خالد طلعتجاء تراجع منتخب مصر سبعة مراكز في تصنيف الفيفا الشهري ليثير الجدل والتساؤلات حول أسباب هذا التراجع الغريب، خاصة وأن مصر لم تخض أي مباراة رسمية أو حتى ودية منذ مباراة غانا في نهائي كأس أمم إفريقيا والتي فازت بها الفراعنة.
ويأتي الجدل والحيرة من عدم معرفة الجمهور بقواعد التصنيف الذي يجريه الفيفا وهم معذورين في ذلك خاصة واذا كانت وسائل الاعلام نفسها لا تعرف هذه القواعد ولا توضحها للجمهور العادي أو للرأي العام.
بل والأغرب من ذلك أن أحد كبرى القنوات الفضائية في مصر أذاعت خبر بأن مصر ستصل إلى المركز الرابع في حال فوزها على انجلترا، ونقلته عنها الكثير من الصحف والمواقع الالكترونية دون بحث أو تأكد، حيث أصبح الجميع "يستسهل" وينقل أخبار عن أي مصدر دون التأكد من صحته، والأدلة كثيرة يتقدمها فضيحة "سيفون سبورت"، وفضيحة أن الفيفا قرر عمل استثناء لمنتخبي مصر وأيرلندا للمشاركة في كأس العالم نقلا عن القناة الثالثة المغربية.
وللأسف الشديد فإن معظم الاعلاميين والجماهير يعتقدون بالخطأ أن تصنيف الفيفا تصنيفا تراكميا فقط بمعنى أن النقاط تظل كما هي ويضاف إليها أو يخصم منها نقاط المباريات الجديدة في الشهر الأخير فقط وهي معلومة خاطئة وتصور خاطىء.
فطريقة احتساب النقاط تتم بصورة تصاعدية على مستوى الأربع سنوات الماضية، فاذا صدر التصنيف في بداية مارس 2010 مثلا، يتم احتساب نتائج المنتخبات بداية من مارس 2006وحتى بداية مارس 2010، ويتم حساب نقاط كل سنة على حدة بطريقة تصاعدية، أي أن نتائج السنة الأخيرة من بداية مارس 2009 إلى بداية مارس 2010 يتم احتساب نقاطها بنسبة 100% ، والسنة السابقة لها يتم احتساب نقاطها بنسبة 50%، والسنة السابقة لها بنسبة 30%، أما السنة الرابعة والأخيرة والتي تبدأ من بداية مارس 2006 إلى بداية مارس 2007 فيتم حساب نقاطها بنسبة 20%.
كما أنه عند احتساب التصنيف الجديد أيضا يتم حذف النتائج التي تحققت في الفترة من 1 فبراير 2006 إلى 1 مارس 2007.
وبالتالي فإنه من الممكن جدا أن يتقدم أو يتراجع أي منتخب في التصنيف عشرات المراكز حتى في حالة عدم خوضه لأي مباراة مثلما حدث مع منتخب مصر في الشهر الحالي.
وإذا أخذنا مثال بترتيب الشهر الحالي، فسنجد حدوث العديد من التغييرات في النقاط لكل منتخب، وسنأخذ منتخب مصر على حدى للتوضيح:
أولا أضيف لمصر نقاط الفترة من 1 فبراير 2010 إلى 1 مارس 2010 وهي الفترة التي لم نخض فيها أي مباراة، ولذلك لم نحصل على أي نقطة جديدة كما لم تخصم منا أي نقاط أيضا، علما بأن مباراة نهائي إفريقيا أمام غانا يوم 31 يناير حصلنا على النقاط الخاصة بها في تصنيف الشهر الماضي.
ثانيا تم حذف عدد نقاط منتخب مصر في الفترة من 1 فبراير 2006إلى 1 مارس 2006، وهي الفترة التي حققنا فيها نتائج جيدة ثلاثة انتصارات متتالية في كأس أمم إفريقيا (مصر 2006) على الكونجو الديمقراطية 4-1 يوم 3 فبراير في دور الثمانية، ثم على السنغال 2-1 يوم 7 فبراير في قبل النهائي، ثم على كوت ديفوار 4-2 بركلات الترجيح في نهائي البطولة.
ثالثا تم تقليل عدد نقاط منتخب مصر في الفترة من 1 فبراير 2007 إلى 1 مارس 2007، بحيث أصبحت مضروبة في 20% فقط بدلا من 30%، وهي الفترة التي حققت فيها مصر فوزا مهما على منتخب السويد القوي وديا بهدفين نظيفين يوم 7 فبراير 2010.
رابعا تم تقليل عدد نقاط منتخب مصر في الفترة من 1 فبراير 2008 إلى 1 مارس 2008، بحيث أصبحت مضروبة في 30% فقط بدلا من 50%، وهي الفترة التي حققت فيها مصر ثلاثة انتصارات متتالية في كأس أمم إفريقيا (غانا 2008) على أنجولا 2-1يوم 4 فبراير في دور الثمانية ، ثم على كوت ديفوار 4-1 يوم 7 فبراير في قبل النهائي، ثم على الكاميرون 1-0 يوم 10 فبراير في نهائي البطولة.
خامسا تم تقليل عدد نقاط منتخب مصر في الفترة من 1 فبراير 2009 إلى 1 مارس 2009، بحيث أصبحت مضروبة في 50% فقط بدلا من 100%، وهي الفترة التي تعادلت فيها مصر مع منتخب غانا وديا بهدفين لكل فريق يوم 11 فبراير.
وبتطبيق القواعد الخمسة السابقة سنجد أنه من الطبيعي ومن المنطقي جدا أن يحدث تراجع كبير في ترتيب منتخب مصر في الشهر الحالي.
خلاصة الكلام :
تصنيف الفيفا يقوم على أسس واضحة وعادلة ولكن يجب أن نفهمها أولا جيدا حتى لا نلقي الاتهامات جزافا على الفيفا بالتحيز أو العنصرية أو الجهل أو "العك"، ويجب على وسائل الاعلام أن تقرأ جيدا قبل أن تنتقد بدون فهم أو وعي.