انتهت
فى سلام فعاليات مليونية إحياء الذكرى الأولى لثورة الخامس والعشرين من
يناير .. فبعد غروب شميس اليوم بدأ المئات من المتظاهرين التابعين للتيارات
الإسلامية الخروج من الميدان والعودة إلى بيوتهم .. ورغم هذا فلم يتوقف
توافد المسيرات إلى التحرير حتى الساعات الأولى من الصباح..
وقد تحولت المليونية فى نهايتها إلى إحتفالية كبرى خاصة بعد وفود أعداد
كبيرة من الألتراس إلى الميدان لإطلاق الشماريخ والألعاب النارية.
وقد أعلن اتحاد شباب الثورة وحركة 6 إبريل وكفاية وعدد آخر من الحركات
والإئتلافات والقوى الثورية عن البدء فى اعتصام مفتوح حتى يتم تسليم السلطة
للمدنيين وتم على الفور إقامة العديد من الخيانم فى الجزيرة الوسطى
بالميدان وحديقة مجمع التحرير.. كما انضم للاعتصام أيضا عدد من الشباب
المستقلين عن الحركات السياسية ..
وقد استمرت طولا اليوم المناوشات الكلامية بين منصة الإخوان المسلمين
والمنصات الأخرى فبينما كان شباب الإخوان يهتفون " إيد واحدة زى زمان" كان
شباب الحركات والقوى الثورية الأخرى يرددون" قول للزمان ارجع يا زمان" ورغم
الخلاف الحاد فى الراى بين التيارات الإسلامية بالميدان وباقى القوى
والحركات السياسية إلا أن الميدان كان هادئا طوال اليوم دون مشكلات أو
خلافات لكن النمؤشر العام يدلل على وجود انفصال بين معسكر الإسلاميين
ومعسكر اللليبراليين وشباب الثورة وهذا ما تسبب فى انقسام الميان نصفين
فكان النصف الأول عند مسجد عمر مكرم يحتله الإخوان والسلفيين والتيارات
الإسلامية الأخرى بينما النصف الثانى كان فى مواجهة شارعى طلعت حرب ومحمد
محمود ويحتله شباب 25 يناير والحركات الثورية الرافضة تماما لأى سوى سرعة
نقل السلطة للمدنيين وفورا. وكانت منصة الإخوان بمثابة المتحدث الرسمى باسم
الميدان فمن فوقها تم إذاعة بيان الزهر ومن فوقها أيضا أعلن المستشار محمد
جاد بيان الثورة فى هذا اليوم والذى أكد فيه على استمرار الثورة قائلا "
نجدد عزمنا على تحقيق أهداف الثورة ونعلن إصرارنا على اقتلاع جذور النظام
السابق، وتسليم السلطة لرئيس برلمان منتخب والإعلان عنه رسميا عن طريق بيان
من المجلس العسكرى صادر عنه، ونقل السلطة التشريعية والرقابية إلى مجلس
الشعب وممارسة كافة صلاحياته دون احتدام.
أما الدكتور محمد البلتاجى نائب مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة فقد
أكد من اعلى المنصة على تسلم مجلس الشعب مهامه التشريعية والتنفيذية ..
ولخصت منصة الإخوان مطالب الثورة بضرورة إقرار العدالة الاجتماعية ونقل
السلطة للمدنيين ووضع حد أقصى وأدنى للأجور وهيكلة وزارة الداخلية.
هكذا اختتمت فعاليات اليوم ففى حين عاد الآلاف إلى بيوتهم فقد بقى العشرات
وربما المئات من الشباب فى الميدان لمواصلة الاعتصام والتظاهر غدا والبدء
فى التصعيد حتى يوم الجمعة القادمة حسب دعوة اتحاد شباب الثورة بجلعها جمعة
غضب جديد لرحيل العسكر..
لكن الميدان بشكل عام كان متفقا على مطالب الثورة المتعلقة بالقصاص العادل
ومحاكمة مبارك وتسليم السلطة للمدنيين أما توقيت تسليم السلطة فكان هو محل
الخلاف بين الجانبين .
ورغم تأمين الميدان بشكل جيد إلا أن ذلك لم يمنع من تسلل مئات الصبية
والمراهقين الذين كانوا وراء بعض المضايقات التى تعرضت لها مسيرات السيدات
بالتحرير مما أدى إلى وقوع بعض الاشتباكات ثم هدأت الأوضاع سريعا.
شهد الميدان اليوم تقاليع من نوع خاص مثل ارتداء أقنعة فانديتا الشهيرة
والتى كانت محل دهشة جميع المشاركين فى إحياء ذكرى الثورة كما ظهرت هتافات
جديدة وشعارات أخرى تتناسب وطبيعة الحدث الذى ستستمر أصداؤه خلال الأيام
القادمة ..