عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
كنيته أبو عبد الله، ولُقِّب بذى النورين.
وُلد بمكة بعد ميلاد الرسول e بخمس سنوات أى سنة 5 من حادثة الفيل.
كان حسن الوجه، رقيق البشرة، أسمر، وافر اللحية، أصلع، عظيم الكتفين.
أسلم بين يدى رسول الله e بعد أن دعاه أبو بكر للإسلام.
كان رابع أربعة آمنوا بالإسلام.
أوثقه عمه بعد أن أسلم وقال: أترغب فى ملة آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أدَعَك أبدًا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين، فقال: ((والله لا أدعه أبدًا ولا أفارقه)) فيئس منه عمه وتركه وشأنه.
أحد العشرة المبشرين بالجنة.
من كُتَّاب الوحى.
صلى إلى القبلتين وهاجر الهجرتين.
شهد المشاهد كلها إلا بدرًا حيث جلس فى تمريض زوجته رقية بنت رسول الله e.
سُمِّى بذى النورين؛ لأنه تزوج ابنتى رسول الله e، رقية ثم أم كلثوم بعد موت رقية فقال رسول الله لو كان لنا ثالثة لزوجناك.
وُلِد له ولد من السيدة رقية فبلغ 6 سنوات ومات سنة 4هـ.
يقول عن نفسه: ((ما تغنيت، ولا تمنيت، ولا مسست ذكرى بيمينى منذ بايعت بها رسول الله e)).
كان شديد الحياء، حتى أن رسول الله e كان كاشفًا فخذه يومًا، فدخل عليه أبو بكر وعمر وهو على حاله، فلما استأذن عثمان فى الدخول غطى فخذه وقال: ((أَلا أَسْتَحى مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِى مِنْهُ الْمَلائِكَةُ)).
كان شديد البذل حتى إنه جهز نصف جيش العسرة بماله، فتبرع بثلاثمائة بعير وخمسين فرسًا بمتاعها ثم جاء بألف دينار فصبها بين يدى النبى e فقال الرسول e: ((مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ)) مَرَّتَيْنِ.
اشترى بئر رومة من يهودى كان يملكها وجعلها وقفًا لله يشرب منها المسلمون.
قال عنه أبو هريرة t : ((اشترى عثمان بن عفان من رسول الله e الجنة مرتين: عندما جهز جيش العسرة وعندما اشترى بئر رومة)).
كان شديد الخوف من عذاب الله حتى قال: ((لو أنى بين الجنة والنار ولا أدرى إلى أيتهما يؤمر بى، لاخترت أن أكون رمادًا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير)).
بشره رسول الله e بالجنة على بلوى تصيبه وفتنة يقتل فيها مظلومًا، فسأل عثمان اللهU الصبر عليها.
فقد قال له رسول الله e: ((يَا عُثْمَانُ، إِنَّهُ لَعَلَّ اللَّهَ يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلا تَخْلَعْهُ لَهُمْ)).
كان عمره حين تُوفِّى الرسول e 58 سنة.
تولى الخلافة سنة 24 هـ وكان عمره 70 سنة.
أتم جمع القرآن الكريم، وجمع الناس على المصحف الذى بدأ فى جمعه أبو بكر ونسخ منه، ووزعه على الأمصار، وأحرق ما عداه.
فتح الله فى أيام خلافته إفريقية وقبرص وطبرستان وخراسان وأرمينية والقوقاز وكرمان وسجستان.
كثرت الأموال فى عهده حتى بيعت جارية بوزنها، وحج الناس حججًا متوالية.
أول من زاد فى المسجد الحرام ومسجد الرسول.
أول من أنشأ أسطولاً بحريًّا للمسلمين.
أول من اتخذ الشُّرطة.
أول من اتخذ دارًا للقضاء بين الناس، وكان أبو بكر وعمر يجلسان فى المسجد للقضاء.
قدم الخطبة فى العيد على الصلاة.
أمر بالأذان الأول يوم الجمعة.
أمر أن يستعمر العرب المسلمون كل أرض جلا عنها أهلها وتكون لهم.
تزوج ثمانٍ من النسوة، توفى عن أربعٍ منهن، وهن: فاختة، وأم البنين، ورملة، ونائلة.
كان له تسعة من الأبناء وثمانٍ من البنات، ومن أبنائه: عبد الله الأكبر، وعبد الله الأصغر، وعمرو، وعمر، وخالد، والوليد، وسعيد، وعبد الملك.
كان يقف على جبل أحد مع النبىe وأبى بكر وعمر فرجف الجبل فقال النبىe : ((اثْبُتْ أُحُدُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِىٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ)).
روى عن النبى e 146 حديثاً.
من مروياته عن النبى e قال: قال رسول الله e: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِى صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِى لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَىْءٌ فِى الأَرْضِ وَلا فِى السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَضُرَّهُ شَىْءٌ)).
رأى رسول الله e فى منامه ليلة استشهاده قَالَ: إِنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ e فِى مَنَامِى، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ -رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فَقَالُوا: تُفْطِرُ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ.
قام عليه ثوار جمعهم اليهودى عبد الله بن سبأ الذى تظاهر بالإسلام بحجة أنه يعين أقرباءه فى الحكم، مع أنهم أهل لذلك، وكلهم تقوى وصلاح، فقتلوه وهو يقرأ القرآن فى بيته صبيحة عيد الأضحى.
استشهد t عام 35 هـ، وكان عمره 82 سنة، وكانت مدة خلافته 12 سنة.
أول قطرة من دمه سقطت على قوله تعالى: } فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ{ .
دُفِن ليلاً بعد أن منع الثوار تشييع جثمانه، وكان دفنه بالبقيع فى مكان اشتراه بنفسه وأضافه إليه.
كُتِب فى سيرته: (عثمان بن عفان) لصادق عرجون، و(التمهيد والبيان فى فضل الشهيد عثمان بن عفان) لمحمد بن يحيى بن بكر *وذو النورين (العقاد).