة لأشعة شمس الشتاء وضرورة وصولها إلى غرف النوم.
كما يجب أن تسمح التضاريس بسهولة الوصول إليه بالسيارة أو سيراً على الأقدام, وكدا سهوله السير بداخله, كما يجب أن تسمح التضاريس بعمليات التسوية الاقتصادية حتى يمكن أن تطابق ميول وإنحدارات الشوارع والمماشي المعدلات المسموح بها.
وأيضاً يجب أن تسمح التضاريس بعمليات التسوية الاقتصادية للأرض اللازمة للمسكن وما حوله من ملاعب أطفال والشباب وحديقة المجاورة, كما يجب أن تكون المساحة المطلوب اختيارها خالية من حالات التضاريس التي قد يتسبب عنها حوادث خطيرة مثل الحفر المفتوحة والأشياء التي تخدع الرؤيا.
ثالثاً: إمكانيات الحصول على الخدمات الصحية والحماية:
Availability of Sanitary and Protective Services
مياه الشرب والصرف الصحي: Water Supply and Sanitary Sewage
يمكن تنمية مجاورة سكنية على موقع عندما تتوفر فيه المياه النقية الكافية والصرف الصحي, أو عندما يمكن التخلص من فضلات الإنسان بدون أخطار صحية, وحيثما وجدت بلدية أو مجلس محلي وتوفرت فيها شبكات المياه والصرف الصحي التي يمكن أن تستعملها المجاورة المقترحة فتصبح عملية توفير مثل هذه المرافق مسئولية البلدية, وفي حالة عدم وجود مثل هذه المرافق فسوف تتوقف فائدة الموقع المختار للمجاورة على إمكانية إنشاء هذه المرافق وتشغيلها إقتصادياً.
القمامة: Removal of Refuseمن المهم التأكد أن الموقع المختار لإقامة مجاورة سكنية عليه به وسائل فعالة للتخلص من الفضلات المنزلية وبالذات القمامة وكذا المواد القابلة للإشتعال, وقد يمكن التخلص من القمامة على موقع المجاورة المختارة نفسها إذا تم ذلك بدون أخطار صحية, وتجمع القمامة من المساكن على فترات زمنية, وتختلف عملية الجمع من يومياً في الطقس الحار إلى أسبوعياً في الطقس البارد.
الطاقة والإتصالات: Power, Fuel and Communication
القوى لكهربائية أصبحت ضرورية في كل مسكن, ويمكن أن تصل هذه القوى إلى موقع أي مجاورة عن طريق خطوط الضغط العالي, او بتوفيرها على أرض الموقع إذا اقتضت الضرورة ذلك, لهذا لا يمثل عامل توفير القوى الكهربائية عاملاً رئيسياً في إختيار موقع المجاورة. إلا أنه يجب أن يؤخذ في الإعتبار ضرورة توفير هذه القوى الكهربائية بسعر مناسب لسكان المجاورة عندما تستخدم هذه الطاقة في الطهي وتسخين المياة والتدفئة.
وخدمة التليفون مثل الكهرباء يمكن توصيلها إلى أي منطقة ولا تمثل عاملاً هاماً في إختيار موقع المجاورة.
الحماية من الحرائق: Fire Protection
يجب التأكد عند إختيار موقع المجاورة من إمكانية توفير المياه اللازمة لإطفاء الحرائق, وتمثل هذه الكميات في أغلب الأحوال أقصى حمل من المياه المطلوب توفيرها لسكان المجاورة. وتتوقف إمكانية الحصول على خدمة فرق إطفاء الحريق وأجهزتها من المدينة إلى موقع المجاورة الجديدة على علاقة الادارية بين المجاورة والمدينة وهل تدخل المجاورة مثلاً في كردون المدينة؟ وعندما يطلب توفير هذه الخدمة بمعرفة المجاورة المقترحة فستمثل تكاليف توفيرها عاملاً هاماً في إختيار الموقع.
رابعاً: الأخطار المحلية والمضايقات الأخرى:
Freedom From Local Hazards and Nuisances
يجب أن يكون الموقع المختار خالياً من الأخطار التي تتعلق بصحة وحياة سكان المجاورة, وان يكون خالياً بقدر الإمكان من الأخطار البسيطة والمضايقات الأخرى, ومن أمثلة ذلك الحد الأدنى بيم شريط السكة الحديد ومساكن المجاورة, كذلك هناك بعض المضايقات التي تتعرض لها المدينة مثل الدخان الصاعد من فوهات المداخن في بعض المدن الصناعية ولكن لا توجد معايير تقيس مدى خطورة بعض هذه المضايقات كما لا توجد معايير لإختيار الأرض بالنسبة لهذه الأخطار.
الحوادث: Accident Hazards
ترتبط أخطار الحوادث مع حركة مرور السيارات والحريق والانفجارات والسقوط والغرق, وتنتج عن معظم هذه الحوادث من حركة مرور السيارات بالشوارع. ولهذا يجب ألا توضع المساكن في مناطق تقع في دائرة تأثير مصادر أخطار الحريق والسيول كما يجب أن تكون هناك مسافة كافية بين المساكن ومواقع المطارات حسب ماتحدده لوائح وتخطيط المناطق إن وجدت, وتحدد المسافة الآمنة لمصادر أخطار الحريق والسيول على أساس كل مصدر على حدة.
ومن المرغوب فيه تجنب إنشاء مساكن على مواقع قريبة من شوارع ذات كثافات مرور عالية او قريبة من سكك حديدية.
الضوضاء والاهتزازات: Noise and Vibrations
غالباً مايكون مصدر الأصوات العالية والضوضاء حركة قطارات السكك الحديدية أو المطارات أو مرور السيارات بالشوارع الرئيسية أو الصناعات الثقيلة أو صفرات البواخر, ولهذا يجب فحص الموقع بعناية وكذا الأرض المحيطة به للبحث عن مثل هذه المصادر, وحيثما وجدت فإنه يجب تحديد المسافة بينها وبين الموقع المختار مع تحديد نوعية حواجز الصوت. ويجب أن يوخذ في الإعتبار بالنسبة لحركة المرور في الشوارع حجم المرور وكثافته والتقاطعات ومدى الحاجة إلى النقل على السرعات المختلفة واستعمال الفرامل وآلات التنبيه, ويجب عدم إختيار أماكن لإقامة مساكن في المناطق التي يحدث فيها ضوضاء شديدة وبصفة مستمرة وبالذات في وقت الليل, ويمكن السماح للضوضاء ذات الشدة المتوسطة والدائمة الصادرة من حركة المرور على الطرق الرئيسية أو الشوارع الشريانية عند استعمال حواجز للصوت مثل زراعة الأشجار أو عن طريق الإرتداد بالمساكن عند حد الشارع.
الروائح الكريهة (دخان_أتربة): Odors, Smoke and Dusts
يمكن تقسيم مصارد الروائح الكريهة حسب مصادرها إلى:
• المصانع وبالذات المسالخ ومصانع دبغ الجلود والمصانع الخاصة بالمنتوجات الحيوانية والأسمدة وصناعة النسيج والورق والصابون والدهانات.
• مقالب القمامة وخاصة إذا كانت عملية التخلص منها تشمل حرقها.
• المجاري المائية الملوثة بمياه المجاري أو محطات المجاري التي يتم تشغيلها بطريقة غير صحيحة.
• المزارع الحيوانية ولا سيما مزارع الابقار ولماعز والأغنام التي تحفظ فيها الحيوانات بشكل مزدحم وغير صحي وكذلك أي مزارع أخرى يوجد بها سماد عضوي.
• الأدخنة الصادرة من حركة المرور عالية الكثافة.
وتتوقف خطورة هذه المضايقات على مدى شدتها وتكرار حدوثها, ولهذا يجب أن يؤخذ في اإعتبار ليس فقط المسافة بين المصدر والموقع المقترح للمجاورة بل أيضاً إتجاه الرياح السائدة طوال فصول العام.
أخطار الأمراض: Disease Hazards
لا يجب أن يتعرض سكان موقع لأخطار الحيوانات والحشرات الناقلة للأمراض, ولهذا يجب دراسة الموقع والمواقع المحيطة به والقريبة منه لمعرفة مدى وجود أماكن تعتبر محاضن لتوالد الفئران والذباب والبعوض والحشرات الأخرى.
وعندما يوجد إحتمال بتعرض الأرض أو المياه المجاورة للموقع المختار للتلوث بمياه المجاري أو بالفضلات الصناعية السائلة يجب تقييم درجة التلوث وخطورته وذلك بمعرفة رجال السلطات المحلية المعنيين بالصحة العامة.
الأخطار المتصلة بالأخلاق: Moral Hazards
توجد بعض المؤسسات التي تقوم بممارسة أنشطة لها تأثيرات غير مرغوب فيها على سكان المجاورة ولا سيما على الأطفال والأولاد الذين هم في سن المراهقة, وأخطار هذه المؤسسات له علاقة بالأخلاق والسلام العام, وتشمل هذه المؤسسات بيوت لعب القمار والبارات والأماكن الرخيصة لشرب الخمور والنوادي الليلية. ولهذا يجب عدم وضع المناطق السكنية بالقرب من مثل هذه المناطق التي يوجد بها مثل هذه المؤسسات حتى لا تتعرض الطفال لتأثيراتها الخطرة بإستمرار.
خامساً: الخدمات العامة الكبرى الموجودة خارج المجاورة:
Access to Community Facilities Outside the Neighborhoodسوف لا تحتوي المجاورة السكنية المقترحة بعض الأنشطة المطلوبة لسكانها, وتشمل مثل هذه الأنشطة الوظائف المطلوبة لسكان المجاورة, والمدارس الثانوية بمختلف أنواعها والمراكز التجارية الرئيسية والخدمات الصحية الخاصة وغيرها من الأنشطة التي توجد على مستوى المدينة ككل او مستوى الحي السكني الذي يشمل عدة مجاورات.
النقل بالسيارات: Automobile Transportation
في بعض الحالات يجب أن يكون عند كل سكان المجاورة طريق يوصلهم إلى شبكة الطرق الرئيسية, وإذا قيم دور السيارة الخاصة في النقل فيجب أن يؤخذ في الإعتبار الراحة والأمان, ويعتمد هذا التقييم على هذه الاعتبارات: إمكانية الحصول على طرق سريعة-تجنب حركة المرور الثقيلة-أقل مايمكن من عدد الإشارات الضوئية الخاصة بالمرور والتقاطعات- أن تكون الطرق مباشرة-سهولة الحصول على مكان انتظار السيارات في مكان الوصول.
النقل العام: Public Transit
يجب أن يكون لسكان المجاورة طرق مريحة إلى وسائل النقل العام لنقلهم إلى مراكز المدينة واماكن عملهم, حيث أن مثل هذه الأمكنة لا يمكن الوصول إليها في غالبية الأحوال سيراً على الأقدام, ولا يجب أن تزيد المسافة بين أبعد مسكن وأقرب محطة تابعة لشبكة النقل العام عن حوالي 500 متر. ومن بين العوامل التي يجب أخذها في الإعتبار أيضاً عند تقييم وسائل النقل العام :عدم الراحة-عدم إمكانية الحصول على مقعد-الوقت الضائع نتيجة لمحطات الوقوف المتكررة او نتيجة الإنتقال من وسيلة مواصلات إلى أحرى-مخاطر العدوى نتيجة الزحام-جهد العصاب نتيجة الضوضاء.
طرق المشاه: Pedestrian Ways
يجب توفير المسارات الأمنة بين المجاورة المقترحة والخدمات التي تقع خارجها والتي يمكن الوصول إليها سيراً على الأقدام, ويحتاج المشاه إلى أرصفة أو ممرات مشاة تصلح للسير عليها في كل فصول السنة تكون منفصلة عن الشوارع والطرق الرئيسية, ويجب أن تكون مثل هذه الطرق الخاصة بالمشاة مضاءة ومحمية عند تقاطعات الشوارع الرئيسيةز
المسافات معدلاتها: Standards of Accessibility
كتوجيه عام عند اختيار موقع المجاورة السكنية بعض الإقتراحات بمعدلات المسافات المسموح بهل للوصول إلى الخدمات العامة خارج المجاورة, وقد حسبت هذه المعدلات على أساس وقت الرحلة بوسائل النقل العام او بالسيارة.
1. الوقت المبذول في المشي من المسكن إلى محطة الباص او محطة المترو.
2. وقت الإنتظار على محطة النقل العام.
3. الوقت المبذول داخل وسيلة النقل العام.
4. الوقت المبذول للإنتقال بين وسائل النقل العام شاملاً وقت الإنتظار إن كان هناك إنتقال من وسيلة لأخرى.
5. الوقت المبذول في المشي من محطة النزول إلى مكان الوصول.
سادساً: الخدمات العامة على مستوى الحي السكني والمدينة:
Essential City and District Facilities
المدرسة الثانوية: Secondary School
مركز الحي السكني (على مستوى مجموعة من المجاورات السكنية: District Center
تشمل الخدمات الموجودة على مستوى الحي السكني (مجموعة مجاورات) المركز التجاري والخدمات الترفيهية داخل الأبواب والخدمات الاجتماعية والثقافية والدينية, ويجب أن تقع هذه الخدمات في منتصف المسافة بين المركز الرئيسي للمدينة وبين المجاورة المقترحة.
وغالباً ماتوفر مراكز الأحياء السكنية خدمات تجارية(بالإضافة إلى ماتوفرة مراكز التجارة بالمجاورة) مثل : أسواق الطعام الكبرى –الخبز والحلويات –السلع الخاص بربات البيوت-محلات بيع الكتب والأقمشة والملابس الجاهزة- وتصليح الأحذية-عيادات الأطباء-مكاتب رجال الأعمال-فروع البنوك-فروع مكاتب البريد.
وقد توجد في مثل هذه المراكز المساجد وفروع الادارات الرئيسية للمؤسسات الحكومية والأهلية, ويجب توفير فروع للمكتبات العامة في مثل هذه المراكز إذا لم يوجد مكتبة بالمجاورة.
مراكز عمل المواطنين: Employment Centers
قد تتطابق مراكز عمل سكان المجاورة مع مركز حضر المدينة, او هذه المراكز منتشرة في أماكن أخرى مثل المناطق الصناعية ومناطق محلات تجارة الجملة, ويجب الأخذ في الإعتبار عند الإختيار موقع المجاورة مدى كفاية فرص العمالة المختلفة في مراكز العمل ومدى هذه الفرص ومناسبتها بالنسبة لتكاليف المسكن والمواصلات.
مركز المدينة:Urban Centerتشمل الخدمات التي على مستوى المدينة الصغيرة او المدينة المتوسطة او المدينة الكبيرة مراكز تجارية بها محلات كبرى متنوعة للملابس والأثاث وغيرها, توفر البضاعة على أساس المنافسة, ومراكز تقافية وتسلية وطيبة وإدارات الحكومة المختلفة, ويختلف حجم هذه الخدمات التي تتجمع في وسط المدينة حسب حجمها, ويجب أن تكون هذه الخدمات في متناول جميع سكان المدينة ومن بينها سكان المجاورة المقترحة إما بطريق السيارة او بوسائل النقل العام.
الترفيه خارج المسكن: Outdoor Recreation
بالإضافة إلى الحدائق وملاعب المجاورة السكنية المفروض إنشائها بها يجب أن يكون لسكان المجاورة وسيلة للوصول إلى الخدمات الترفيهية خارج الأبواب التي على مستوى المدينة ككل مثل الحدائق العامة الكبرى أو الملاعب الكبرى. وتشمل الحديقة العامة الكبرى التي على مستوى المدينة:
• مساحة لإقامة أصحاب الرحلات ومساحة لإقامة المعسكرات.
• ممرات أو مكان لركوب الخيل.
• أمكنة للسياحة والقوارب.
• حدائق نباتية للزينة ومساحة لزرع الأشجار
وتقدر هذه الحديقة على أساس 13.5 إلى18 دونم لكل 1000 شخص في المجتمعات عالية الكثافة السكانية وأن تكون الحديقة العامة المناسبة لمثل هذا المجتمع حوالي 225 دونم فأكثر. الملاعب الرياضية مخصصة لطلبة الثانوية والشباب لذلك يجب توفير وسائل رياضية لمجموعات الأعمار الأخرى وبالنسبة لمساحة الملاعب يخصص 4.5 دونم لكل 1000 شخص ويعتبر ملعب واحد لا تقل مساحتة عن 45 دونم مهما كان عدد السكان حد ادنى لمثل هذه الملاعب وتتراوح مساحة الملاعب الرياضية المعدة إعدادا كاملاً بين 54 إلى 90 دونم.
الخدمات الطبية: Medical Services
يجب أن يكون لسكان المجاورة السكنية وسيلة نقل للوصول إلى الخدمات الطبية العامة التي على مستوى المدينة ككل, سواء كانت هذه الخدمات خدمات رسمية أو تطوعية مثل الأطباء او المستشفيات العامة أو الخاصة او التخصصية.
وغالباً ماتشمل الخدمات الطبية سواء توفرت بمعرفة السلطات الرسمية او عن طريق التطوع الأتي:
1. مركز رعاية الأطفال وعيادة طبية ورعاية أمومة.
2. خدمات الصحة المدرسية.
3. خدمات زيارة الممرضات.
4. معامل تحليل لتشخيص الأمراض.
5. برامج تعليمية للصحة العامة.
6. معامل تفتيش على الأغذية واللبن والمياة.
في المدن المتوسطة غالباًما تتوفر هذه الخدمات على مستوى المدينة ككل, ويوجد إتجاه إلى لامركزية الخدمات الصحية, أي يجب أن ينشأ على مستوى الأحياء السكنية, وفي عمليات التنمية السكنية الكبيرة يمكن توفير الخدمة الصحية في مبنى الوحدة المحلية, وقد يبرر إنشاء مجاورات سكنية جديدة إنشاء مراكز للخدمة الصحية في الأحياء السكنية المحيطة بهذه المجاورات.
وعلى مستوى الحي السكني قد تتوفر الخدمات الطبية الشاملة إما مؤسسة عامة او عيادات خاصة, وفي حالة الطوارئ يجب وجود طبيب في خلال دقائق معدودة أي هناك طبيب على مسافة 1 إلى 2 كيلو متر, هذا إذا لم يكن في المجاروة أصلاً.
وبالنسبة للمستشفيات فإن شرط 2.5 إلى 4.5 سرير لكل 1000 مواطن من السكان كمعدل تلتزم به كثير من الدول الصناعية, وفي حالة ماتكون المستشفى التي تخدم المدينة غي كافية فإنه يجب توفير بعض الخدمات الصحية في المجاورات السكنية الجديدة, وفي بعض مشروعات الإسكان الضخمة يمكن توفير عيادة داخلية صغيرة مؤهلة بالتمريض الجيد.