درس زويل ....!

موضوع: درس زويل ....! الجمعة فبراير 12, 2010 3:35 am

درس زويل!

.. وماذا بعد الاستمتاع بحديث د. أحمد زويل علي قناة دريم.. الأسبوع الماضي.. هل نكتفي بالاستمتاع.. أم نتحسر علي حالنا.. وكيف أننا لا نعرف أن نستفيد من عالم في حجم زويل؟! وللأسف الشديد نري أفكاره ورؤيته وأحلامه.. تنفذ علي أرض الواقع فوق أراض غير أرضنا ودول غير دولتنا.. ونحن علي عهدنا نكتفي بالفرجة.
ألم تستوقف كلمات د. أحمد زويل.. أي مسئول في مصر؟.. ألم يشعر وزير التعليم العالي د. هاني هلال بالغيرة الشديدة علي بلده.. وهو يسمع أن مشروع د. زويل.. مازال عبارة عن حجر أساس فقط.. منذ حوالي 12 سنة.. بينما دول أخري مثل تركيا وقطر.. أقامت المشروع بالكامل.. وبدأت تجني ثماره!!.
وإذا لم ينتبه وزير التعليم العالي إلي حديث د. زويل.. فأين باقي كبار المسئولين في الدولة من أصحاب القرار؟! هل الجميع في مصر.. سعداء بالحرص علي لقاء د. زويل.. مثله مثل نجوم المجتمع.. نحرص علي التقاط الصور التذكارية معه.. ونتسابق علي تكريمه.. واستضافته في التليفزيون.. وإجراء حوارات معه في الصحف.. وننسي أنه عالم.. صاحب رؤية.. وفكر.. نحن في أمس الحاجة للاستفادة منه.
أما الدرس الذي كشفه لنا زويل.. أننا نقف محلك سر.. بينما الدنيا من حولنا تتقدم بسرعة مذهلة.. وكل دولة تبحث عن التقدم بكل السبل.. وتبذل قصاري جهدها.. وكل ما تملك من أجل النهضة ومسايرة الدول المتقدمة.. بينما نحن في أيدينا أسهل الفرص.. ومعنا عالم كبير من أبنائنا.. قدم لنا ملفاً كاملاً.. لتنفيذ مشروع علمي تكنولوجي.. علي أحدث ما وصل إليه العالم في التعليم وإنتاج التكنولوجيا المتقدمة.. لكننا نفرط فيها بكل سهولة.. لا أدري لماذا؟ هل هانت علي أصحاب القرار.. بلدنا؟.. هل لا يحلمون مثلنا بالنهضة وملاحقة تطور العالم كله؟.. ألا يتمسكون بالأمل؟!.
زويل تحدث عن تجارب دول مثلنا.. لكنها بدأت بالفعل.. تركيا مثلا.. الهند.. فنزويلا.. حتي الصين.. وانها تقفز عاليا.. إلي الأمام.. ونحن معنا.. أهم أوراق التقدم.. تحت أيدينا مشروع إقامة مدينة تكنولوجية.. ومع ذلك لا نهتم.. ولا أدري.. ماذا يعمل كبار المسئولين.. وكيف يفكرون.. وماذا ينتظرون؟! يا خسارة.
وإلي متي سيظل تفكيرنا جامداً؟.. ثابتاً لا يتحرك.. إلي متي؟! وإلي متي نتعامل مع زويل وأمثاله بهذا التخلف والرجعية.. ونكتفي بالحفاوة به أمام عدسات كاميرات التصوير.. ومآدب الغداء.. وكثرة الكلام؟!.
ماذا أقول.. لا أدري.. مادام لا يوجد لدينا نظام عام يحكمنا.. ولا من يحاسبنا.. ولا من حتي يراجعنا.. ويتطوع بالاستفسار عن أسباب توقف مشروع زويل.. والاكتفاء بوضع حجر الأساس فقط؟.
أكثر من درس ومعني.. خرجنا بهم من حوار زويل.. لكن الواضح أننا نكتفي بالاستمتاع أو الانبهار.. والكلام.. ولا شيء غير ذلك.. فلدينا القدرة علي إجادة الكلام.. لدرجة أن د. زويل طلب من مني الشاذلي ومحمود سعد.. المحاورين له في هذه الحلقة الخاصة.. ألا يقاطعاه أكثر من عشر مرات.. لكن المؤكد أننا نهوي الكلام.. والكلام فقط.
إننا أمام فضيحة.. تعكس إلي أي مدي نعود للوراء.
أزمة البوتاجاز
علي نفس النهج.. أصبح من السهل جدا.. نواجه أزمات متكررة.. كانت من قبل مزمنة.. لكننا عدنا إليها.. بالرغم من إدخال الغاز لآلاف المنازل.. مما يعني توفير أنابيب البوتاجاز.. ومع ذلك تقع الأزمة.. ويصل سعر الأنبوبة إلي 60 أو 40 جنيها.. بالرغم من أن سعرها الرسمي المفترض أنه لا يتجاوز 265 قرشا.. يعني أقل من 3 جنيهات!!.
للأسف.. ومهما قيل من مبررات وأعذار واهية.. وكلام غبي.. والمطالبة بالعودة إلي استخدام الكانون "الفرن الفلاحي" بالقري.. فإن الواقع الأليم يعكس أزمة ومعاناة حقيقية.. تضاف إلي مختلف أنواع المعاناة.. وهل نحن في حاجة إلي مزيد من المعاناة.. حتي يصل سعر أنبوبة البوتاجاز إلي 60 جنيها.. أين الحكومة؟.. وأين الأجهزة الرقابية؟! وكيف تباع الأنبوبة بهذا السعر الخيالي.. أمام الجميع.. وعلانية؟! كيف؟!.
أشعر أننا علي أبواب حالة انفلات جديدة.. للأسعار في مختلف السلع والمنتجات.. بعد السكر!! لقد غابت أو ضاعت الرقابة.. وهل يعقل أن يصل سعر كيلو السكر إلي ستة جنيهات.. بعد أن كان 2 جنيه ونصف.. إلي متي يظل العبث بأقوات الناس.. وإلي متي تتزايد معاناة الناس؟! إلي متي؟! وإلي متي يستمر هذا الانفلات في الأسواق ومحلات السوبر ماركت.. وإلي متي نستمر في الصراخ.. وبأعلي أصواتنا.. أين الحكومة.. وأجهزتها الرقابية التي تعرف دبة النملة.. وما يحدث في الغرف المغلقة.. لكن إذا أرادت.. إلي متي؟!!!!.

بقلم: عبد الوهاب عدس
الجمهورية

» لقاء العالم المصرى احمد زويل على دريم 2
» زويل يرفض الإجابة عن ترشحه للرئاسة.. ويقول: أنا مستشار أوباما و«بلاش أسئلة سياسية»