كسر منتخب مصر أنف منافسه الجزائري برباعية نظيفة في طريقه نحو نهائي كأس أمم إفريقيا 2010.
واستعرض الفراعنة ضد منتخب الجزائر لعبا ونتيجة، وانتقمت مصر من الفريق الذي حرمها من الظهور في كأس العالم 2010.
وبذلك يلتقي منتخب مصر مع غانا في نهائي أمم إفريقيا يوم الأحد، بعدما تأهل أبناء حسن شحاتة للدفاع عن لقبهم للمرة الثالثة على التوالي.
سجل حسني عبد ربه ومحمد زيدان ومحمد عبد الشافي ومحمد ناجي "جدو" رباعية مصر في الدقائق 37 و65 و81 و92، بل وأهدر الفراعنة العديد من الفرص لرفع النتيجة.
وتسببت الفنيات المصرية العالية في خروج ثنائي دفاع الجزائر رفيق حليش ونذير بلحاج مع حارس الفريق فوزي شاوشي بالبطاقة الحمراء في الدقائق 37 و71 و87.
ويعد الأمر السلبي في المباراة لمصر فقدان جهود المدافع محمود فتح الله في المباراة النهائية إن تأهل الفراعنة، لحصوله على بطاقة صفراء، الثانية في رصيده.
كما خرج عماد متعب مهاجم مصر من المباراة مصابا في الشوط الثاني، وأمسك لاعب الأهلي بالعضلة الخلفية.
تفوق مصري
ظهر تفوق مصر منذ صافرة البداية حين ارتكب دفاع الجزائر خطأ في منطقة الجزاء الخضراء، كاد يستغله عماد متعب مهاجم الفراعنة لولا تدخل رفيق حليش.
ولعب ثنائي ارتكاز مصر حسني عبد ربه وأحمد فتحي بقوة مع لاعبي وسط الجزائر.
ونجح وسط الفراعنة في استرجاع الكرات دون أخطاء، ما عدا لقطة وحيدة في الدقيقة الرابعة حصد منها الخضر ركلة حرة، أهدرها مراد ميغني بتصويبة بعيدة.
وبنهاية فترة جس النبض، فتح منتخب مصر جبهة هجومية من الناحية اليمنى بقيادة أحمد المحمدي، الذي صنع عرضيتين متقنتين، لكن لم تجد أقدام مهاجمي الفراعنة.
ولجأ منتخب الجزائر للدفاع بشكل مكثف لمواجهة مصر، مع اعتماد أبناء رابح سعدان على تمركز المهاجم عبد القادر غزال بجوار مدافع الفراعنة محمود فتح الله.
وأدى ضغط مصر وراء جبهة الظهير الأيسر للجزائر نذير بلحاج إلى تراجع صانع ألعاب الفريق الأخضر كريم زياني لأداء أدوار دفاعية، فافتقده زملائه في الهجوم.
وحصل محمد زيدان مهاجم مصر الأنشط على فرصة في الدقيقة 16 للتصويب من حدود منطقة جزاء الجزائر، لكنه مرر كرة غير دقيقة بدلا من استغلال المساحة.
ومع الدقيقة 25، أهدر متعب فرصة خطرة حين مرر عبد ربه بينية لزيدان أهداها لمهاجم الأهلي الذي صوب في الزاوية البعيدة، ردها فوزي شاوشي حارس الجزائر.
ثم تنوع أداء مصر بين اللعب يمينا ثم يسارا، وصنع سيد معوض الظهير الأعسر للفراعنة عرضية متقنة، لم يلحق بها متعب أو زيدان.
ومع الضغط المصري، حصل متعب على ركلة جزاء لمصر في الدقيقة 37 بعد احتكاك مع حليش، وتصدى عبد ربه للكرة، أسكنها على يمين شاوشي ببراعة.
وأشهر الحكم البنيني كوفي كودجا البطاقة الحمراء في وجه حليش، ليكمل منتخب الجزائر المباراة بعشرة لاعبين، بطريقة 4-4-1.
وفتح خروج الليبرو مساحات جديدة أمام مصر لاستغلالها، ودخل معوض ببراعة في منطقة جزاء الجزائر، لكنه صوب دون دقة، مهدرا الهدف الثاني على الفراعنة.
مدرسة الفراعنة
استهلت مصر الشوط الثاني بهجوم ضاغط، وكاد متعب أن يسجل كرة رائعة بركلة مقصية، لكنه فشل في تنفيذهاٍ، وتابعها عبد ربه بتصويبة ارتدت من دفاع الجزائر.
وحاول الصقر المصري أحمد حسن إحراز هدفا على طريقته الخاصة عندما صوب من بعد منتصف الملعب بقليل كرة قوية، جانبت القائم الأيمن للجزائر بقليل.
ثم دخل متعب منطقة جزاء الجزائر مندفعا بين قلبي دفاع الفريق الأخضر عنتر يحيى ومجيد بوقرة، ما عرض مهاجم الأهلي للإصابة بشد عضلي.
وأقحم المعلم حسام غالي في وسط ملعب مصر على حساب متعب المصاب، الذي كان قد شارك في كامل مباريات الفراعنة بالبطولة، وسجل هدفين في بنين ونيجيريا.
وبشكل مفاجئ، فقد منتخب مصر السيطرة على وسط الملعب، وتراجع الفراعنة للخلف، كنتيجة لتقدم الخط الخلفي للجزائر.
كما بدأت قرارات الحكم تميل للجزائر، ومنح الخضر أكثر من ركلة حرة أخطرها في الدقيقة 58، نفذها حسن يبدا وتصدى لها عصام الحضري حارس مصر.
ودفع شحاتة لتغيير فتح الله بمحمد ناجي "جدو" على أمل تعديل الحال مجددا لصالح الفراعنة.
وأهدرت مصر في الدقيقة 63 فرصة كبيرة لمضاعفة النتيجة بعدما تلاعب معوض وجدو بالجزائر، لكن التصويبة الحاسمة لم تأت من زيدان وعبد ربه المندفعان.
ومع الدقيقة 65، خطف الفراعنة هدفا ثانيا عن طريق زيدان بعد ضغط من جدو، ثم فاصل مهاري من نجم بروسيا دورتموند على بلحاج قبل التصويب في الشباك.
وفتح منتخب مصر مدرسة المتعة بتمريرات عرضية وطولية، واختراق للدفاع الجزائري من كل حد وصوب.
وحاول سعدان تعديل خطوطه بإشراك عبد القادر العيفاوي في موقع مراد ميغني، طبعا دون جدوى.
وفقد منتخب الجزائر أعصابه، وخسر بلحاج ببطاقة حمراء حصل عليها لاعب بورتسموث بعد تدخل عنيف ضد أحمد المحمدي.
ووسط الاستعراض المصري دفع المعلم بمحمد عبد الشافي ليسجل من اللمسة الأولى بتصويبة رائعة فشل شاوشي في مشاهدتها.
ثم اخترق حسن صفوف الجزائر وانفرد بشاوشي الذي اضطر لعرقلته، فخرج مطرودا بدوره، وأجبر سعدان على خسارة التغيير الثالث بدلا من غزال.
واكتفت مصر بما قدمته، وأشعلت أعصاب الجزائر بشكل مضاعف بالتمرير العرضي وللخلف، حتى أطلق الحكم صافرته، معلنا اكتساح الفراعنة للخضراء.