المخترع المصرى / إبراهيم عبد العظيم
نجح مخترع مصري يدعي ابراهيم عبدالعظيم محمد في تصميم مفاعل فيزيائي للتخلص الآمن من قش الارز وتحويله إلي سيلكون الكربون وحصل علي براءة الاختراع الدولية من روسيا.. وفاز بالجائزة الاولي كأفضل مشروع في الوطن العربي لعام 2009 في الملتقي العربي السادس بالعلوم والتكنولوجيا الذي عقد بالقاهرة تحت رعاية دكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء .. مدينة مبارك العلمية احتضنت المشروع لتنفيذه في محاولة لايجاد حل لمشكلة السحابة السواء .. علي الجانب الاخر قامت المدينة بتشكيل فريق علمي من معهد بحوث التكنولوجيا المتقدمة والمواد الجديدة لمعاملة سيلكون الكربون واستخدام الناتج في تصنيع الخلايا الشمسية وشرائح الكمبيوتر علاوة علي استخدام سرسة الارز في انتاج الوقود العضوي.. التجارب التطبيقية والنتائج اكدت انه من الضروري انشاء ٠٢١ وحدة »مفاعل « في انحاء المحافظات للتخلص من الآمن من ٢.١ مليون طن سنويا من قش الارز للقضاء نهائيا علي السحابة السوداء.. فهل سيتحقق هذا الحلم؟
إلتقت »الأخبار مع ابراهيم عبدالعظيم محمد المخترع المصري وهو رجل اعمال يمتلك احد المصانع الكبري لإدارة المخلفات.
ما فكرة مشروعك؟
الفكرة جاءت من منطلق تعظيم قيمة المخلف البيئي ومحاولة الاستفادة من قش الارز والذي يمثل مشكلة للفلاح المصري في نقله وتخزينه فيضطر إلي حرقه في الحقل مما يؤدي إلي تكوين السحابة السوداء التي تعمل علي زيادة ثاني اكسيد الكربون في الدم من هنا جاءت فكرة كيفية تحويل هذا القش إلي منتج صناعي.
وكيف بدأت؟
منذ عشر سنوات عندما قمت بمخاطبة عدد من المراكز العلمية البحثية بالخارج وطلبت معرفة العناصر المكونة لقش الارز والسرسة ووجدت انه يحتوي علي ٤١ عنصرا اهمها علي الاطلاق السيلكون .. ولأني رجل اعمال ومتفهم لطبيعة السوق أعرف جيدا القيمة الاقتصادية للسليكون وامكانية استخدامه في مجالات صناعية عديدة واهتديت لكيفية زيادة مادة السيلكون في التركيبة الناتجة من مخلفات الارز حتي وصلت به إلي نسبة ٤٩٪ في المنتج النهائي.
وكيف تمكنت من ذلك؟
توصلت إلي تصميم مفاعل فيزيائي حراري يعمل علي إحداث نوع من التغيير الفيزيائي لمخلف القش والسرسة وذلك بتخصيب السيلكون من خلال مرور الخام »القش« داخل المفاعل وبدون اضافة كيماويات وبالتالي ليس هناك اي نواتج لمركبات ضارة بالبيئة ولا مخلفات سوي غازات ساخنة وقد وضعت في الحسبان الاستفادة منها في عملية دورة تسخين لاحقة سيتم الاستغناء فيها عن المازوت والجاز الابيض.
المفاعل
كيف قمت بتصنيع هذا المفاعل؟
بعد ان انتهيت من فكرة تصميم المفاعل قررت ان اقوم بتصنيعه في الخارج علي ثلاثة اجزاء الاول في روسيا والثاني في فرنسا والثالث في انجلترا وقمت بشحن الأجزاء الثلاثة إلي مصر وحصلت علي ترخيص من هيئة تنمية الصناعة برئاسة المهندس عمرو عسل لإقامته وتشغيله علي قطعة ارض بمحافظة كفر الشيخ لانها اكبر محافظة تقوم بزراعة الارز.. بعدها ارسلت إلي الجهات العلمية التي تعاملت معها بالخارج بتفاصيل هذا المشروع وحصلت علي براءة الاختراع الدولية من روسيا كما حصلت علي المركز الاول كأفضل مشروع في الوطن العربي لعام ٩٠٠٢ في الملتقي العربي السادس للعلوم والتكنولوجيا الذي عقد بالقاهرة في الفترة من ٢١ حتي ٤١ مايو الماضي تحت رعاية د. أحمد نظيف رئيس الوزراء.
وهل تم بالفعل تشغيل المفاعل؟
نعم وهو يقوم الان بالتخلص الآمن من عشرة الاف طن من القش في الموسم الواحد ويعطي ثلاثة آلاف طن منتج منها السيلكون الكربوني ذات القيمة الاقتصادية العالمية.
هل هناك جهة بحثية علمية تعاونت معك؟
تعاونت مع جهات بحثية بالخارج مع احتفاظي بحقوق الملكية الفكرية وهذا الذي كلفني ماديا كثيرا »٠٢ مليون دولار« حتي وصلت لهذا الاختراع ثم قمت بتوقيع بروتوكول للتعاون مع مدينة مبارك العلمية برئاسة د. محمد السعدني لتحقيق ثلاثة اهداف اولا تصنيع المفاعل الفيزيائي كاملا داخل مصر وبأيد مصرية مع تطويره تكنولوجيا ثانيا معالجة السليكون الكربوني بالتكنولوجيا المتقدمة للاستفادة منه في مجال التصنيع ثالثا امكانية تحويل السرسة إلي وقود عضوي.
مدينة مبارك :
التقت الأخبار مع دكتور عبدالهادي قشيوط عميد معهد بحوث التكنولوجيا المتقدمة والمواد الجديدة الذي قال: تم تشكيل فريق علمي من المعهد يضم كلا من دكتورة مني عبداللطيف ودكتور صالح مطرو دكتور عماد سليمان ودكتورة جيهان النادي لمعالجة المخلفات التي ينتجها المفاعل الفيزيائي وذلك باستخدام التكنولوجيا المتقدمة لتقليل نسبة الكربون في المنتج لاستغلاله محليا وإقليميا و دوليا فمثلا يمكن الاستفادة به في ازالة المعادن الثقيلة من مياه الصرف الزراعي والصناعي وبقع الزيت البترولية كذلك يمكن استخدامه في عملية تلبيد خام الحديد المصري وايضا يمكن استخدام مادة سيلكون الكربون في مقاومة الميكروبات الممرضة للنبات والموجودة في التربة كذلك يمكن تصنيع مواد ماصة للطاقة الشمسية لاستخدامها في تصنيع الخلايا الشمسية لانتاج السخانات الشمسية ويمكن ايضا تصنيع مواد لحفظ الغلال والحبوب من الرطوبة.
ويستكمل د. عبدالهادي قشيوط قائلا: واهم مشروع يمكن استخدامه في هذا الاطار هو انتاج الوقود العضوي من سرسة الارز.. وفي نهاية حديثه اكد ان معهد البحوث والتكنولوجيا المتقدمة والمواد الجديدة هو مركز تنمية القدرات التكنولوجية لمدينة مبارك بما تمتلكه من امكانيات تكنولوجية عالية ومعامل وورش علي أعلي مستوي عالمي مباحث في متميزين لديهم القدرة علي الاستفادة من تلك المنتجات لاقامة صناعات وطنية قادرة علي المنافسة عالميا.
قضية قومية :
التقت الاخبار مع دكتور محمد السعدني ورئيس مدينة مبارك للأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية ببرج العرب الذي اكد انه تم توقيع بروتوكول مشترك مع ابراهيم عبدالعظيم المخترع الذي تمكن من تصميمة مفاعلا فيزيائيا للتخلص الآمن من قش وسرسة الارز والذي يمتلك مصنعا كبيرا لمعالجة المخلفات البيئية والتعاون يهدف إلي اقامة اكثر من وحدة يتم تصنيعها كاملة داخل مصر و بأيدي مصرية كذلك انتاج مادة السيلكون الكربوني وقيام المدينة بمهامها العلمية لتطوير استخداماتها في النواحي التطبيقية المختلفة فمثلا وجد ان هذه المادة لها تأثير تثبيطي عالمي لمقاومة الفطريات والبكتريا التي لها تأثير ضار علي النبات ومن ثم صحة الانسان ومن هنا جاءت مهمة المدينة لمعالجة التربة بمادة السليكون الكربوني.. والاهمية القصوي لهذا المشروع تأتي في مساهمته بشكل فعال في محاولة القضاء نهائيا علي السحابة السوداء التي تعاني منها البلاد منذ سنوات والتي تعد قضية قومية يجب التصدي لها وهي مشكلة بيئية مستمرة منذ ما يقرب من احد عشر عاما ويكفي القول: ان الوحدة الواحدة تستهلك عشرة آلاف طن سنويا لانتاج ثلاثة الاف طن من السيلكون الكربوني الذي يقدر سعر الطن منه بحوالي ٠٠٣ دولار »بعد خفض نسبة الكربون« علاوة علي ذلك يمكن معالجة قش الارز عند درجة حرارة عالية جدا تصل إلي ٠٠٥١ درجة مئوية للحصول علي كربيد السيلكون وهو اكثر نقاوة وله استخدامات صناعية عديدة ويقدر سعر الطن منه ب ٠٠٢ الف دولار والابحاث مازالت مستمرة للحصول علي نسبة نقاوة تصل إلي ٩.٩٩٪ وهنا سيصل سعر الطن من هذا المنتج إلي ثلاثة ملايين دولار وهناك بالفعل طلب عالمي علي هذا المنتج من روسيا والمانيا واليابان والهند لان هذه البلدان تقف عند حد تحويل قش الارز بالمعالجات إلي اسود الكربون الذي يستخدم فقط في صناعات اطارات السيارات وهو يعد ملوثا للبيئة وله آثار مدمرة علي الصحة العامة بينما في مدينة مبارك يتم استخدام التكنولوجيا المتقدمة عالية لجعل هذا المنتج صديقا للبيئة وآمنا صحيا ومجتمعيا عند استخدامه علاوة علي قيمته الاقتصادية.
وزارة البيئة:
في نهاية حديثه اكد د. محمد السعدني ان هذا المشروع يهدف إلي توليد وتوطين تكنولوجيا مصرية٠٠١٪ لتصنيع معدات قادرة علي تحويل المخلفات الزراعية إلي منتجات عالية القيمة الاقتصادية ومن المتوقع ان تصل الطاقة الاجمالية للمشروع إلي ٠٢١ وحدة »مفاعل« تتم اقامتها في مختلف المحافظات لاستهلاك ٢.١ مليون طن سنويا من قش الارز وبالتالي القضاء نهائيا علي السحابة السوداء لكن تحقيق هذا الحلم يتطلب تعاونا مشتركا مع الجهات المعنية خاصة وزارة البيئة وهيئة تنمية الصناعات.
الاخبار تقدم ملف هذا المشروع إلي وزارة البيئة لفحصه وتفعيله علي أرض الواقع خاصة ان المخترع تمكن من الحصول بالفعل علي ترخيص من هيئة تنمية الصناعات بإنشاء ٠٢١ وحدة لكن تمويل كل وحدة يحتاج إلي مليون جنيه علاوة
--------------------
تعلمت ان لا أهدي قلبي لمن احبه .. ولكن أهديه لمن يحبني
و تعلمت أن لا أخطئ بحق شخص يعاملنى بصدق فربما يأتينى زمن أبحث بحرقه عنه فلا أجده
Go to the top of the page
+Quote P
