لماذا قدم الاخوان مرشحا للرئاسة بقلم / محمد سامي منصور

لماذا قدم الإخوان مرشحا للرئاسة
بقلم / محمد سامي منصور
أولا : الإخوان المسلمون فصيل سياسي وطني لا يشك احد في وطنيته ولا ولائه لبلده ولشعبه الكريم ومنذ أكثر من ثمانين عاما والإخوان يقدمون أروع الأمثال في الوطنية التي إن دلت أنما تدل على أن هذا الفصيل أنما هو من والى الشعب المصري
ثانيا : السياسة هي فن المتغير فقد يصدر قرار اليوم أتراجع عنه غدا ا ن بدا لي ما هو خير منه والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا ذلك فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والإخوان خلال تصريحاتهم منذ يوم 10/2/2011 وهم يؤكدون أنهم لن يترشحوا إلى منصب الرئاسة وبناءا عليه تم فصل د. عبد المنعم أبو الفتوح من الجماعة عندما خالف هذا الأمر علما بأن الدكتور عبد المنعم كان من اشد المعارضين لترشيح الإخوان لمنصب الرئاسة عندما تشاور الإخوان في مكتب شورى الجماعة ولكن عندما رأي هو من وجهة نظره أن مصلحة مصر تستدعي ذلك خالف رأي الجماعة وتقدم للترشيح
فمصلحة مصر هي الفيصل في ذلك ومصلحة الثورة ومسيرة الحياة الديمقراطية التي نأمل أن تتم في مصر على أتم وجه هي التي تتحكم في التصريحات فالإخوان المسلمون في بداية الثورة نفوا ترشيحهم للرئاسة لأن مصلحة الثورة كانت تتطلب ذلك في هذا الوقت لأن كل العيون الخارجية ( أمريكا ، أوروبا ، إسرائيل ) والداخلية ( فلول الحزب الوطني المنحل ، الإعلام الفاسد ، الليبراليين والعلمانيين وغيرهم ) كانوا ينتظرون أن يصدر من الإخوان مثل هذا التصريح حتى تقوم الدنيا ولا تقعد ، فما كان من الإخوان إلا أن فطنوا لهذا واخذوا يطمئنون الناس حتى تنجح الثورة وتحقق أهدافها
ثالثا : لماذا تراجع الإخوان عن القرار ؟
لم يتراجع الإخوان المسلمون عن قرارا عدم الترشيح رغبة منهم في منصب ولا طمعا منهم في حكم ولكن تراجعوا لمصلحة مصر وشعبها الكريم ، ودعني أخي الكريم ادلل لك على هذا
في أحداث شارع محمد محمود طالبت كل القوى السياسية الإخوان المسلمين بالنزول إلى الشارع مبررة ذلك بالدفاع عن الذين يقتلون في أحداث محمد محمود ولكن كان الرفض الشديد من الإخوان وكان ذلك بناءا على معلومات تسربت إليهم أن مجزرة بشرية سوف تحصل إن نزل الإخوان إلى الميدان وهذا ما تبين بعد ذلك وأشادت كل القوى السياسية بهذا القرار وقالوا أن الإخوان فطنوا لمخطط المجلس العسكري وفوتوا عليه الفرصة في الانقضاض على الثورة ، رغم أن كثير من الناس انتقدت الإخوان ووجه إليهم التهم بالنفاق والتمصلح وأنهم خانوا الثورة والثوار والشعب المصري ثم تبين للناس عكس ذلك وجاءت نتائج الانتخابات البرلمانية بكل خير والحمد لله
وهذا السيناريو تكرر مجددا فالمجلس العسكري أراد أيضا الانقضاض على السلطة والالتفاف على أهداف الثورة وظهر ذلك واضحا في تصريحات المجلس العسكري بقوله ( قرار حل البرلمان في الدرج ) (ومنع الإخوان من تشكيل حكومة) (ورفض إقالة حكومة الجنزوري ) وذلك باعتباره السلطة الشريعة في البلد فماذا كان سيحدث لو لم يرشح الإخوان الشاطر ؟
سيدعم المجلس العسكري أحد الرجلين أما عمر سليمان أو عمر موسى وسيحصل احدهما على أصوات النصارى والليبراليين وفلول الحزب الوطني وسيرجع حكم العسكر من جديد وبعدها يحل البرلمان وتأتي حكومة على هوى المجلس العسكري والرئاسة الجديدة ونرجع إلى نقطة الصفر من جديد – وكأنك يا بوزيد ما غزيت ولا عملت ثورة مات فيها شهداء كثير- في حين أن أصوات الإسلاميين سوف تتفتت بين ثلاث مرشحين ليس من بينهم رجل المرحلة
فالدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل رجل عالم فاضل نحسبه على خير ولا نزكيه على الله وبرنامجه الانتخابي برنامج رائع لا نختلف على ذلك ولكن ليس لهذه المرحلة فهذه المرحلة تحتاج على برنامج اقتصادي من الدرجة الأولى لينتشل من الضياع الاقتصادي التي غرقت فيه وهذا مالا يقدر عليه د. حازم في الفترة القادمة والتي اقصد بها الأربع سنوات القادمة
والدكتور عبد المنعم أيضا رجل فاضل وقيادي سابق في الإخوان ولكنه أيضا يحمل برنامج انتخابي بعيد المدى وليس قريب المدى فضلا عن انه خالف قرار الجماعة فلا يمكن أن تدعم الجماعة من خالف رأي الشورى فيها .
أما الدكتور محمد سليم العوا فهو أيضا عالم فقيه قانوني ودستوري وشرعي ولكن له بعض الآراء الفقهية التي يختلف معها كثير من علماء الإخوان وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأيضا برنامجه الانتخابي لا ينطبق على المرحلة فضلا عن أنه يميل إلى الشيعية ويرى فيهم أنهم اقرب إلينا من غيرهم .
المرحلة القادمة تحتاج إلى برنامج اقتصادي مكثف تنطلق منه مصر بعد ذلك إلى المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية وهذا ما سيقدمه برنامج المهندس خيرت الشاطر ذلك الرجل ذو العقلية الاقتصادية الفذة .
هذا تحليل متواضع لمجريات الأمور أرجو من الله أن يفتح له القلوب والعقول وان يكف الناس عن كيل الاتهامات والسباب والشتائم دون إدراك لما يحدث من تحت الطاولة ، فنرجو أن يثق الناس في الإخوان فنحن لم نر منهم على مدى أكثر من 80 عاما ما يعكر صفو قلوبنا تجاههم
وكما قال الشاعر
ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالإخبار ما لم تزود

يسلم فمك يا ابو سامي

وانا اتفق الراي معك في كل كلمة جزاكم الله كل خير وبارك الله لكم وتقبل تحياتي لك

» توفى الى رحمة الله تعالى اليوم الحاج \محمد سامي محمد نجم
» محمد عوض و محمد سامي كل عام وانتم بخير
» الدكتور / محمد سليم العوا فى سطور (مرشح للرئاسة)
» حوار جامد جدا مع د/ محمد سليم العوا احد المرشحين المحتملين للرئاسة المصريه
» حصرياً عمرو أديب يستضيف خالد الغندور محمد شبابه وحوار ساخن جدأ حول قضية شوبير ومرتضى منصور