بسم الله الرحمن الرحيم
استكمالا لأرفف مكتبتنا لا بد من إضافة كتاب تفسير القرطبي " الجامع لأحكام القرآن " لها , وحتى تستمع بذلك الكتاب الشيق اضغط على الصورة التالية ولا تنسى قراءة المعلومات الخاصة بمؤلف الكتاب ونبذة عن الكتاب :
للتحميل اضغط الصورة التالية******************************************
من هو القرطبي ؟
الإمام القرطبي
هو أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن فَرْح الأنصارى الخزرجى الأندلسى القرطبى المفسِّر ولد أوائل القرن السابع الهجري بقرطبة، ونسب إليه، بل أصبح أشهر علم من أعلامه، فعندما يذكر القرطبي بإطلاق، فلا تنصرف الأذهان إلا إليه، نشأ فيه وكانت حياته متواضعة، إذ كان من أسرة متوسطة، أو خاملة، مع علو حسبه ونسبه، إلا أنه أنبه شأن أسرته بما قدم من آثار ومؤلفات.
وفي قرطبة تعلم العربية والشعر إلى جانب تعلمه القرآن الكريم، وتلقى بها ثقافته الواسعة في الفقه والنحو والقراءات كما درس البلاغة وعلوم القرآن وغيره، وكان إلى جانب تلقيه العلم ينقل الآجر لصنع الخزف في فترة شبابه، وقد كانت صناعة الخزف ولافخار من الصناعات التقليدية التي انتشرت في قرطبة آنذاك...
إقامته فى مصر.
بقي الإمام القرطبي بقرطبة حتى سقوطه، وخرج منها نحو عام 633 هـ، فرحل إلى المشرق طلباً للعلم من مصادره فانتقل إلى مصر، والتي كانت محطًا لكثير من علماء المسلمين على اختلاف أقطارهم، فدرس على أيدي علمائها وسمع وكتب، وكان يقظاً حسن الحفظ مليح النظم، حسن المذاكرة ثقة حافظاً.
وأخيراً استقرّ به المقام بمنية ابن خصيب في شمالي أسيوط بمصر، فاتخذها داراً له ومقاماً ومركزاً للتدريس والتأليف، ولم يتغيَّر شيء من نمط حياته السابقة، فقد بقي على زهده في الدنيا واشتغاله بالآخرة، يملأ وقته بالعبادة والدراسة، ويكفيه الثوب الواحد أهم ملامح الشخصية:
1- زهده وورعه:
كان رحمه الله من عباد الصالحين والعلماء العارفين، عاش حياة عبادة وصلاح وزهد، وأتقن علوم العربية والعلوم الإسلامية جميعها، وسمع الحديث عن عدد من الحفّاظ الثقات. زاهد في الدنيا مشغولاً بما يعنيه من امور الآخرة وقد قضى عمره مشغولاً بين العباده والتأليف.
قال عنه ابن فرحون: (كان من عباد الله الصالحين، والعلماء العارفين الورعين، الزاهدين في الدنيا المشغولين بما يعنيهم من أمور الآخرة).
ونرى في مطالعتنا لكتب القرطبي نفس العالم الصالح الورع الزاهد في كل صفحة من صفحاته، فهو يشكو دائمًا من كثرة الفساد، وانتشار الحرام، والابتعاد عن الواجبات، والوقوع في المحرمات.
ومن مظاهر ورعه وزهده: تصنيفه كتابي (قمع الحرص بالزهد والقناعة) و(التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة)، ومن مظاهره أيضًا ذمه الغنى الذي يجعل صاحبه مزهوًا به، بعيدًا عن تعهد الفقراء، ضعيفًا في التوسل إلى رب الأرض والسماء.
2- شجاعته، وجرأته في الحق:
3- بساطته وتواضعه:
4- الجدية ومضاء العزيمة:
5ـ أمانته:
6ـ اجتهاده وكثرة مطالعته:
وإليك مثال من حبه للكتب وشغفه بالمطالعة، من كتابه (التذكرة) فقط، قال رحمه الله:
(وكنت بالأندلس قد قرأت أكثر كتب المقرئ الفاضل أبي عمرو عثمان بن سعيد المتوفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة)
مؤلفاته:
ذكر المؤرخون للقرطبى رحمه الله عدة مؤلفات غير كتاب "الجامع لأحكام القرآن" وهو ذلكم التفسير العظيم الذى لا يستغنى عنه طالب علم.
ومـن هـذه المـؤلفـات:
- التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (وهو مطبوع متداول).
- التذكار في أفضل الأذكار (وهو أيضاً مطبوع متداول).
- الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
- الإعلام بما في دين النصارى من المفاسد والأوهام وإجتهار محاسن دين الإسلام.
- قمع الحرض بالزهد والقناعة.
وقـد أشـار القـرطبـى في تفسيـره إلى مـؤلفـات له منهـا:
- المقتبس في شرح موطأ مالك بن أنس.
- اللمع اللؤلؤية في شرح العشرينات النبوية.
بين يدي كتاب تفسير القرطبي :
يعتبر تفسير القرطبى موسوعة عظيمة حوت كثيراً من العلوم فهو من أجلّ التفاسير وأنفعها، أسقط منه القرطبي القصص والتواريخ، وأثبت عوضها أحكام القرآن واستنباط الأدلة، وذكر القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ، وعني بذكر أسباب النزول، والردّ على أهل الانحرافات، مع اهتمام خاص بإيراد المناسب من الأحاديث.
كتابه "الجامع لأحكام القرآن" من أوائل الكتب التي نهجت هذا النهج في استخراج الأحكام من كتاب الله، يستعينون بها على حل مشكلاتهم ويقيسون عليها ما جدَّ من مصالحهم.
ولعلَّ خير دليل لنا على أسلوب هذا التفسير العظيم مقدمته التي وصفها المؤلف.. قال القرطبي:
"فلما كان كتاب الله هو الكفيل بجميع علوم الشرع الذي استقلّ بالسنة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض، رأيت أن أشتغل به مدى عمري وأستفرغ فيه قوتي، بأن أكتب فيه تعليقاً وجيزاً يتضمَّن نكتاً من التفسير واللغات والإعراب والقراءات والردّ على أهل الزيغ والضلالات.
وأحاديثنا كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام ونزول الآيات، جامعاً بين معانيها، ومبيناً ما أشكل منهما، بأقاويل السلف ومن تبعهم من الخلف، وعملته تذكرة لنفسي، وذخيرة ليوم رمسي، وعملاً صالحاً بعد موتي.
قال الله تعالى: {يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}. وقال تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له"..
وبذلك يكون أهم ما يميز الجامع لأحكام القرآن:
1ـ تضمنه لأحكام القرآن بتوسع.
2ـ تخريجه الأحاديث وعزوها إلى من رووها غالباً.
3ـ صان القرطبى كتابه عن الإكثار من ذكر الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة إلا من بعض مواطن كان يمر عليها دون تعقيب.
4ـ كما أنه كان إذا ذكر بعض الإسرائيليات والموضوعات التي تخل بعصمة الملائكة والأنبياء أو يخل بالاعتقاد فإنه يكر عليها بالإبطال أو يبين أنها ضعيفة كما فعل في قصة هاروت وماروت، وقصة داود وسليمان وقصة الغرانيق وكذلك ينبه أيضاً على بعض الموضوعات في أسباب النزول.
المآخذ على تفسير القرطبي:
ما يؤخذ على كتابه في التفسير(الجامع لأحكام القرآن) نقول: مع أن تفسير القرطبى رحمه الله من أعظم التفاسير نفعاً إلا أنه لم يخل من بعض هَيْنَات - والكمال لله وحده - كان يمر عليها من دون تعليق أو تعقيب.
ومـن أمثلـة ذلك:
ماذكره من الإسرائيليات عند تفسيره لبعض الآيات ومنها ماذكره عند تفسير قوله تعالى:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [غافر:7].
فقد ذكر أن حملة العرش أرجلهم في الأرض السفلى ورؤوسهم قد خرقت العرش إلى غير ذلك من الأخبار الخرافية.
كما لم يخل كتابه من الأحاديث الضعيفة بل والموضوعة التي تحتاج إلى إنتباه أثناء مطالعة الكتاب.
وهكذا عاش أبو عبد الله القرطبي حياته، من مأساة الأندلس، التي تركها في ريعان شبابه، إلى سفره مصر، واستقراره بالصعيد، طلب العلم على علماء عصره، وكبار المحدثين، وكان من عباد الله الصالحين، أشغل عمره بالتفسير، فأخرج للناس درة التفاسير، وأصبح كتابه مرجعًا للكثيرين ممن جاء بعده، عمر وقته بالعلم والدعوة والعبادة حتى أتاه اليقين.
آراء العلماء فيه:
ذكره ابن شاكر الكتبي، فقال: " كان شيخًا فاضل، وله تصانيف مفيدة، تدل على كثرة إطلاعه،و وفور علمه "
قال الذهبي: (رحل وكتب وسمع، وكان يقظًا فاهمًا حسن الحفظ، مليح النظم، حسن المذاكرة، ثقة، حافظًا)،وقال عنه في تاريخ الإسلام: إمام متفنن متبحر في العلم، له تصانيف مفيدة، تدل على كثرة إطلاعه ووفور عقله وفضله... سارت بتفسيره العظيم الشأن الركبان، وله العديد من المؤلفات التي تدل على إمامته وذكائه، وكثرة اطلاعه.
وذكر ابن عماد الحنبلي في شذرات الذهب عن القرطبي: "كان إمامًا علمًا من الغواصين على معاني الحديث، حسن التصنيف، جيد النقل "وفاته:
وفي " منية الخصيب" بصعيد مصر، كانت وفاة عالمنا الجليل ليلة الاثنين التاسع من شهر شوال سنة 671 هـ وقبره بالمنيا بشرق النيل.