كل سنة وأنت طيب يا بيبو

محمود الخطيب .. اسم لا يٌنسي في تاريخ كرة القدم المصرية في الأخلاق والموهبة,وعلامة مضيئة في تاريخ الرياضة العربية والإفريقية.

في الثلاثين من أكتوبر عام 1954 ولد النجم الكبير الذي أعطي بسخاء وحب لناديه ومنتخب بلده لأكثر من خمسة عشر عاماً كان خلالها مثالاً يُحتذي به في الأخلاق والسلوك خارج الملعب بشكل لا يقل إطلاقاً عن الموهبة الفذة التي نادراً ما تتكرر في الملاعب المصرية داخل المستطيل الأخضر.

20 بطولة مع ناديه العملاق و لقب لكأس الأمم الإفريقية مع منتخب بلده الرائد وتأهل للأولمبياد مرتين متتاليتين في موسكو 1980 ولوس أنجلوس 1984 و108 هدف في الدوري المصري وضعته جنباً إلي جنب مع عمالقة الهدافين في المسابقة العريقة بالإضافة إلي 37 هدفاً في المسابقات الإفريقية للأندية منحته القمة بين كل نجوم قارة المواهب طوال تاريخها.

"بيبو" الذي أحرز لقب أحسن لاعب في مصر 5 مرات وتوج بلقب هداف الدوري المصري مرتين رفض العديد من عروض الاحتراف في سانت إتيان الفرنسي وجلادباخ الألماني في أوج تألقه في السبعينات والثمانينات وكان النجم الوحيد في مصر الذي تلقي عرضاً للاحتراف في نيوشاتيل السويسري بعد اعتزاله كرة القدم. هو أيضاً النجم المصري الوحيد الذي أحرز جائزة الكرة الذهبية في استفتاء مجلة الفرانس فوتبول الفرنسية عام 1983.

"الأسطورة الفرعونية" واصل عطاءه في المجال الإداري بعد مهرجان اعتزال غير عادي يليق به شهده ملعب القاهرة الدولي في 21 ديسمبر عام 1988 وتدرج في المناصب الإدارية في الأهلي حتى وصل لمنصب نائب رئيس النادي وهو دائماً صاحب أعلي الأصوات في كل الانتخابات التي يخوضها في قلعة الجزيرة الشامخة التي كانت ولا زالت وستظل بالخطيب وكل أبناءها المخلصين وجماهيرها الكبيرة الكيان الرياضي الأكبر والأعظم في مصر و إفريقيا والوطن العربي.

وما بين اللقاء الأول الذي خاضه الخطيب ضد منتخب السويس في الدوري المصري بداية السبعينات وهو في سن السابعة عشرة وحتى ربع الساعة "الإبداعي" الذي ختم به مشواره أمام الهلال السوداني في نهائي بطولة إفريقيا أبطال الدوري عام 1987 قدم هذا النجم الكبير أداء فني أبهر كل المتابعين وسجل أهدافاً لا تٌنسي جعلاه محبوب الجماهير الأول رغم مرور 22 عاماً علي اعتزاله.

وأخير نقول إذا كانت البرازيل تفخر بجوهرتها السوداء بيليه الذي ولد في الثالث والعشرين من أكتوبر 1940 وجارتها الأرجنتين تعتز بموهبتها الكبيرة مارادونا الذي ولد في الثلاثين من ذات الشهر قبل خمسين عاماً فإننا في مصر لابد أن نفخر ونعتز بنجمنا الكبير"بيبو" أحد العلامات البارزة والفريدة في تاريخ الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة.