أيها الحب.. متي تعود؟ الجزء الاول

أيها الحب.. متي تعود؟

بقلم: جلاء جاب الله
الجمهورية

أشتاق إليه.. أشعر أنه قد تاه.. قد ضاع..
لكني أثق أن سيعود.. لأنه لا يمكن أن يعيش الإنسان بلا حب..!
أشعر أن الحياة أصبحت جامدة.. صخرية.. توقف نبض الحياة برغم أنها تسير وتتحرك.. لكن بلا نبض وبدون صدق.. وبلا إحساس..
فمتي يعود الحب؟
ليس سؤالاً رومانسياً.. أو تساؤلاً من قبيل التسلية وإضاعة الوقت..
بل سؤال ضروري وحيوي ومهم لأنه يبحث عن معني الحياة.. والوجود.. وصدق الواقع..
فهل يعرف أحدكم متي يعود الحب؟..
بل هل يعرف أحدكم متي خرج ولم يعد؟..
وهل يعرف أحدكم هل ضاع..
أم أنه مسجون في جبال الخوف والقلق والضياع والشقاء؟ أم أنه غاضب فقرر أن يعتصم بعيداً عن دنيانا وقد يعلن الاضراب عن الطعام ليودعنا؟
الحب لم يمت.. ولن يموت إلا مع آخر نفس من الأنفاس البشرية عندما يرث الله الأرض ومن عليها وما عليها.. عندئذ فقط قد يموت الحب.. وقد يظل حياً ليعيش مع من يبعثهم الله في الجنة لأن الحب هو الجنة نفسها أو هو نسيم الجنة بعبارة أدق.. فهل عرف أحدكم متي يعود الحب؟

نحتفل كل عام بعيد عالمي للحب باسم "فلنتاين داي" وهو تقليد للغرب أنكره بعض أهل السلف من العلماء واعتبروه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار..

ونحتفل كل عام بعيد محلي للحب أنكره أيضاً بعض علماء السلف وقالوا إنه لا عيد إلا عيد الأضحي وعيد الفطر.. وماعدا ذلك فكله بدعة وحرام وتقليد لأهل الضلال.
لكن السادة الأفاضل علماء السلف.. ثم علماء العصر الحديث لم يقولوا لنا: وأين هو الحب؟ لم يسأل أحدهم نفسه ولم يسأل أحدنا نفسه:
ما هو الحب؟ وأي حب نريد..؟
هل حب المال يعتبر حباً عندما يصبح حباً جما؟
وهل حب المتاع والمتعة علي حساب الروح والقلب يمكن أن نسميه حباً؟
أم أن كل ما يرتبط بحرفي "الحاء والباء" هو الحب؟
تساؤلات كثيرة لأننا نتحدث عن غائب غال.. غاب عنا في لحظة انشغال الدنيا كلها بالدنيا.. ولحظة انشغال الناس بالناس.. فنسينا أنفسنا وأرواحنا وعقولنا وعواطفنا وأحاسيسنا.. وجرينا نلهث خلف رغباتنا وملذاتنا واحتياجاتنا المادية وفقط..!
.. قرأت رسالة "عبر الإيميل" تقول: إن طفلاً كان يقف إلي جوار أبيه يلهو بينما كان الأب ينظف سيارته ويصلحها.. وأمسك الطفل بآلة حادة وخدش السيارة وهو يكتب عليها بالآلة.. ورآه الأب فامتلكه الغضب.. وانهال علي ابنه يضربه ولم يشعر بأن في يده مفتاحاً إنجليزياً وأنه يضرب الطفل بهذا المفتاح حتي كسر يديه.. وفي المستشفي نظر الطفل البريء من خلال الدموع إلي والده وهو يسأله: هل ستشفي يدي يا أبي؟
بكي الأب واحتضن ابنه وعاد به إلي البيت وهو في الطريق شاهد سيارته فبدأ يركلها بقدميه حزيناً لأنها السبب في إيذاء ابنه وهنا وقفت عيناه علي الخدوش التي تسبب فيها الطفل بالسيارة.. ويا للهول وجدها كلمات بسيطة مكتوبة بالآلة الحادة يقول فيها الطفل
"إني أحبك يا أبي"..!
عبر الطفل البريء عن حبه.. ولأنه طفل.. وبريء.. وبسيط عبر بطريقة قد تكون خطأ.. ولأن الأب لم يهتم إلا بأن السيارة التي دفع فيها دم قلبه قد تم خدشها فلم يشعر بنفسه.. اشترته الدنيا عن الاحساس بالحب.. فأذي ابنه إيذاءً شديداً.

إذن ماذا دفع بالحب بعيداً.. من أقنعه بالهجرة إلي عالم لا نعرفه.. وأتي بالكذب والخداع والرياء ليكون الهواء الذي يتنفسه البعض في هذه الحياة؟

n]]الحب بسمة في وجه أخيك.. في وجه من تحب.. في وجه الحياة.. ابتسامة صادقة نقية من القلب تكون رسالة حب حقيقية.. تخيل أنك قابلت إنساناً مع بداية يومك وهو يبتسم.. وتخيل لو أنه غاضب حزين مقطب الجبين.. تملأ وجهه تكشيرة الغضب أو القرف أو الحزن.. فهل يستويان؟

الابتسامة الصادقة وليست المصطنعة تصل من القلب إلي القلب في ثوان.. تحمل ألف رسالة ورسالة في الحب والألفة والود والمحبة.. تنقل مشاعر صادقة بلا كلمات.

جرب أن تبتسم في وجه من تقابله بدلاً من تكشيرة الغضب بلا سبب.. جرب أن تكون بشوشاً هادئ النفس صحيح الروح هادئ البال وأنت تتحدث.. وأنت تعمل.. وأنت تناقش.. فالحياة لن تهرب منك.. ولن يستطيع أي إنسان أياً كان أن يأخذ منك ما كتبه الله لك.. ابتسم من قلبك تبتسم لك الحياة..!!

حاول أن تقتل الغضب في داخلك خاصة مع الذين يشعر أنهم يحبونك أو علي الأقل تجد معهم راحتك أو يجدون راحتهم معك.. حاول أن تكون ودوداً لطيفاً باسماً هادئاً.. حاول أن تحارب نفسك عندما تغضب أو تثور لأتفه الأسباب.. ساعتها يمكن أن تساعد في عودة الحب الغائب..!!

[/b]

إلى اللقاء فى الحلقة القادمة

» الامام ابو هريره الجزء الاول
» الشيخ بكري متولي (الجزء الاول)
» مهندس عمرعبدالحميد مؤسس ومدير المنتدى "الجزء الاول"
» سلسلة الفسااااااااااد من داخل الوحدة الصحية بالعباسة (الجزء الاول ) وبالصور
» لقاء مع فضيلة الشـيخ \ محــمد صبـــحـي شحـــاتـه بالفــيديــو "الجزء الاول "