الحديث الاول من كتاب الاربعين النووية للامام النووى

الحديث الاول من كتاب الاربعين النووية للامام النووى

روى البخارى وسلم فى صحيحيهما عن امير المؤمنين ابى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول (انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه ) متفق عليه

المقصود من الحديث باختصار شديد :
هذا الحديث حديث عظيم وفوائده كثيرة جدا قال عنه الامام الشافعى وكذلك الامام احمد عليهما رحمات الله : يدخل فى حديث الاعمال بالنيات ثلث العلم والسبب فى ذلك ما ذكره الامام البيهقى وغيره : ان كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه والنية احد الاقسام الثلاثه *

ويدل هذا الحديث على ان النيه هى معيار صحة الاعمال وقبولها فاذا صلحت النية صلح العمل وتقبله الله واذا فسدت النية فسد العمل ورده الله على صاحبه*

فاذا كان الامر هكذا فانه يجب علينا ان نصحح نياتنا وان نجعها خالصة لوجه الله فى كل قول وعمل وحال ولنبتعد كل البعد عن محبطات الاعمال من النفاق والرياء وحب الظهور فان الله عزوجل يقول فى سورة الانعام (قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين ) ويقول ايضا فى ختام سورة الكهف : (فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ) ويقول ايضا فى سورة البينة (وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )وفى الحديث الذى اخرجه الامام مسلم فى صحيحه ان النبى صلى الله عليه واله وسلم قال : يقول الله تعالى : انا اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا اشرك فيه غيرى فانا برئ منه )*

واعلموا جميعا بانه اذا اخلصنا لله عزوجل فى كل شى فان الله سيصلح لنا الاحوال ويقوم لنا الامور ويمكن لنا الدين وينشر بيننا الامن ويستخلفنا فى الارض وهذا ليس بكلامى وانما كلام الله عزوجل فى سورة النور (وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا (باى شى انظر ) يعبدوننى لا يشركون بى شبئا ) *

وها هو امير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله كان عهده عهد الفتوحات والرخاء وكان الناس يرون خلال حكمه العجب ومن ذلك انهم كان يرون الذئب يرعى الغنم على خلاف العادة فلما سئل عن ذلك قال : اخلصت ما بينى وبين ربى فاصلح الله بين الذئب والغنم*

فهيا بنا نجعل حياتنا كلها لله اقوالنا افعالنا احوالنا حركاتنا سكناتنا

وكتبه الفقير الى عفو ربه ومولاه :
ابو عمر محمد عبدالله ناروز
كلية اصول الدين والدعوة والثقافة الاسلامية
جامعة الازهر الشريف رمز الحق ومنارة العالم

جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب

شكرا جزيلا على المجهود المحترم يا شيخ

» امثال من الحديث النبوي
» الحديث الثانى من الاربعين النوويه
» الحديث الشريف الذى جمع فاوعى
» شعر للامام الشافعى (رحمه الله )
» كما وصلتنى الرسالة ( سؤال وجواب للامام على بن ابى طالب )