مشوار الشيخ محمد برعي ( الجزء الثاني )

في هذا الجزء نبحر قليلا في حياة الشيخ محمد برعي :

بطاقة تعريف
الاسم : محمد إسماعيل برعي حسانين شلبية
تاريخ الميلاد : 25 / 11 /1940 م
مكان الولادة : كفر أبو نجم .

مشوار الشيخ محمد برعي ( الجزء الثاني ) 433872547

مشوار الشيخ محمد برعي ( الجزء الثاني ) 433872547

البداية :
ولد الشيخ محمد برعي رحمه الله في إحدى ليالي شتاء عام 1940 ميلادية وبالتحديد يوم الاثنين الموافق 25 نوفمبر , وكان والده الشيخ إسماعيل مزارع بسيط وكان رجل تقي يتميز بالزهد و البساطة . و كانت والدته المرحومة زينب من عائلة أبو سويد ( السوايده )

الإبتلاء وحفظ القرآن :
وقد ابتلا الله الشيخ محمد برعي ابتلاءا عظيما منذ ولادته فقد ولد فاقدا لنعمة البصر وحرم منها طيلة حياته ولكن عزيمته كانت أقوى من أن تقهره الظروف فقد تحدى تلك الإعاقة وبدأ يحفظ كتاب الله في سن 5 أعوام على يد الشيخة فاطمة رحمها الله وهى كانت سيدة تحفظ القرآن و هي خالة الشيخ بكري متولي رحمه الله , و كان رفيق دربه في الحفظ الشيخ عبد السلام متولي حفظه الله .
وقد اتم الشيخ محمد حفظ القرآن كاملا وعمره ثماني سنوات تقريبا , ثم سافر إلى القاهرة و أمضي بها عاما كاملا يدرس إحكام القرآن والفقه وتجويد حتى أتقنها إتقانا تاما بفضل الله تعالى و كان ذلك على يد ( د . إمام / السيد محمد ماضى أبو العزائم ) أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الخرطوم سابقاً
وكان قد أهدى للشيخ محمد كتاب بعنوان ( نيل الخيرات فى الصلاة على خير البريات ) وهو من تأليفه كهدية له وهذا الكتاب موجود عن الأستاذ / السيد أبو برعى حتى الآن
وبعد إتمام رحلة القاهرة عاد إلى ابو نجم ليبدأ حياته المهنية كمقرء للقرآن الكريم في المناسبات المختلفة .

المسئولية والعمل :
كان الشيخ مسئولا عن عائلته منذ صباه حيث توفى والداه مبكرا وكان يرعى إخوته ( عبد الله , حسن , عزيزة , احمد , صفية ) فقد كان أكبرهم سنا وهو تقريبا مصدر دخلهم الوحيد حيث عمل مدة طويلة بالإنشاد الديني والليالي التي كانت تقام في البلاد المحيطة مثل الزقازيق ومنيا القمح ومدن القناة بالإضافة إلى عمله كمقرئ في المياتم وفي الليالي الرمضانية وغيرها من الحفلات الدينية التي كانت تقام آنذاك .
وقد تعرضت عائلته لحادث أليم عندما ماتت أخته صفيه غرقا وهي في سن الصبا ليكون ابتلاءا أخر للأسرة وله شخصيا .
وقد ترك الشيخ محمد الإنشاد الديني وركز على تلاوة القرآن لينتشر شيئا فشيئا حتى ذاع صيته وهو في سن صغير وأصبح مشهورا في كل القرى والمدن المحيطة ومحافظات القناة .

أول ميتم وأول أجر :
أول ميتم أحياه شيخنا الكريم كمقرئ محترف كان في العباسة عام 1954 وكان عمره حينها 14 سنة وتقاضى عن هذا الميتم مبلغ عشرة قروش ( 10 قرش)

عائلته :
تزوج الشيخ محمد مرتان
* المرة الأولى سنة 1962 وأنجب منها ( السيد 1971 - زينب 1973 وتوفت بعد ثلاث سنوات من ميلادها - رضا - محمد وأحمد توأم 1978 )
* ثم توفت زوجته الأولى 1 / 3 / 1989
* ثم تزوج المرة الثانية فى 6 / 1989 وأنجب منها ( نعيم - إيمان - مصطفى - عبدالله )

ويحكى أن الشيخ محمد كان فى عزاء بالسلايمة ( بالملاك ) وكان يتلو سورة الانفطار وحين وصل للآية ( إن الأبرار لفى نعيم ) أعجب المستمعون بها وطالبوه بإعادة هذه الآية أكثر من مرة ، ووقتها كانت زوجته الثانية بالتل الكبير لكى تضع أول أولادها فتذكر الشيخ هذه الآية مع موقف الولادة فبدر إلى ذهنه أن يسمى مولوده الأول ( نعيم )

*****************************
هذا الموضوع :
جمع وإعداد : محمود طلعت
الصياغة والترتيب : عمر عبدالحميد

الحياة العملية :
كما ذكرنا أن الشيخ محمد بدأ حياته بالإنشاد الديني ثم تركه وتفرغ فقط للقرآن وانضم لنقابة القراء بالقاهرة والتي كان يرأسها الشيخ أبو العنين شعيشع ومن خلالها توسعت علاقاته بكبار القراء في الجمهورية , وكان دائما ما يقابلهم في الكثير من المياتم مثل الشيخ محمد الليثي والشيخ عبد الفتاح الطاروطي وغيرهم .
وقد كان الشيخ محمد حريصا كل الحرص على تلاوة القرآن قبل صلاة الجمعة في المسجد الكبير بأبو نجم ولم ينقطع عن تلك العادة لمدة طويلة , وقد اعتاد الناس جميعا على صوته يوم الجمعة لدرجة كبيرة , فكنا كثيرا ما نستمتع بذلك الصوت العذب الذي كان يلم المزارعين من غيطانهم حينما يسمعون قرآن الجمعة وعنه حفظا الحديث الذي كان دائما يقوله قبل الصلاة بصوته الأجش ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت ومن لغى فلا جمعة له , صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ) والله كأننا لا زلنا نسمعها داخلنا حتى الآن
ومن منا لا يتذكر الشيخ محمد برعي حينما ندخل المسجد الكبير ونجد الكنبة الخاصة به التي كان يجلس عليها داخل المسجد ليتلوا آيات الله يوم الجمعة .
- وقد كان رحمة الله عليه أول من يجلس ليكبر يوم العيد و والله لم يكن العيد عيدا لولا سماع التكبيرات بصوت الشيخ محمد برعي .
الأصدقاء :
كان الشيخ محمد محبا لكل الناس وكان صديقا للكبير والصغير بمعنى الكلمة وكان حب الناس له لا يقدر بثمن حتى بعد رحيله عن الدنيا فما زالت الناس تذكره بالخير , و كان اقرب الناس إلى رفقته الشيخ عبد السلام متولي من العباسة والحاج محمد أبو زيدان رحمه الله فقد كان قريبا جدا منه , وكذلك كان صديقا للحاج عبده ابو مهدي كما أنه كان يحب رفقة المشايخ وكبار السن .
******************
يتبع

والله شخصيه تشرف بجد
وفخر للقريه والمنطقه بأكملها
لكن للأسف الفتره الى كان
موجود فيها مافيهاش التكنولوجيا
المتطوره فى التسجيلات والتصوير
وبجد بشكر الاستاذ عمر على الفكره الرائعه
والاستاذ محمود طلعت على المجهود المتميز

خفة الظل والمرح :
اشتهر الشيخ برعي بين الناس بخفة الظل والمرح لدرجة كبيرة وطرائفه لا تنتهي حيث حينما يذكر اسمه بين الناس يترحمون عليه ويبدءون في سرد حكاياته وطرائفه التي كان يتميز بها حتى في أحلك الظروف .
فمثلا عندما سألت ابنه احمد هل كان أبوك يضربكم عندما تخطئون وكيف وهو لا يرى ؟
فقال لي احمد : كان أبي يضرب ضربا مبرحا حيث كان يجلس الشخص المذنب بين يديه وكأنه سوف يدرس له ثم يأخذ رأس الواحد منا في حضنه و ينهال بالضرب على الظهر وهذه الطريقة مضمونة حتى لا يؤذي من يضربه وحتى يتمكن من الضحية .
كما ان هناك واقعه حدث عندما جاءه الشيخ حسن القصاص و قال له (( يللا يا شيخ محمد نروح نشوف امك )) وكانت والدة الشيخ تسكن في بيت اخوه حسن , والشيخ القصاص كان نظره ضعيف جدا ولا يكاد يرى , فقال له الشيخ محمد (( هنروح ازاي احنا ما بنشوفش استنى اصحي الواد احمد يودينا )) رد الشيخ حسن عليه (( يا عم يللا و ربك هيسترها ))
وانطلق الرجلان في الشارع حتى إذا وصلا أمام منزل الحاج حسانين ابو جاموس كانت هناك حفرة مجاري عميقة وكان الشيخ القصاص هو دليل الطريق و كان يسبق الشيخ محمد بخطوات وطبعا لم يرى الحفرة فسقط القصاص وسقط فوقه الشيخ محمد وبدأ الصياح والقصاص يتألم لان رجله كسرت فقال له الشيخ برعي والناس يسحبونهم من الحفرة (( مش قلتك يا مفتح نجيب الواد معانا أهو ربنا سترها ورجليك اتكسرت )) فانطلق الحاضرون ضحكا على هذا الموقف ,
وثاني يوم ذهب الشيخ محد إلى عزاء والدة الحاج عبد الحميد هنداوي وابدع في التلاوة و امتع الناس بدرجة كبيرة وبعد انتهاء العزاء همس سأله احدهم ( ايه الحلاوة دي ياعم الشيخ ؟ ) فرد عليه ( اصلي وقعت في المجاري امبارح وكسرت رجل واحد , والظاهر ان ده السبب ) واخذ يدعو ( الله يشفيك ياشيخ حسن )
نهاية المشوار :
بعد رحلة حافلة بالأحداث والكفاح و بعد مشوار قرآني جميل داهم المرض الشيخ محمد واصيب بجلطة قلبيه ورقد بعدها مدة معتل البدن ثم فاضت روحه إلى بارئها يوم الأحد الموافق 8 أبريل سنة 2000 ودفن يوم الأثنين في مقابر العائلة بالعباسة وانتهى مشوار ستون عاما , غفر الله للشيخ محمد برعي وجعل القرآن مؤنسا له في قبره و شفيعا له يوم القيامة .

نسألكم الدعاء له بالمغفره ولنا ولجميع المسلمين بالعفو والعافيه

اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه

اللهم اغفر له وارحمه
ويكفيه ان صدره وعى القرآن
اللهم اجعل القرآن الكريم نورا له في قبره وشفيعا له في الآخرة

وفعلا الشيخ محمد له نوادر كتير جدا وكان فكاهي ومرح
وشكرا على المجهود الرائع الذي بذلته إدارة المنتدى في هذا الموضوع

اللهم ارحمه اللهم اغفر له

شغل جامد جدا
هي دي المواضيع الصح
ربنا يجازيكو خير
اللهم اغفر للشيخ محمد وارحمه يا رحمن

الهم ارحمة وجزاك الله خير ياهندسة انت ومحمود طلعت

مجهود رائع ومميز ومنتظرين المزيد

وياريت شخصيات أخرى من البلد

رحم الله الشيخ حقاً شخصيه جميله ووجهة مشرفه
لكم جزيل الشكر علي هذا المجهود الرائع والمتميز وفي انتظار المزيد
حفظكم الله يارجال المنتدي

اللهم اغفر له وارحمه

» تسجيلات الشيخ محمد برعي ( الجزء الثالث )
» فضيلة الشيخ محمد إسماعيل برعي (( الجزء الأول ))
» الشيخ بكري (الجزء الثاني)
» الشيخ بكري(الجزء الاخير)
» الشيخ بكري متولي (الجزء الاول)